المهندس أحمد عفيفي اقتحم عالم الإعلام الرياضى بقوة من خلال فيديوهاته المنشورة على «يوتيوب»، التى لاقت انتشارًا كبيرًا بين الجماهير، خصوصًا الزملكاوية منهم الذين يرونه الفارس القادم لتخليصهم من الظلم الإعلامى الواقع عليهم! قناة «صدى البلد» استثمرت هذا النجاح، وتعاقدت معه لتقديم برنامج منفرد، سيظهر قريبًا على شاشتها عقب الانتهاء من فترة الإعداد والتجهيز.
النجم الجديد يتمتع بالثقافة واللباقة، فضلًا عن الذكاء وحسن القبول أمام الكاميرات، لكنه خسر كثيرًا بالإعلان عن توجهه المتطرف -على حد تعبيره- لصالح الزمالك! الجميع كان يعلم أن قلبه أبيض وبخطين حمر، لذلك لم يكن هناك داع للمجاهرة والمفاخرة بهذا التعصب، الذى سيحصره فى تقديم برنامج واحد فقط اسمه «زملكاوى حتى النخاع»! كل مقدمى البرامج الرياضية الأخرى ينتمون أيضًا إلى أندية بعينها، لكنهم على الأقل يحاولون الظهور بشكل حيادى من منطلق: إذا بليتم فاستتروا! لن أعتبر ذلك نفاقًا منهم، بل سأدخله تحت بند «الحرفية المهنية» تمامًا كما يفعل السياسى الذى يتبنى مواقف قد تختلف عن قناعاته، والدبلوماسى الذى يصدر تصريحات لا تتفق مع آرائه، وكذلك الزوج المضطر أحيانًا لمجاملة مراته!
أسلوب عفيفى وشخصيته الجريئة الصادمة خلقت حوله حالة من الجدل الشديد تراوحت ما بين الإعجاب الفظيع والرفض المريع. سأرصد معكم مميزاته وسلبياته مبتدئا كالعادة بالجانب المضىء:
1- اتهمه البعض بعدم الصلاحية للعمل فى مجال الإعلام الرياضى على اعتبار أنه لم يدرس الإعلام، ولم يمارس الرياضة فى ناد معروف. الحكم دائمًا للجمهور الذى يتابع الإعلامى و«ينجمه» نتيجة لموهبته ومصداقيته، لا من أجل شهاداته أو خبراته.
2- مفرداته اللغوية وتشبيهاته الكروية تمثل قاموسًا جديدًا فى التعليق كنا فى حاجة إليه بعد الملل، الذى أصابنا من المصطلحات الركيكة والاستظرافات الرديئة التى يتحفنا بها بعض كهنة الإعلام الرياضى من القدامى والجدد.
3- يتناول موضوعات جديدة مبتكرة تثير اهتمام المشاهدين مثل قضية الاستوديوهات التحليلية وظاهرة التعصب الكروى -رغم أنه أحد رموزها- مما يبشر بولادة مقدم واعد قادر على طرح قضايا مهمة.
أبرز سلبياته التى يلاحظها المشاهد العادى ولا يراها المتابع الزملكاوى المنتمى إلى حزب «سلمى وأخواتها»:
1- الفارق بين الثقة بالنفس والغرور مجرد شعرة كان هو على وشك قطعها فى كثير من المرات. أراه يقر بأن رأيه مجرد وجهة نظر شخصية تحتمل الخلاف معها، بينما أسمعه يرد أحيانًا على منتقدية بشىء من الاستهانة والتعالى.
2- انتقد فى أحد تقاريره محللى المباريات، الذين يستخدمون عبارات غريبة لا يفهمهما المشاهد العادى، لكنه هو أيضًا يتعمد تداول كلمات أجنبية، وأوصاف هلامية قد تكون صعبة الإدراك على المشاهد ذاته.
3- تعصبه الشديد للزمالك يدفعه إلى السخرية غير اللائقة من منافسيه، كما حدث فى مواقف كثيرة، مثل «تريقته» على الحضرى، عندما سجل فيه مصطفى فتحى هدفًا الموسم الماضى بعد طول عذاب كان سببه تألق الحارس الكبير.
الحكم النهائى سيكون للجمهور، الذى سيقرر خلال الفترة القادمة: الكرة مش مع عفيفى ولا معاه؟
نقلًا عن “التحرير”