يا رب، ارزقنا حب زي عفاف وشحاتة.
القصة دي من أجمل وأرق وأعذب قصص الحب في تاريخ الدراما بـ النسبة لي، لـ إنها طالعة من قلب تفاصيل الحياة اليومية والواقع المعاش، قصة بدأت ونمت بـ نعومة، ومن غير ما يحسوا، ومن غير ما إحنا كمشاهدين نحس، اتنقلوا من قلب العداوة لـ قلب قلب التعلق، وكل شيء كان طبيعي وجميل.
زي كل المصريين عفاف وشحاتة بدؤوا بـ خناقة ونزاع، والمصريين في الفيلم بـ يتخانقوا في كل مكان وعلى كل حاجة، وفي الواقع كمان.
اتسرقوا في التاكسي، والحرامي سابهم يتخانقوا، واختفى. ومن التاكسي لـ الشقة، اتسرقوا، والحرامي سابهم يتخانقوا واختفى. حتى في القسم، شحاتة اتخانق مع صاحب اللوكانده، ودايما في كل المشاكل، الأقوى والمسنود هو اللي بـ ينتصر، حتى لو هو مغلوب بره، وعلى رأي وحيد سيف: يتغلبوا بره، وييجوا يغلبونا هنا.
بـ المناسبة: في مشهد الخناقة بين شحاتة وصاحب اللوكانده، بـ يشبطوا في بعض، وكـ إنهم بـ يرقصوا، فـ نسمع مزيكا راقصة على إيقاع الفالس لـ مدة ثواني، وكـ إننا بدلنا الطاقة اللي المفروض نبذلها في المتعة، بـ طاقة سلبية بـ تستنزفنا بـ الخناق.
بس في قلب النزاع، الناس لازم تتعايش، والتفاصيل بـ تجبرهم على كده، يتخانقوا على اللبن والبيض، وهي تحاول تطرده بـ قفل الباب، فـ ينط من الشباك ويفضل.
ولـ إنهم طيبين، وقلبهم أبيض، ونيتهم صافية، ومشاكلهم كتير، ومالهمش ضهر، وأغراب، كل التفاصيل بـ تدفعهم يقربوا من بعض، ويغيروا على بعض، وزي ما بـ يقول محمود درويش:
ظل الغريب على الغريب عباءة
تحميه من لسع الأسى التياه
ومن تقشير البصل، لـ البيجاما المفتوحة بـ عفوية، لـ اضطرارهم إنهم يبرروا وجودهم في حياة بعض، ومن الجمعية التعاونية بـ يحصل التقارب. ومشهد الجمعية التعاونية ده في منتهى العذوبة والذكاء، وأجمل من أي كلام يتكتب عنه.
بس هو ساذج، وهي ساذجة، والمصريين عموما مش بـ يعرفوا يديروا أمورهم، المصريين هواة، وكل واحد فاكر نفسه حويط: “نكتب العقد في القسم”، دي كانت حيلة المصريين وقتها، قال يعني، كده ضمن إنه مش هـ يتنصب عليه، لـ إنه ما يعرفش يعني إيه قسم؟ ولا إيه دوره ولا حدوده.
في النادي كل شيء يدار بـ الهواية: مدير فني هاوي، نجوم هواة، رئيس نادي هاوي، جمهور هاوي، محدش عارف يستفيد من الثروة اللي اسمها كرة القدم، ولا عارفين يبيعوا السلعة اللي بـ يملكوها.
ومع إن وحيد حامد غير منتمي كرويا، لكنه كان حاطط إيده على مشكلة الاحتراف، قبل ما يفكروا في الاحتراف بـ سنين، ولـ إن الاحتراف جه من غير تغيير في نمط التفكير، حتى لما اتطبق الاحتراف، اتطبق بـ هواية.
لكن كل السذاجة دي بـ يطلع منها حاجة حلوة، اتنين خام، حتى مش عارفين يقولوا لـ بعض “بحبَّك” و”بحبِّك”، لكنها بـ تطلع، وكان المشهد اللي قرر فيه يمشي من الشقة، وهي مش عايزاه يمشي، مشهد تاني زي مشهد الجمعية.
على فكرة: أول جايزة خدها وحيد حامد على الإطلاق، كانت جايزة عن “غريب في بيتي”، تحديدا على الحوار، وتقديري إن الحوار هو أميز ما سينما وحيد المميزة أصلا، وكتير من جمله بـ تدخل تلقائيا حياة المصريين، بـ حيث يتهيأ لك إنه هو اللي واخدها مش العكس، زي مثلا: روح يا أشرف، العب مع الأسد.
طيب، حبينا بعض، وما بقيناش قادرين نسيب بعض، وحياتنا دابت فـ بعض، وبقينا أهل، خلصت كده؟
لا، لـ إن فيه آخرين، غرباء، مجتمع، له حق زينا في المكان اللي عايشين فيه “على الشريف”، وبدال ما يبقى النزاع بينا وبين بعض، هـ يبقى بينا وبين المجتمع، ودايما هـ يفضل “غريب في بيتي”.
بس السؤال: هل الشقة هـ تستحمل كل الغرباء دول
ده إحنا عدينا تسعين مليون يا بشر
ولسه
يالا
الفيلم اللي جي تسعيناتي، ما بحبوش، بس مهم قوي نتكلم عنه
خلينا نتابع مع بعض