محمد سلطان محمود : إنه حقًا إعلام مهني

(1)

 

قاريء نشرة الثانية عشر  يبدأ النشرة بمقدمة حماسية يفصح فيها عن رأيه في أحداث وقعت في الليلة السابقة.. يعلن غضبه ثم يواصل قراءة النشرة رفقة زميلته.

موقفه ينال اعجاب الكثيرين ممن يوافقونه الرأى ، يبررون تجاوزه المهني بأنه تجاوز محمود عبر فيه عن موقف الكثير من الغاضبين

وسائل التواصل الاجتماعي تحتفي به و يبادر البعض  بنشر شائعة وقفه عن العمل في محاولة لحمايته من قرار ربما قد يصدر لاحقا و لكنه لم يصدر

المقطع يعاد نشره اكثر من مرة بعناوين نارية مختلفة علي موقع يوتيوب

 

 

(2)

 

معلق رياضي شهير بني شهرته بالصدفة بعد تعليقه علي مباراة للاهلي و الزمالك

ثم عزز شهرته بعد إعلانه صراحة تأييده لقيام مانويل جوزيه بحركة خارجة –اعتذر عنها لاحقا- ليصرخ فرحآ

“… لهم يا جوزيه”

لينتقل بعدها من التعليق الي تقديم البرامج الرياضية في مشوار حافل بالتجاوزات و الاشارات الخارجة علي الهواء

وصولا الي الحدث الابرز اعلاميا في الفترة الاخيرة و هو ادارته نقاش بين رئيس مؤسسة رياضية عريقة و صحفي، قام خلاله الاثنان بتراشق الفاظ غريب متبادل

لتجتمع رابطة النقاد الرياضيين و تقوم بمعاقبة رئيس المؤسسة الرياضية دون الإلتفات الي ما بدر من الصحفي علي الهواء في الفاظ طالت رئيس المؤسسة بالاب و الام

الطريف ان مقدم البرنامج قام بقطع الاتصال بين الطرفين المتصارعين و شدد و اكد ان المخطيء هو الصحفي

و لكن يبدو ان لا مقدم البرنامج ولا رابطة النقاد الرياضيين يروا ان العقاب يجب ان يطول طرفي الازمة

 

(3)

 

احدى المذيعات تقوم بإستضافة شخص متهم بإغتصاب و قتل طفلة

قضية أثارت الرأى العام لفترة طويلة

تحاول المذيعة إستفزاز المتهم، فتفشل و يستفزها برودة رد فعله و محاولته انكار جميع الجرائم التي ارتكبها

فتغضب و تقوم بشتمه

ليسخر منها جمهور مواقع التواصل الإجتماعي منها

و تصبح جملة “انت حيوان” التي قالتها المذيعة للقاتل احد الدعابات الاكثر انتشارا علي الانترنت

حتى و إن كانت قيلت لشخص متهم بأبشع الجرائم

 

 

(4)

 

ممثلة تبحث عن الشهرة تنجح دون مجهود يذكر في خداع وسائل الاعلام الالكتروني بخبر زائف عن وفاتها

خلال ساعات حققت ما كانت تحلم به لسنوات بأن تري اسمها متداول في عناوين الاخبار

لم يدم الامر كثيرا و انكشفت حيلتها

لتغضب وسائل الاعلام الالكتروني و تفرد مساحة اخبارية اوسع تعلن فيها نيتها مقاطعة تلك الممثلة و متابعة عواقب تلك الشائعة السخيفة

و لربما كان من الافضل علي تلك المواقع الاكتفاء بحذف الخبر الكاذب دون توضيح

فبدلا من إفراد الصفحات لتغطية النفي كان من افضل عقاب لمن ارتضت ذلك الطريق الي الشهرة هو ترك الجميع يظنوها قد رحلت

لتكتب شهادة وفاتها الفنية بيدها و هي حية

 

(5)

 

التجاوزات المهنية في الاعلام موجودة منذ بداية ظهور الفضائيات و ان كانت قد برزت في السنوات الاربعة الاخيرة

اصبح موقع يوتيوب و مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك – تويتر) هم اداة الرصد اليومي لتلك التجاوزات

تجاوزات في جميع الاتجاهات، يؤيد المشاهدين بعضها و يرفضون البعض الاخر طبقأ للاهواء و الانتماءات الفكرية

و لكن الخطأ واحد و التجاوز واحد

لا يميزه موقف او احتمالية صواب او خطأ رأى الاعلامي

فإن اردنا اعلام مهني لا يتجاوز علينا بأن نرفض التجاوزات كلها و لا نستثني احد

 

لكن طالما هناك من يصفقون للمتجاوزين..سيظل هؤلاء الاعلاميين يتمادون حتي يتجاوزوا في حق من شجعوهم

و حينها سيعود المعلق الشهير ليقول جملته التي اضحكت الجميع  “… لهم يا جوزيه”

و لكن تلك المرة سيكون يتحدث عن المشاهدين