لولا أنني أعرف أصول الأموال الثابتة، وتلك التي يتم ضخها كل فترة في المواقع الإخبارية، لأقسمت أن كيم كاردشيان مشاركة علي المواقع الإخبارية المصرية.
فقبل انتشار فكرة المواقع كانت أخبار شيرين وجدي يتم فرضها بالأمر المباشر علي الصحف، لكن مع تطور السوشيال ميديا ودخول إيهاب طلعت في دوامة مشاكل، أصبحت هيفاء وهبي بديلًا مقبولاً، فإذا كان طلعت يملك الإعلانات، فأحمد أبو هشيمة الذي تزوج وقتها هيفاء يملك شراكات في المؤسسات وصداقات مع الجميع، ثم “إيش جاب شيرين لهيفاء”.
ولأسباب غير معلنة تتعلق بفترة حكم الاخوان والشراكات مع رجل الأعمال القطري الشيخ محمد بن سحيم، وأسباب معلنة تندرج تحت بند “مافيش حاجة بين الراجل والست غير الاحترام”، اختفى الدعم اللوجستي لهيفاء، بالطلاق وأصبحت تعمل بالدعم الذاتي، صحيح أنها زودتها شوية في حتة الدعم الذاتي، والموضوع فرط منها علي الاخر في فستان حفل ستار أكاديمي، حتى أن الإقبال علي المواقع الإخبارية التي نشرت الخبر كان تاريخيًا.. الأخبار نشرت في رئيسيات المواقع مع ردود أفعال الجمهور والنقاد ثم تعليق هيفاء نفسه إن العيب في الاضاءة، بالمناسبة تجاهلت تلك المواقع كل الأحداث السياسية وتهديدات داعش و… التي حدثت في نفس التوقيت.
اختفت هيفاء لتعود كيم كاردشيان لمنطقتها المحجوزة في المواقع المصرية، ومساحتها الثابتة التى تطل من خلالها علي الجمهور العربي، “كيم تتسوق”.. “كاردشيان في إطلالة مثيرة.. كاردشيان تتجول بفستان مفتوح الصدر.. كاردشيان علي البحر مع صديقها.. كاردشيان لن تتمكن من الحمل دون استخدام منشطات”.
انا لا أتخيل أن صحفيًا يخرج يوميا من بيته إلى مقر عمله، ويضرب النيسكافية مع سيجارة قبل أن يبدأ رحلة التقليب في الصفحة الرسمية لكاردشيان أو صفحتها علي انستجرام ثم يكتب خبر من 60 كلمة بعنوان أساسي فيه كلمات “مثيرة .. إطلالة.. جريئة” ثم يجلس متفاخرا أن لديه خبر في الأعلى قراءة، مقارنا نفسه بزميل يعرض حياته للخطر أثناء تغطية مظاهرة، أو يكشف فسادا ويضع نفسه تحت طائلة قانون يدرك جيدا أنه يحمي الباطل قبل الحق، أنا هنا لا أريد التقليل من شأن الزميل المتخصص في مثل هذه النوعية من الأخبار فقط أريد أن أضعه أمام مستقبله عندما يقف أمام لجنة القيد بنقابة الصحفيين – خاصة المواقع المرتبطة بصحف – وأرداف كيم كاردشيان طالعة بره الأرشيف، أو يكتشف أن الزملاء يطلقون عليه اسما حركيا كما حدث مع زميله بموقع أخباري معروف اكتشفوا أنها نشرت 28 خبر عن كيم خلال شهر.
صحافة المنوعات معروفة في كل أنحاء العالم، حتى الأماكن الرصينة تنشر منوعات بمنطق مختلف، لكن ما هو المنطق الذي يجعلني اصطدم يوميا بـ20 خبر علي الأقل علي صفحات المواقع الإخبارية في شبكات التواصل الاجتماعي عن كاردشيان، ما الضرر الذي سيصيبني كمتابع لو لم أجد أخبارها علي مواقعنا الإخبارية الأهم.
الأزمة الحقيقية فعلا أنك لن تجد أي جديد، نفس الخبر والصور وتقريبا بنفس العناوين في كل المواقع، الفارق الوحيد هو مين اللي شاف الصور الأول و لحق ينشرها وياخد رزقها، بمنطق الحق فيه موقع نشر صور جديدة هات الصور واعمل الموضوع، وهو منطق يتم التعامل فيه باستسهال فظيع، أي خبر غريب منشور علي موقع عربي أو أجنبي ينشر في موقع مصري بعد دقائق ستجد كل المواقع تنشر نفس الخبر، بالتأكيد سيكون له أثر سلبي علي مهنة قلنا إنها تتنفس للحياة عبر منفذ جديد هو المواقع الإلكترونية فوجدنا أنها تتعامل بمنطق اخطف واجري لا فارق بين خبر وفاة فنان ينشر دون التأكد ولا معلومة مبتورة أو خبر منقول أو صورة فاضحة تتباهي فيها بنشر صور علاقة جنسية لشيخ سلفي مع اخفاء بعض ملامح وجهه، والله متشكرين ع الواجب الجامد ده .
كيم كارديشان وزميلاتها ومندوبيهن في المواقع الاخبارية المصري، جزء من الأزمة التى تعيشها صحافة الكترونية، تناست دورها الأساسي وركزت علي ترتيب وهمي لقائمة الافضل جعلها تهتم بـ” المؤخرة” لتصل الي “المقدمة”