سمير عمر يكتب: الثلاثة يكرهونها

منذ حلقت خفافيش شارع الصحافة والحوارى المجاورة فى فضاء الإعلام، اتسعت السحابة الإعلامية السوداء، فغطت الجزء الأكبر من سماء الوطن، ومع كل محنة يمر بها الوطن أو أزمة تأخذ بتلابيب المواطن تسرح الخفافيش وتمرح لتضيع الحقيقة أو تكاد، بسبب الظلام الذى تفرضه.

والخفافيش ليسوا سواء، فمنهم الخفاش المطبلاتى، والخفاش المبرراتى، والخفاش المشتاق، وثلاثتهم يكرهون الصحافة ولا يحبون الوطن، فهم مشغولون طوال الوقت بذواتهم الخفاشية، التى تعيش فى ظلام الأكاذيب ولا تطيق نور الحقيقة.

ولولا نفر ممن أعز الله بهم الصحافة والإعلام مازالوا قابضين على جمر البحث عن الحقيقة واحترام الكلمة ونبل مهنة البحث عن المتاعب، لغرق الجميع فى الظلام وضاع كل شىء.

وفى دفتر أحوال أنواع الخفافيش الثلاثة وسيرهم الذاتية ما يكفى ليحظوا جميعا بالاحتقار الوطنى والازدراء الإنسانى. فأما الخفاش المطبلاتى فهو عديم الموهبة، محدود الإمكانات، تراه فى كل محفل يهرول خلف أى مسؤول يزين له الأخطاء ويجمل له الخطايا، حتى إذا ما خرج على الجماهير لم يكلف نفسه عناء مراجعة الكلمات أو مناقشة الأفكار، فينطلق مُهللا لكل صاحب سلطة، وكل ذى نفوذ، وهو من فرط غبائه قد يمدح الفعل وعكسه مادام صدر عن أحد الكبار، فيُحيل كل سواد حالك إلى بياض ناصع، وجل هذا النوع ممن تربوا فى حظائر التوجيه المباشر من ذوى السلطان ونافقوا كل مسؤول وهم لا يعنيهم مَن يمسك العصا، فهم عبيد للعصا لا لمن يمسك بها.

وأما الخفاش المبرراتى فقد كان فى الأصل خفاشا مطبلاتيا، غير أنه تمكن من اكتساب بعض الخبرة وكرس إمكاناته، رغم ضعفها، لتطوير أدائه، فهو لا يهلل كرفيقه المطبلاتى، بل يتأنى ليخلق نقطة بيضاء فى سواد الأخطاء والخطايا، ويدفع الجميع للنظر إلى تلك النقطة التى قد لا تكون موجودة من الأصل، ولأنه أقل غباء من الخفاش المطبلاتى، فهو ينتقى من أفعال ذوى السلطة والنفوذ ما يسهل الدفاع عنه، ويتجاهل ما دون ذلك، وحين يصعد إلى خشبة المسرح الإعلامى يتحول إلى «نبطشى فرح شعبى»، ويركز على مزايا أصحاب «النقوط» ويدافع عنها، لتبقى حاضرة فى أذهان الجمهور الباحث عن أى بارقة أمل، وهو فى هذا أخطر من سابقه المطبلاتى، الذى قد يُعرض الجمهور عن متابعته من فرط إمعانه فى التطبيل.

وفى المرتبة الثالثة يأتى دور الخفاش المشتاق، وهو يختلف إلى حد كبير عن النوعين الأولين، وإن اشتركوا جميعا كما ذكرنا آنفا فى أنهم يكرهون الصحافة ولا يحبون الوطن. والخفاش المشتاق يكرس جل عمله لمتابعة سلوك رفيقيه الخفاش المطبلاتى والخفاش المبرراتى ويسعى لتقديم نفسه لذوى السلطة والنفوذ كممثل لفصيلة متطورة من الخفافيش يمكنه أن يلعب دور الاثنين بكفاءة أعلى، فهو يستطيع تلوين السواد بألوان قوس قزح. وخفافيش الصحافة والإعلام لا يجيدون البناء، فهم موهوبون فى الهدم، وأى بلد يسعى لأن يصبح وطنا بحق عليه أن يقاومهم جميعا، والمقاومة هنا فرض عين على الجميع حكاما ومحكومين، فأما مقاومة المحكومين لهم فتكون بالإعراض عنهم ومقاطعة ما يبثونه من سموم آناء الليل وأطراف النهار، وأما مقاومة الحكام فتكون بالابتعاد ورفع أى غطاء حقيقى كان أو مزيفا عنهم، فهم سُبَّة فى جبين كل مَن يقترب منهم أو يستخدمهم، أو يستعين بهم.

نقلاً عن “المصري اليوم”

 اقـرأ أيـضـًا:

“أستاذ” محمد صبحي.. مايصحش كده!!

“ستار أكاديمي” في نسخته “المتدينة”.. لن يصنع الفارق

مواقف و طرائف حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى

هذه الإطلالات هي الأسوأ في ختام مهرجان القاهرة   

الإعلام المصري في قضية الطائرة الروسية.. شاهد مشافش حاجة

8 حقائق في حب “الفرنجة”

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا