سنبدأ هذا المقال بنكته/قصة…
” في سوق سيارات الجمعة في مدينة نصر.. جلس الشاب الوسيم متأنقا داخل سيارته الرمسيس القديمة البيضاء .. وضع ورقتين على زجاج السيارة من الأمام و الخلف.. الثمن 2 مليون دولار سعر نهائي.. كلما مر أحد بجوار السيارة سخر من هذا الشاب و ضحك و تركه و مشى.. تكرر الأمر أكثر من ثمان مرات حتى رآه رجل وقور ذاهب للسوق ليشتري سيارة.. نظر مليا للسيارة و حادث صاحبها بصورة جدية و قال : أراك رجلا عاقلا و يبدو أنك متعلما.. كيف تضع مثل هذا السعر على هذه السيارة القديمة ؟
ضحك صاحبها و قال .. حسنا سأفهمك كل شئ و لكن شرطي أن تحصل على ضيافاتك أولا.. أستحلفك بالله أن تشرب شيئا ماذا تريد ؟
قال له ساخرا: أطلب لنا سحلب..
بهدوء نزل صاحب السيارة و هز المراية اليمنى للسيارة مرتين.. فظهر دخان كثيف و خرج عفريتا.. و قال شبيك لبيك ماذا تريد يا سيدي يتبقى لديك أمنيتين… قال له أحضر له سحلب و أنا أريد عصير فراولة..
في ثواني أحضر العفريت الطلبات.. كان الرجل الوقور و المحيطين في السوق في حالة ذهول قال الرجل الوقور هذه السيارة لي من الآن.. رفض تركه حتى يبيعها له و جمع الأموال بسرعة من كل معارفة و حصل على السيارة و هرب…
ذهب بها إلى مكان بعيد في المقطم و قرر إستعادة أضعاف أمواله.. نزل و هز المراية اليمنى كما رآى.. فظهر له العفريت و قال شبيك لبيك ماذا تريد يا سيدي يتبفى لديك أمنية واحدة..
قال الرجل الوقور في سعادة.. أريد قصرا في التجمع الخامس به حجرتين مملوئتين بالذهب..
ضحك العفريت جليا و قال: لا يا عم أنا عفريت قهوجي بتاع مشاريب بس !! ”
إنتهت القصة..
دعونا نتحدث الآن عن البديهيات..
مصر دولة لها تاريخ عريق.. لهذا تسمى أم الدنيا..
مصر لن تصبح أبدا أد الدنيا ولا حاجة.. ع الأقل خلال خمسين سنة قادمة.. صدمتكم ؟ لا و الله إتصدمتوا بجد؟
مصر دولة فقيرة نامية مثقلة بالديون و الفقر و المرض و قبلهم الجهل..
مصر مثل سيارة رمسيس كل ما نريده و تريده الدولة هو أن تسير بأمان و تلبي إحتياجات أصحابها… بدون أن تتعطل.. و لو تم هذا سيكون إنجازا واجب الشكر.. ثم يبدأون في تحسينها رويدا رويدا.. لنسبدلها بالأحدث فالأحدث حتى نصل لمستوى المرسيدس الألماني- قول يارب-.
المشكلة في الإعلاميين المتأنقين الذين يصورون إنها بها عفريت ما سيلبي كل طلباتكم.. هم فقط يمثلوا لكم هذا ليحصلوا على أموالكم منكم عبر الإعلانات و أمثالها ليسبونكم بعدها بأموالكم…
الحقيقة أن حادثة الطيارة الروسية هي مثال حي للإعلاميين – أصحاب عفاريت المشاريب بس- ليس لهم ثقل سياسي قوي حقيقي لا داخليا ولا خارجيا.. قوتهم لا تتعدى حدود نفوذ معارفهم – المهمين- في الداخل أما خارجيا فهم صفر..
يملئون ساعات برنامجهم اليومي بالأحاديث عن ضرورة تشجيع السياحة .. لا أعلم حقيقة شعبية مذيع يتشنج يوميا كزومبي مصاب بالصرع في بريطانيا أو روسيا عدا موقف ألعاب الكمبيوتر التي سخرت منها كثير من الدول و كان هو بطلها..
يتحدثون عن الأمر و كأنه حادث عارض و لا يقدرون أن هناك آلاف العائلات تبكي بسبب تسريح المسئولين عنها من وظائفهم في السياحة.. هم حصلوا على ملايينهم و إنتهى الأمر.. لديكم السيارة القديمة تعايشوا مع المشاريب فقط.. حسنا لفد خدعتم..
الموضوع إختبار حقيقي لتأكيدهم بحب مصر..
هل يتنازل الإعلاميين الوطنيين و الممثلين النجوم و بعض الحيزبونات النجمات عن ثلث أجرهم السنوي فقط لوضع وديعة لتشغيل أو مساعدة المتضررين من قطاع السياحة ؟ بدلا من كل الأغاني و الشعارات و فيديوهات ” قم إن إيجيبت .. قم إن “شمر الشيخ كمان تحب صابرين أن تقول” .. إيجيبت إز سيف.. كمان سيف .. كمان سيف”
والله لا يشاهدكم أحدا هناك.. متابعتكم لهم مثل متابعتنا كمصريين لتليفزيون دولة الجابون و فنانيها.. حتى لو غنوا تسلم الأيادي .. لا يشاهدكم سوانا أو أم سعيد و صديقاتها و أمثالهن اللاتي سيتحدثن عن الفستان التي لابساه فلانه و لفة طرحة صابرين..
أو مدام ماهي و شاهي و ناني التي سيتكلمن في بروفايلتهم الوطنية المطعمة ببوستات من صفحة عبد الرحيم علي و مخابرات مصر عن صدرأحداكن الذي لا مؤاخذة ترهل .. أو نوع دكتور التجميل الذي يتعاون معكن في حقن البوتكس.. ثم يقضون عطلتهم في أوروبا كما إعتادوا مع الحفاظ ع الويك إند في الساحل أو السخنة..
هل تخرجون يا وطنيين بحملة لتشغيل العاملين بالقطاع السياحي المصري المتضررين حتى إنتهاء الأزمة ؟ ولا إنتوا أخركم حفلة و برنامجين و أغنية ؟ – قالت إحداهن في لقاء إحنا كلنا هنا عيلة يا جماعة و مع بعض.. يملأني رد محمد سعد في فيلم بوحة.. أه يا عيلة نفرين و طفاية..يا بتوع ال.. فيديوهات.
لستم مطالبين بالدموع أو التعاطف يمكنكم تجاهل الأمر تماما بدون إدعاءات و تمثيليات.. ليس بالفيديو وحده يحيا الغلبان.. ليس بالإعلام كله حتى..