لانا أحمد
لم تكتفى وسائل الإعلام المصرية بتداول خبر زواج الفنان سعيد طرابيك، من الممثلة الشابة سارة طارق، بالسخرية لفارق العمر الكبير بينهما الذى تعدى الأربعين عاما، بل لم ترحمه أيضا، عند وفاته بعد الزاوج بشهرين، حيث أنطلقت حملات سخرية أثارت جدلا واسعا خاصة على مواقع التواصل الأجتماعى، ودعمها الإعلام.
سخرية الجمهور من زواج طرابيك، دفعته إلى الخروج فى وسائل الإعلام، لتبرير زواجه، وقصة حبه ذات الخمس سنوات، حيث تسابقت أغلب القنوات الفضائية فى استضافة العروسين، والحديث معهما، وكأن حبهما كالفضيحة، التى يجب تبريرها، وإبداء أسبابها.
رغم عمله لأكثر من ثلاثين عاما في مجال الفن، شارك خلالها في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، مع كبار النجوم، إلا أن حياته الشخصية والفنية لم تجذب أى وسيلة إعلامية لتداولها، فلبم نراه مرة واحدة فى ضيافة مذيع مشهور، أو فى حوار صحفى مع مجلة فنية، وكأن الإعلام نذكره فجأة عند زواجه المثير للجدل، على حد رؤيتهم,
بعد وفاته حقق سعيد طرابيك شهرة لم يحققها طوال مشواره الفنى، لكن تلك الشهرة لم تظهرها البرامج التليفزيونبة والصحافة، كتكريم للراحل على أعماله، بل جاءت فى شكل “خناقات” بين زوجته سارة، وورثة المرحوم، ،حيث استغلت بعض البرامج اهتمام الجمهور بمثل هذه الوقائع، خاصة بعد سخريتهم من وفاته، وعلى رأسهم برنامج”العاشرة مساء” على قناة دريم للإعلامى وائل الإبراشى، الذى قامة باستضافة سارة، لتبدأ وصلة مشاجرة مع زوجة طرابيك الأولى.
لم يبث برنامج الابراشى أي تقرير عن حياة الراحل الفنية، ولم يقم باستضافة أى من زملائه للحديث عن مشواره، بل أكتفى كغيره من الوسائل الاعلامية بالقاء الضوء على أحداث حياته الأخيرة ، ووفاته المثيرة لتعليقات الجمهور.
حوادث انتحار وملابسات غريبة شهدتها حالات وفاة لكثير من نجوم هولييود، لكن رغم اهتمام وسائل الإعلام الغربية بكشف خبايا تلك الحوادث، إلا أنها لم تسلط الضوء على الحياة الشخصية لأولئك الفنانين فقط، بل عمدت على تذكرة جمهورهم، برحلتهم الفنية، وأفلامهم، حتى لو كانوا ممثلين أدوار ثاتوية.
أشهر حوادث الوفاة الصادمة فى هوليوود كانت انتحار الفنان العبقرى العالمى روبن ويليامز، والذى جاء كالصاعقة لمعحبيه حول العالم، ذلك الرجل الذى ادخل البهجة إلى قلوب محبيه، ولو حتى بمشهد واحد يظهر به على الشاشة.
رغم كون حادث انتحار فنان كوميدى فى شهرة روبن ويليامز، مجالا مثيرا للجدل، وتصيد الشائعات، قد تفرد له البرامج والصحف مساحات، فى محاولة للتكهن بأسباب اندفاع نجم مثله إلى الانتحار، إلا أن أغلب وسائل الاعلام الغربى على عكس كل التوقعات لم تقم بذلك، إلا فى حالات نادرة لبرامج تجد من محبى الإثارة جمهورا مناسبا لها.
فعند وفاة وبليامز أعلنت زوجته سوزان شنايدر، رغبتها بأحترام خصوصية العائلة، فقد قالت فى بيان لها ” فقدت زوجى وصديقى المقرب، وفقد العالم واحد من أهم ممثليه وبالنيابة عن عائلته، أطالب الجميع بأحترام خصوصيتنا، ونأمل عند تذكره، إلا يتم التركيز على موته، وإنما على البهجة التى صنعها لدى الملايين من جمهوره على مستوى العالم”.
حاول الإعلام الغربى تطبيق رجاء زوجه وبليامز، فمحبوب الملايين له مسيرة فنية مشرفة، حاولت كل القنوات الفضائية والمجلات والصحف العالمية، ذكرها، سواء بعرض أفلامه، أو بمشاركة ذكرياته مع الفنانيين، وتذكرتهم بأهم الجوائز التى حصدها خلال مشواره,
لم نجد أى من محبى ويليامز على مواقع التواصل الأجتماعى قد قلل من قدره، ودوره السينمائى، بسبب أختباره الرحيل منتحرا، فلم نجد سب أو شتيمة له، رغم أختلاف أعتقادات الكثيرين مع طريقة موته، فكل جمهوره جمعتهم الضحكة التى رسمها على وجوههم، ذلك الفنان الذى وصف بالبرق فى عالم الكوميديا..