يقف الإعلامي المصري الشاب متأنقاً و هو يبتسم.. الغريب أنه دائماً يبتسم و لو أبكانا نحن..يعلن أمام الجميع أنه لن يتمكن من إستكمال برنامجه الأعلي مشاهدة في الوطن العربي كله لأسباب تتعلق بتدخلات في المحتوي .. و خطوط حمراء يرفضها هو وفريق العمل .. بل و تهديدات يتعرض لها هو و رفاقه يومياً من متطرفي السلطة و المعارضة علي السواء..لينتهي أشهر برنامج ساخر في العصر الحديث..! و لنتحسر نحن جميعاً عليه .. و لكننا نتفهم دوافعه!
أكثر من عام يمر و نحن لا ننسي باسم يوسف..و لا أعتقد أننا سنفعل !
مشهد رقم ٢
يسأل المذيع الامريكي الشهير الرئيس المصري في حوار تلفزيوني عن حرية التعبير في مصر.. و يجيب السيد الرئيس أننا نتمتع في مصر بحرية تعبير “غير مسبوقة”.. لم يقتنع المذيع الامريكي بالإجابة.. و لكنه و بخبث واضح يسأل عن ذلك الإعلامي الساخر الذي يدعي باسم يوسف .. و الذي تم إيقاف برنامجه لأسباب غامضة.. فيكون الرد أن النظام لم يكن له دخل علي الإطلاق !
ربما لم يأمر النظام صراحة بإيقاف برنامج باسم يوسف الشهير.. هذه حقيقة في الأغلب..و لكن في بعض الأوقات يصبح الصمت عن وقف مثل هذا البرنامج نوع من الرضا.. أو هكذا نظن!
مشهد رقم ٣
يقف المصري المتأنق دوماً و الذي لا تفارقه إبتسامته في كل الظروف أمام منصة التقديم لأشهر حفل لتوزيع جوائز الإجادة التلفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية .. إنه يفخر أنه عربي مصري مسلم.. لم ينس أن يدين التفجيرات في باريس و لبنان و الجزائر و مصر علي السواء.. و لكنه فعل كالعادة ما لم يتوقعه أحد..لقد سب الارهابيين بالعامية المصرية .. لنفهمها نحن فقط و لا يفهمها الحضور..!
لن يتوقف باسم يوسف عن إبهارنا في الأغلب..إنه يعرف اننا مازلنا نتابعه.. يعرف اننا مازلنا جمهوره الأحب الي قلبه.. و لهذا فعلها.. و لهذا نحبه!
لم يتغير باسم.. و لن يتغير ابداً!
مشهد رقم ٤
إنه الحوار المعتاد علي مواقع التواصل الاجتماعي في كل مرة نفشل فيها في التعليق علي خبر عجيب من تلك الأخبار التي تصيب بأمراض الضغط و السكر و السكتة الدماغية.. فلا نجد وسيلة إلا أن نتقمص دوره جميعاً.. لنرد أو نعلق بأسلوبه..
لم يعد باسم يوسف مجرد مقدماً لبرنامج هزلي.. لقد اصبح أسلوباً في الحياة.. ربما نافس بصوره و هو يرفع احدي حاجبيه في غضب مصطنع وجه ” ياو مينج” الضاحك الشهير ..
لم يعد باسم يوسف مجرد مقدماً لبرنامج .. و إنما أصبح أيقونة للسخرية..!
مشهد بلا رقم!
لم يكن يعرف أنه سيلعب دوراً هاماً في التاريخ السياسي لوطن بالكامل.. و لكنه فعل بالعديد من فيديوهاته التي قدمها عن تلك العصابة الإخوانية.. كان أشهرها فيديو التلقين الشهير بفيديو ” القصاص” لمرشدهم و مندوبهم في الإتحادية.. الطريف أنه لم يفخر بذلك قط.. لقد فعلها و هو يؤمن أنهم ينبغي أن يرحلوا..!
لم يقدر له أحد دوره في رحيل الاخوان عن الحكم..و لم يطلب هو من أحد هذا قط.. و لم يقتنع أحدأان النقد الهزلي ربما يكون سلاحاً اشد فتكاً من قنابلهم التي ينشرونها بحماس في كل مكان..!
كنا نود لو أدرك النظام أهمية وجوده ..فلم يصمت علي إيقافه من قبل البعض علي سبيل المداهنة و المجاملة.. كنا نريد أن نوضح كيف أن وجوده هو ما سيجعل السيد الرئيس ينطقها بثقة و لن يراجعه احد فيها.. أننا نمتلك في مصر حرية تعبير غير مسبوقة.. فنحن نمتلك برنامجاً “لباسم يوسف”!
هل آن الاوان ليصلح النظام ما أفسده منافقيه؟! هل يعود باسم ثانية؟ .. سؤال لا يحتاج لإجابات مراوغة .. و انما يحتاج لإجابة عملية واضحة ! فمازلت افتقده كل ليلة جمعة!