منذ أيام تم إدراج «الفودو» على جدول المخدرات، وأصبحت حيازته تعرض صاحبه للمحاكمة الجنائية، بعد أن انتشر بين الشباب فى الفترة الأخيرة. و«الفودو» يحتوى على مواد تسبب السيطرة التامة على الجهاز العصبى، وتؤدى إلى تخديره تماما، وعندما ينتهى تأثيره المخدر على المتعاطى تزيد الهلاوس السمعية والبصرية عليه، ويؤدى إلى تآكل ملايين الخلايا العصبية.
والحقيقة أننى لم أكن أعرف شيئا عن «الفودو» إلا من خلال لقطات متفرقة لبرنامج «المستخبى» للإعلامية المجتهدة منى عراقى، على قناة «القاهرة والناس»، حملت منى عراقى على عاتقها مسؤولية تنبيه المجتمع والمسؤولين عنه إلى هذا الخطر القادم، الذى يسهم فى زيادة نسب الإدمان فى مصر الزائدة أصلا عن المعدلات العالمية، فالمعدلات العالمية 5% من عدد السكان، بينما فى مصر 7%، واقتحمت بكل جرأة هذا العالم، وقدمت المناشدات لوزارة الداخلية حتى تم إدراج «الفودو» على جدول المخدرات بالفعل.
منى عراقى هى مثال للإعلامية والباحثة الدؤوبة، التى تركت وراء ظهرها كل هرى برامج التوك شو، وخناقات أصحاب البدلات اللامعة، وتنظيرات أصحاب المصطلحات المقعرة، واتجهت بكل جهدها إلى حقل التنوير والبحث عن الإعلام الحقيقى، عرضت نفسها للمخاطر أكثر من مرة فى تحقيقاتها الاستقصائية، مرة وهى تزحف فى أنفاق الآثار، ومرة وهى تتعرض لكارثة بيع الأعضاء البشرية، وغيرها، ليصل دورها إلى تنبيه الدولة لخطر «الفودو»، فتمتثل الدولة، وتنجح منى عراقى فى مهمتها الإعلامية برصد الخطر حتى إزالته. كتب كثيرون يشيدون بتجربة منى عراقى، ولكننى مع ذلك أردت أن أشارك فى هذه الإشادة، وليت إعلاميى مصر ينزلون من أبراجهم العاجية، ويتعلمون بكل تواضع من تجربة منى عراقى، ويعودون إلى مهمتهم الرئيسية فى تنوير الناس، ويبتعدون عن إعلام الخناقات والسب والمزايدات الفارغة.
نقلًا عن “جريدة التحرير”