صافي ناز كاظم : معظم من صوتوا في الانتخابات الأخيرة مرتشون (2-2 )
نشوى الغندور
من الشخصي والإنساني والمهني إلى السياسي، بماذا تفرق صافي ناز كاظم بين رؤساء مصر بعد ثورة يوليو، كيف ترى الحالة السياسية الآن، ولماذا لم تذهب للتصويت في الإنتخابات البرلمانية، وهل تؤيد عودة الإخوان للساحة السياسية؟ إجابات هذه الأسئلة وغيرها في الجزء الثاني من حوار إعلام.أورج مع الناقدة والكاتبة الصحفية المرموقة.
عاصرتي أكثر من عهد رئاسي فكيف تصفي كل عصر ؟
كل هذه العهود متشابهة ” سُلالة ولاد خالة ” من أول عبد الناصر الي الآن
هزيمة ٦٧ وإعتراف عبد الناصر بالقرار ٢٤٢ الذي ينص علي الإعتراف بحدود آمنه معترف بها مع الكيان الصهيوني أدي الي كامب ديفد وكامب ديفيد بدورها أدت الي ما نحن فيه من خراب وأصبحت مصرمرتع لعبث الروتاري والليونز
وللحركة الصهيونية وأغراضها حتي وصلنا الي أن يكتب عن رجل مثل علي سالم في جريدة الأهرام أنه كان رجل محترم وكان علينا إحترام وجهة نظره .
ماذا عن حرية الرأي خلال تلك العهود ؟
في عهد عبد الناصر كان هناك كتم رأي أما السادات فقد أعطي حرية الرأي لمن يناصره فقط وقد منعت إثني عشر عاماً في عهده من النشر، أما في عهد مبارك أتصور أن الجميع كان يتكلم دون قيد وأذكر أن نوارة كانت تذكره وأولاده وزوجته بأشد الألفاظ ولم يعترضها أحد بينما في عهد مرسي قدمت نواره الي محكمة الجنايات واتصلت وقتها بالبلتاجي ولم يقنعني بكلامه وقال إدعي لنا فقلت ” ربنا يهديكم ”
اليوم الحرية موجودة علي الفيسبوك ربنا يديمه علينا نعمة ، وأنا أشبهه بالجوقة أو الكورس في المسرح الإغريقي الذي يخرج ليعقب علي صراعات الشخصيات في المسرحية المعروضه هكذا الفيسبوك ، وأنا أعتبره علامة صحية جيدة .
تفرقين دائماً بين حزب الحرية والعدالة وبين الإخوان المسلمين فكيف ذلك ؟
بالطبع .. لماذا يتحمل حسن البنا وسيد قطب بإشراقه وذكائه تبعات غباء ما يحدث وما حدث من أنصار حزب الحرية والعداله الحزب الذي ضيع فرصة مصر في التغيير وراهن بأضعف حصان عنده حصان خاسر خسرنا الفرصه وخسرهم تعاطف الشعب المصري معهم الذي ظل لسنوات .
هل أنت مع أم ضد عودة حزب الحرية والعدالة الي المشهد السياسي ؟
أنا مع عودتهم ولكن أين هم ؟ للأسف كل ما يفعلوه الآن هو نشر مجموعة من العصابات يضربون سين علي قفاه وصاد علي وجهة ويسبونهم بأبشع السباب فيما نشاهده من فيديوهات ، والأدهي أنهم يهللون ويفرحون بذلك ويعتبرونه إنجازا .
إذاً كيف تشاهدين المشهد السياسي الآن ؟
أري مجموعتين مجموعة مرسيون حازمون مكملين ومجموعة السيسي والأمن الوطني والأصوات التي تنادي بالإعدامات والفرم والسحل والإقصاء ، هاتان المجموعتان تتصارعان ويقطعان شعر مصر علي إستحقاقات ليست من حقهم ومصر بريئة من الإثنين .
وهل شاركتي في الإنتخابات البرلمانية بالتصوت لأحد النواب ؟
بالطبع لأ .. وليست مقاطعة مني ولكن لأن صوتي لم يحترم في المرات التي إنتخبت فيها ، وأذكر المرة الأولي التي شاركت فيها في الإنتخابات عام 1957 وكانت أيام عبد الناصر وكانت أول مشاركه للمرأة وهي عبارة عن إستفتاء لعبد الناصر بنعم أو لا وكنا مبسوطين لأن وقتها عبد الناصركان محبوباً ، المره الثانيه كانت بعد ثورة ٢٥ يناير استفتيت علي الدستور وانتخبت مجلس الشوري والشعب وأنتخبت مرسي رئيساً للجمهورية وكل ذلك أهمل وضاعت الأموال التي أنفقناها بالإضافة الي أصواتنا أيضاً .
ماذا تتوقعين لبرلمان ٢٠١٥ ؟
لا أتوقع أي شيئ ، وأي شيئ يحدث في هذا البرلمان لا يمكن أن نعود به وبأسبابه علي الشعب المصري ، الشعب المصري لم يشارك في الإنتخابات ولم يكن هناك نسبة تصويت والذين صوتوا في هذه الإنتخابات كانوا قلة معظمها مرتشية .
في رأيك كم مرة تغير الفكر والإتجاه السياسي للشعب المصري علي مدي الخمس أعوام الماضية ؟
حقيقة إرادة شعب مصر والإتجاه السياسي لشعب مصرهو الذي شاهدناه في ثورة ٢٥ يناير وبالمناسبة لا توجد ثورة أخري غيرها ولا مكملة لها وكل ما حدث بعد ذلك تزوير لرأي الشعب وإنتحال لإرادته
حددي لي مشكلات مصر في كلمات ..
الفقر والجهل والموض وجميع الثورات التي قامت في مصر منذ أن ولدت حتي الآن كانت للقضاء علي الجهل والفقر والمرض وللأسف بعد كل ثوره نزداد جهلاً وفقراً ومرضاً .
ما هو توصيفك لظاهرة داعش ؟
داعش ظاهرة مريبة إبليسية شيطانيه ليس لها إنجاز وليس لها علاقة بالإسلام ولا أجزم أن من أوجدها أو مّولها زيد أو عبيد وأرمي الناس بالباطل فالنتيجه واحدة والأفضل نفكر في كيف نقضي عليها .
في رأيك هل الإتجاه المنادي بضرورة تجديد الخطاب الديني يمكن أن يساعد في تقليص هذه الظاهرة أو علي الأقل يكفينا شرها في مصر ؟
شعار تجديد الخطاب الديني هو في الحقيقة أكذوبة إذا تفحصتي الأسماء المشاركة في وثيقة تجديد الخطاب الديني ستجدي مَن ؟!! [ سناء البيسي ـ جابر عصفور ـ عمرو عبد السميع ] ما هذا ؟!! هذا ما أسميه ” يخونون الرايات التي يرفعونها ” وأكم من رآيات رفعت وتمت خيانتها من رافعيها أنفسهم مثل القومية العربية ، الإشتراكية ، الديمقراطية ، السلام ..
حاربوا السلام تحت راية السلام وكذلك الإشتراكية والديمقراطية وغيرها ..
سأطلب منك مجموعة إجابات سريعة لهذه الأسئلة ..
لو لم أكن صافي ناز كاظم كنت أحب أن أكون …
كنت أحب أن أكون صافي ناز كاظم أنا كتاب من كتبي ألّفته جيداً وتعبت علي نفسي إلى أقصي حد .
لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون …..
لودت أن أكون مصرية وأنا ممتنة لجدي محمد إبراهيم كاظم الأصفهاني وهو جدي لأبي عندما أختار أن يهاجر من مدينته أصفهان لأنه كان مضطهد سياسياً لم يفكر في بلد آخر وجاء وجدتي البيروتية إلى مصر فأصبحت مصريه ، مسلمة بلا طائفية ولا عنصرية ، أجيد اللغة العربيه التي أقرا بها القرآن الكريم و كلما قرأت القرآن دعوت لجدي بالرحمة .
مرت علي البشرية عصور كثيره من الحجري الي ما نعيشه الآن، في أي تلك العصور تمنيتي يوماً أن تعيشي ؟
لو خيرت لأخترت أن أعيش في عصر الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وأكون من المؤمنين وأكون من المهاجرين ومن المحاصرين في شعب أبي طالب .
من من زملاء المهنة لازالتي على تواصل وصداقه معهم حتي الآن ؟
لا يوجد .. وقد كان لي ثلاثة من الأصدقاء كنت علي علاقة وطيدة بهم ولكني قاطعتهم نهائياً بسبب توحشهم وليس بسبب إختلافهم معي في الرأي وهم [ شاهندة مقلد ـ سناء البيسي ـ عمرو عبد السميع ] وأكتفي بأصدقاء الفيسبوك رغم عدم معرفتي الشخصية بأغلبهم ، الكاتبة زينب صادق من جيلي وصديقتي ولم تقترف مايستدعي أن أقاطعها ” حتي الآن ” رغم آرائنا المختلفة وأتمني ألا يحدث ذلك .
بعد هذا العمر الطويل الحافل أدام الله عليك الصحة والعافية .. ماذا تتمني صافي ناز كاظم الآن ؟ وهل تنتظري تكريماً من مؤسسة معينه أوحتي وزارة الثقافة ؟
أنا الآن أعيش في الدنيا من أجل نواره إبنتي وفاطمة وعلي أحفادي ،وأخذت جائزه واحدة هي جائزة علي ومصطفي أمين قبل وفاته عام ١٩٩٦ وهي أفضل وأهم تكريم لي لم آخذ غيرها ولا أريد وقد كتبت في وصيتي عندما يتوفاني الله لا عزاء لأحد ولا أريد تكريم من أحد ولا أريد حتي أن يتحدثوا في سيرتي ورغم أن كل من يتوفي يصنعون منه بطلاً لكنني مستغنيه ولا أريد ذلك .
ولن تصدقي إذا قولت لك أن بعض التعليقات علي الفيسبوك تسعدني بصدقها وتشعرني أنني لمست شيئا مفيدا للناس وهذا يكفيني .
