لا يخفى على الجميع، الاختلافات الواضحة بين آراء الإعلاميين، حتى داخل القناة الواحدة، ولكن في الغالب، يحاول أكثرهم الظهور بصورة الإعلامي الموضوعي، الذي لا ينال من زميله على الشاشة، هذا الوضع لم يتحقق في نموذج الإعلامي يوسف الحسيني مقدم برنامج “السادة المحترمون”، وأحمد موسى، مقدم “على مسئوليتي”، حيث بلغ الأمر بينهما إلى الاتهامات الواضحة إما بعدم الولاء للدولة أو بالنفاق و”التطبيل”، حتى وإن دافعا عن بعضهما ضد اعتداءات الإخوان، التي تتكرر ضد الوفود الإعلامية المرافقة للرئيس السيسي، خلال زياراته الخارجية، لكن يظل نموذج “ناقر ونقير” واضحًا في هذه الحالة.
فأحمد موسى، مقدم برنامج “على مسئوليتي”، لا يكف عن “الغمز واللمز”، تجاه من يختلف معه في الرأي، كما أنه يتفنن في إثارة المشاكل والتي تذهب بسببها أحيانًا إلى قاعات المحاكم، ويعتقد أن كونه مقدم برنامج يسمح له بتخوين فلان وتهديد علان.
أما يوسف الحسيني، فهو الإعلامي الذي لا يعرف فضيلة “التجاهل”، تجاه من يستحقه، وسريعًا ما ينفعل لنجده “بيرمي كلام” على موسى، ويهاجم مواقفه السياسية على الشاشة، ولكنه أيضًا سرعان ما يهدأ بعد كل صُلح بينهما، ليؤكد على أن موسى شخص ليس سليط اللسان على عكس ما يظهر عليه في برنامجه، وأن “العيش والملح” يجمعهما.
هذا “الكر والفر” الإعلامي بين الحسيني وموسى، نلخصه في عدة مواقف:
ثورة 25 يناير، هي أبرز القضايا التي يختلف عليها الحسيني وموسى، والتي بلغت ذروتها بعد أن سمح موسى للرئيس الأسبق حسني مبارك، بإجراء مداخلة هاتفية على قناة “صدى البلد”، عقب حصوله على حكم بالبراءة، بينما رد موسى على الهجوم بالتشكيك في وطنية الحسيني، واتهامه بمحاولة السير في ركب مبارك.
الموقف الآخر، هو اعتبار موسى أن تعيين المستشار أحمد الزند وزيرًا للعدل هو “ضربة معلم”، بينما كان الحسيني واضحًا في رأيه تجاه الزند، حتى وإن كان لم يرد مهاجمته بشكل واضح لحظة تعيينه، من باب الموضوعية، لكنه وبعد تصريحه بأن المصري يمكنهه العيش بـ 2 جنيه في اليوم، انطلق الحسيني في وصف تصريحاته بـ”المخزية”.
https://www.youtube.com/watch?v=MC-dFnm2k7c
آخر هذه المواقف التي لعب خلالها موسى والحسيني، دور “ناقر ونقير” برامج التوك شو، حتى لو بشكل غير مباشر، كان تأييد قرار منع سفر الناشطة إسراء عبد الفتاح من السفر، حيث أيد موسى قرار المحكمة مطالبًا الشعب المصري بأن يعرف “مين العدو ومين الحبيب”.
بينما طالب الإعلامي يوسف الحسيني، من الدولة السماح لإسراء بالسفر طالما لم يكن هناك تهم واضحة بالخيانة، بدلائل حقيقية توجه لها، وقوله “سيبوها تعيش حياتها”.
https://www.youtube.com/watch?v=U1d_0OtMGVY