شريف عامر: ما حدث لريهام سعيد سيظل هاجس أمام أي إعلامي

قال الإعلامى شريف عامر، مقدم برنامج «يحدث فى مصر» المذاع عبر قناة «MBC مصر»، إن ما يحدث على الشاشات المصرية ليس له علاقة بالإعلام، معتبرًا أن «بعض الإعلاميين يشعرون بقوة زائفة ويعتقدون أنهم يملكون الحقيقة وحدهم»، موضحًا أنه «لن يساعد ابنه فى تكاليف الزواج لكن سيمكنه من تلقى تعليم جيد فى جامعة أوروبية»، مبررًا ذلك بأن الاستثمار فى العقل أهم من أى شىء فى العالم، متنبئًا لمن يصلح منظومة التعليم فى مصر بـ«دخول التاريخ».

■ من واقع خبرتك المكتسبة من انتقالك بين أكثر من مؤسسة إعلامية داخل أو خارج مصر ما نقاط ضعف الإعلام المصرى حاليًا؟

– لا يوجد إعلام فى مصر، وما يحدث على شاشة التليفزيون ليس له علاقة بالإعلام باستثناء حالات محددة، نعم لدينا مشكلة كبيرة فى الإعلام، لا توجد قواعد، بعض الإعلاميين لديهم إحساس زائف بالقوة لا أجد له تبريرًا، هناك ترويج لفكرة أن الإعلام يصنع ثورات، وأنا غير مقتنع بهذه الفكرة، وأعتقد أنها سبب إحساسنا بالقوة الزائفة، كما أننا لا نملك أى تجرد، نحن نحتاج بعض التجرد، بعض الإعلاميين يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة وحدهم فى كل شىء، اقتصاد وسياسة واجتماع، لكننى وفى الوقت نفسه أرى أن ما يحدث أمر طبيعى فى المجتمعات التى تمر بثورات، وأعتقد أن كل منا سينظم نفسه بنفسه، أو سيكون مضطرًا لذلك، «بمزاجهم أو غصب عنهم»، سيعيد بعض الإعلاميين التفكير فيما يقدمونه، لأنه لو لم يفعل سيجبره المتلقى على ذلك، وهذا الملتقى هو نفسه الذى نجح فى وقف برنامج عندما شعر بوجود تجاوز، الجمهور سينصرف عن البرامج التى لا تعبر عنه، وسينتظم كل شىء بتأثير الرأى العام، لأن المشاهد هو صاحب القوة الحقيقية غير المزيفة.

■ هل تقصد أن السوشيال ميديا أصبحت أقوى من الإعلام وتستند فى حديثك على واقعة ريهام سعيد؟

– لم أكن أتحدث عن ريهام سعيد تحديدًا، لكن برنامجها على سبيل المثال أثار استياء القاعدة الأعظم من الجمهور، وبالتالى استخدم الجمهور أداة معينة للتعبير عن رأيهم، فأجبروا الإعلام على مراجعة نفسه، وهذا مثال واضح على ذلك، لكننى فى الوقت نفسه لا أفضل استخدام كلمة «سوشيال ميديا» لأن البعض يتعامل معها باستخفاف واستهانة ويعتبرها غير معبرة، فى حين أنها أداة لأناس حقيقيين وموجودين بالفعل، وهى إحدى أدوات التعبير عن النفس.

■ هل تعتقد أن الانتقادات التى وجهت إلى ريهام سعيد ستظل هاجسًا لدى إى إعلامى قبل التطرق إلى أى قضية؟

– هاجس يجعله يضع الرأى العام نصب عينيه.

■ كنت شابًا متمردًا خلال مرحلة مراهقتك وتميل لتحدى السلطة لماذا اختفى هذا العنفوان ولم يعد لك صوت الآن؟

– لا يزال صوتى حاضرًا حتى الآن، لكنه صوت خاص وشخصى لا يهم الجمهور معرفته، كما أن هناك فارقًا بين من يبلغ ١٤ عامًا وبين من تخطى من العمر ٤٥ عامًا مثلى الآن، وفى الحقيقة أنحاز لفئة ١٤ و١٦ و١٨ عامًا، لأنهم الرابحون دائمًا.

■ يصفك معظم ضيوف برنامجك بـ«مذيع محترم مابيزنقش حد» هل تعتقد أنهم يقصدون أن أى محاور يطرح سؤالًا لا يتوافق وأهوائهم يكون «غير محترم»؟

– بالطبع لا، وأعترض بشدة على صيغة السؤال، لا يوجد علاقة بين الجزء الأول والثانى، لأنك ببساطة قد تسأل أى شخص سؤالًا لا يرضيه.

■ هذا واضح بدليل أن السؤال لم يلقَ قبولًا لديك؟

– بالطبع، لأن هناك فارقا بين أن تكون جارحًا وعدوانيًا وأن تسأل ما تريده، «أنا ماليش عند ضيفى حاجة»، من حقى توجيه أى سؤال إليه، والمشاهد هو الحكم فى النهاية، وهو فقط من يحكم على الضيف كاذبًا كان أو صادقًا «ولا بيلاوع وبيتهرب»، المشاهد هو من يفعل ذلك وليس أنا.

■ إذن مَن الإعلاميين الذين تفضل متابعتهم؟

– أتابع كل الناس بطبيعة عملى وأقوم بمشاهدة سريعة وأتابع كل المحطات ما إن يتوفر لدى الوقت لذلك، خاصة أننى أنتهى من عملى متأخرًا، وبالمناسبة أحب الاستماع إلى كل أنواع الموسيقى باستثناء المهرجانات، وأقرأ أى كتاب يقع تحت يدى طالما كان مكتوبا بلغة أفهمها.

■ بحكم المناخ السياسى الحالى وعملك فى قناة سعودية خاصة هل تتقبل بعض التوجيهات من القائمين على المحطة؟

– لم يحدث هذا من قبل، هناك سياسة تحريرية معروفة للبرنامج، وخطوط عريضة ليس لها علاقة بأشخاص أو قضايا، أنا رجل ألتزم بسياسة تحريريه، لأن القنوات المصرية لا تملك سياسة تحريرية، لكن القنوات الدولية لديها ذلك، ولمست ذلك بنفسى من عملى فى هذه وتلك، وعندما يكون هناك سياسة تحريرية واضحة تنعدم مساحة الخروج عن النص، وأنا شخصيًا لا تحركنى الأماكن أو الجنسيات، وأعتبر نفسى حاليًا على قوة المؤسسة الإعلامية الوحيدة الحقيقية فى الوطن العربى.

■ ما سر ميلك للعزلة الاجتماعية واعتذارك عن عدم حضور المناسبات عكس ما يقدم عليه عدد كبير من الإعلاميين؟

– على العكس، ألبى دعوات كثيرة مرحبًا إذا ما كانت مرتبطة بالعمل، مثل ندوات أو ورش أو ما شابه، لأننى شخص ذو طبيعة غير احتفالية، و«بيتى جدًا»، ودائرة علاقاتى الاجتماعية ضيقة إلى أبعد الحدود، وجدولى اليومى شبه ثابت، أذهب إلى العمل وأعود إلى المنزل، وفى الحقيقة لا أجد أى اهتمامات فى تواجدى بمساحات أبعد من طبيعة عملى، نعم قد أجتمع مع أصدقاء المدرسة، أو أذهب مع أبنائى إلى إحدى دور العرض، لكننى فى النهاية أضع فاصلًا ما بين الخط الشخصى والخط العام، وهذا أسلوبى منذ بداية عملى، ولذلك تجدنى على تواصل بشخصين أو ثلاثة فقط فى أى جهة عمل التحقت بها، لأننى على اقتناع بوجود فارق كبير بين المعارف والزملاء والأصدقاء، لدى معارف كُثر، لكن أصدقائى قليلون جدًا جدًا، لذا أفضل قضاء ما يسمحه لى ضغط العمل من وقت بالطريقة التى أفضلها، وأحترم مصطلح «وقت خاص».

■ هل هذا يعنى أنك كنت طفلًا انطوائيًا؟

– كنت انتقائيًا ولست انطوائيًا، ولا أزال، لأن المنزل يأتى فى مقدمة أولوياتى فى الحياة.

■ هل تعلم أن عددا كبيرا من جمهورك لا يدرك كونك متزوجًا ولك من الأبناء ثلاثة أحدهم بالمرحلة الجامعية؟

– مبتمسًا: هذا أمر رائع ولطيف جدًا، لكننى أحمد الله على زوجتى وأولادى، خاصة أننى من الأشخاص الذين ينتمون لأبنائهم وليس لأى شىء آخر، لدرجة أننى أستشيرهم إذا ما واجهتنى لحظة اختيار للانتقال من عمل إلى آخر، وقرارى أحدده بناء على مصلحة أبنائى، خاصة أنهم أصبحوا كبارًا ومتمردين جددا الآن.

■ هل ترى أن انطباع الجمهور بصغر سنك لصالحك أم ضدك؟

– أحيانًا يكون فى صالحى وأحيانًايكون ضدى، لكن المحصلة العامة لصالحى، لأن هذا يعطى مزيدًا من العمر الافتراضى للمذيع، ويجعله قريبًا من متوسط الأعمار التى يخاطبها.

■ بالعودة إلى أبنائك لماذا يتلقون تعليمهم خارج مصر؟

– أبنائى لا يتلقون تعليمهم خارج مصر، كلهم يدرسون فى مصر، باستثناء الابن الأكبر، وهو حاليًا فى المرحلة الجامعية، وسبب دراسته بالخارج يعود لإيمانى بمقولة سبق أن قالها لى والدى قديمًا، وهى أن التعليم أهم شىء فى العالم، والآن أقول الجملة نفسها لأبنائى، أضف إلى ذلك أننى لن أساعد ابنى فى زواجه، تمامًا كما لم يساعدنى والدى فى زواجى، رغم أننا كنا أول الأجيال التى قدمت لهم عائلتهم المساعدة ليتزوجوا، لكننى ارتبطت وتزوجت بعملى ومجهودى وأموالى، وسأفعل المثل مع أبنائى، سأعلمهم جيدًا، لأن التعليم الجيد استثمار فى العقل، والاستثمار فى العقل لا يضاهيه أى شىء آخر، وأعتقد أننى سأكون مهملًا ومقصرًا فى حقهم إذا لم أوفر لهم فرصًا أفضل للتعليم، لذلك عندما وصل ابنى الأكبر للمرحلة الجامعية بحثنا كثيرًا عن جامعة جيدة تتناسب مع قدراتنا وتتطابق فى الوقت نفسه مع طموحاته ورغباته فى تلقى مستوى تعليم جامعى جيد.

■ وهل هذا يعنى أنك لم تجد جدوى من التحاقه بإحدى الجامعات المصرية؟

– هناك ما يسمى «دفعة إلى الأمام»، يجب أن يسعى كل منا إلى الأفضل إذا كان فى استطاعته ذلك، وإلا سيكون هناك تقصير فى حق أبنائك، أنا مثلًا تخرجت فى كلية السياحة والفنادق من جامعة حلوان، وكل أصدقائى الذين أجتمع معهم تخرجوا فى كلية التجارة، لكن هذا لا يعنى أن أبنائى سيدخلون جامعة حلوان، لأن واجبى توفير مستوى تعليمى أفضل لهم، لأن الاستثمار فى العقل يأتى فى المقدمة، ولذلك عليه أن يتحمل مسؤولية نفسه بمجرد الانتهاء من تعليمه، لأننى لن أساعده فى الزواج كما ذكرت.

■ ألا ترى أملًا فى احتمالية إصلاح منظومة التعليم الفترة المقبلة وهو ما قد يجعلك تُلحق أبناءك بجامعة مصرية؟

– أتمنى من كل قلبى، وسيكون ذلك أهم شىء حدث فى مصر على الإطلاق، «وساعتها لا تقولى ثورة ولا أى حاجة»، لن يحدث أى إنجاز فى مصر إلا بعد إصلاح التعليم، ويدخل التاريخ ويغلق الباب خلفه من يصلح منظومة التعليم فى مصر، فعلًا، أما بالنسبة لالتحاق أبنائى بسفر الأبناء الصغار للخارج، فلم أتطرق إلى هذا الموضوع حتى الآن مع والدتهم، «بس شايلين همه بصراحة».

نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”

اقـرأ أيـضـًا:

تصريحات عنيفة ضد السيسي من رئيس نادي الزمالك

كيف ظهر “حساسين” على BBC؟

17 تصريحاً من حفل توقيع “إذاعة الأغاني” لعمر طاهر

قُبلة تُحرج شيماء صابر على الهواء

فضل شاكر يتكلم من مخبأه في لبنان  

لماذا “ليالي الحلمية” و ليس “ليالي المطرية” ؟

5 أغاني لـ”أبو حفيظة” تخطت نجاح “أسعد الله مسائكم”

زوجة “طبيب الاسماعيلية” تروي تفاصيل مقتل زوجها على يد ضابط شرطة

ممثل شاب يروي تفاصيل جديدة عن حادث فندق العريش 

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا