التطرف الديني والإرهاب الذي ضرب معظم الدول ولانزال في مصر نعاني منه حتي كتابة هذه السطور ظاهرة إنتشرة وأستفحل أمرها وآن الأوان لمواجهتها ليس أمنياً فقط ولكن علي أصعدة متعددة ومختلفة ولكنها تعمل جميعها في وقت واحد .
منذ أن ظهر هذا الشعار قولاً وهو لم يُفعّل علي أرض الواقع حتي من باب “بناءً عل توجيهات سيادة الرئيس ” ، ولا أعتقد ان هذا التأخير من النوع الذي يتبعه خير بل هو من نوع ” دقيقة في الحرب تفرق ” .. ألسنا في حرب ضد الإرهاب والتطرف ؟!
الم يكن تراثنا الديني الرَّث الذي يشبه “ثقب الأوزون” هو الذي أوصلنا الي التطرف والإرهاب بإسم الدين بما يسربه علينا من أحكام فقهية كالغازات السامة التي تخرج من ثقب الأوزون !!
أما آن الأوان لسد هذا “الخرم ” … علي حد تعبير السيد المحترم وزير السياحة .
وإذا كانت داعش ومن قبلها تنظيم القاعدة ومن علي شاكلتهم من الإخوان والسلفيين صناعة أمريكية فالمواد الخام اللازمة لهذه الصناعة دون شك .. من عندنا !!
ولأن الأزهر هو المؤسسة الدينية المنوط بها أمر تجديد الخطاب الديني تبعاً للدستور ، فقد إنقسم الي فريقين الأول يمثل واحد في المئة من علماءه بينما يمثل الفريق الثاني تسعة وتسعين وتسعة من عشرة في المئة .
الفريق الأول يحاول إعطاء فتاوي خارج الصندوق أي خارج صندوق الفكر الديني المتحجر بما يتوافق مع متغيرات العصر وبما لا يتضارب وصحيح الدين .
أما الفريق الثاني فجُل عمله هو محاربة ومجابهة الفريق الأول أرضاً وبحراً وجواً ، أي صحافةً وإذاعةً وتلفازاً ، ويخرج المتلقي وهو يقول بكل قناعة ” هأنضم لداعش ” !
والمتفحص للمشهد الأزهري بعلماءه بمعلميه بمناهجه بطلابه بطالباته سيتأكد له أن .. ” داعش فينا وربنا اللي هادينا ”
لن أقول واجهوا التطرف الديني بزيادة عدد برامج الإفتاء علي الهواء لأن الأساس من وجهة نظري هو.. ” لا تعطيني فتوي بل علمني كيف أفتي نفسي”علمني صحيح الدين بعد تنقيته وغربلته من شوائب الفقه المتحجر والفكر الوهّابي ، بعدها سأستفتي قلبي وإن أفتاني أبالسة التطرف وذبانية الجمود .
ولن أقول حاربوا المتطرفين والدواعش بأفلام السبكي فكما أن “المبروم علي المبروم مايلفش” فالتطرف علي التطرف مايصحش !!
بل أقول أين الأفلام والمسلسلات التي تجسد قصص حياة أولياء الله الصالحين مثل فيلم سيدي أحمد البدوي الذي جسده الفنان عباس فارس ، وأين مسلسلات مثل سيدي إبراهيم الدسوقي وابن الفارض وإبن عطاء الله السكندري والذي جسدهم المبدع الفنان ” رشوان توفيق ” ؟!!
ولماذا لا يتم إعادة إنتاج لهذه الأفلام والمسلسلات وإبراز الجانب الصوفي الذي كان ولايزال يميز الشعب المصري ويجذبه ويؤثر فيه .
لذلك أري أن التصوف والمتصوفة في مصر ” مع التحفظ علي بعض ممارساتهم ” هم أكثر الفئات المؤهلة والجديرة بمواجهة التطرف والعنف بإسم الدين حتي يتم تأهيل الأزهر لتحمل هذه المسؤلية كيف ؟ ومتي ؟ ..الله أعلم !!