بعد ختام الدورة الـ37 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعرض كثير من الأفلام المميزة، وسط إقبال جماهيري تراوح بين كبير ومتوسط، كانت هناك مجموعة من الملاحظات التي يجب الانتباه إليها لتفاديها في الدورات القادمة من المهرجان، “إعلام.أورج” يرصد من أبرز هذه الملاحظات من خلال التغطية التي قام بها الموقع لفعاليات المهرجان.
كانت أبرز سلبية لاحظها النقاد قبل الجمهور هو وجود حالة عامة من غياب التنسيق الواضح عند المسؤولين عن تنظيم المهرجان، بل قام بعض المنتمين للجنة الإعلامية المنظمة للمهرجان بتصرفات غير لائقة مع نُقّاد كبار مما أثار غضبهم واستيائهم، وأيضًا غياب التنسيق بين إدارة الأوبرا وإدارة المهرجان والتي كانت واضحة مما أدى لتأخير بعض الندوات لعدم وجود علم لدى أمن الأوبرا بوجود ندوة بعد فيلم معين، مما أثر بشكل مباشر على مجريات الندوة وأيضًا على الشكل العام أمام صناع هذه الأفلام العالمية التي حضروا فيها.
استكمالًا لغياب التنسيق كانت فوضى تنظيم الجمهور في الأفلام الكبيرة، أو الأفلام العربية التي كان من المنتظر أن تشهد مثل هذا الاقبال الجماهيري الكبير، مثل فيلمي “الليلة الكبيرة” و”من ضهر راجل”، فكانت مشاهد متكررة من تدافع ومشاجرات وصلت إلى حد اشتباكات بين الجمهور وبعضه أو مع أفراد الأمن، حتى إن بعض نجوم هذه الأفلام أنفسهم وجدوا صعوبات كبيرة في الدخول إلى قاعة المسرح الكبير الذي لم يتم مراعاة تنسيق الحضور من نجوم أو صحفيين ونقاد أو طلاب وجمهور عادي، فكان الأمر أشبه بمهزلة واضحة بكل المقاييس.
توقف عرض بعض الأفلام أو العرض المشوه لأخرى صاحب عرض أفلام مهمة وكبرى في مهرجان القاهرة السينمائي، حيث توقف عرض الفيلم الدنيماركي المُشارك في المسابقة الرسمية “بين ذراعيك” بسبب تأخر لجنة التحكيم، كما تم قطع عرض الفيلم الافتتاحي للمهرجان للنجمة ميرل ستريب “ريكي أند ذا فلاش” وإعادته في مشهد آخر ثم قطعه مجددًا ليرجع للمشهد الذي توقف عليه، كما تم قطع الصوت في أحد عروض فيلم “الكنز” في نهاية الفيلم وتسريع عرض شريط الفيلم فجأة، ما أثار استياء الجمهور.
بعيدًا عن “موضة” الفساتين التي أثارت السخرية من بعض الفنانات، كانت التصريحات أيضًا مثيرة للسخرية مثل تصريحات سمية الخشاب التي كانت تدعو للراحلة فاتن حمامة بالصحة وطول العُمر!، كانت التغطية الإعلامية خاصة قناة “نايل سينما” التي كانت تنقل بثًا مباشرًا طوال أيام المهرجان سيئة للغاية في التعامل مع الضيوف مثل نجيب ساويرس وحلمي النمنم، وأيضًا إحراج المُراسلين من قبل بعض النجوم كما كان في واقعة النجمة درة مع مراسل نايل سينما، وأيضًا طوال الوقت كانت المشاكل التقنية تواجه فريق نايل سينما في الأستوديو المفتوح بالمهرجان، فمرة غياب الصوت، وأخرى مشاكل في بعض الكاميرات الرئيسية، كل هذا أيضًا بجانب أخطاء الإعداد في تقديم الضيوف على الشاشة.
الانطباع الواضح الذي تم أخذه عن المهرجان أنها كانت دورة غير مرضية للجميع، سواء في الحفل الختامي الذي لم يحمل أي جديد سوى إطلالات أكثر بشاعة لبعض الفنانات، أو على مستوى الجوائز التي كانت نتائجها غير مُرضية بالنسبة للكثيرين والمتابعين من النقاد، لينتهي مهرجان القاهرة السينمائي وسط حالة استياء واضحة، مع تطلع أن تكون الدورات القادمة أفضل حالًا من الدورة الأخيرة.