اعتدت فى الساعة التاسعة والنصف بتوقيت القاهرة أن أشاهد الاعلامى الكبير عمرو أديب بأداؤه الساخر الانفعالى سواء اتفقنا معه أو اختلفنا.. لكن لا نستطيع أن ننكر أن لديه طابعاً خاصاً يؤثرعلى فئة كبيرة من المجتمع وله مشاهدين يتابعوه بشغف شديد.. عمرو أديب مثقف وناضج اعلامياً يعرف عن أصول جس الشارع واتجاهته الكثير والكثير.. وهو فى هذه الأيام فى وهج نشاطه الإعلامي فتحول تأثيره من التأثير على الشارع فقط الى التأثير على الحكومة أيضاً.
عندما طرح أول أمس مشكلة التعليم العالى والجامعات الخاصة، اتصل به على الفور وزير التعليم العالي ليتعرف على المشكلة ويصل إلى حل لها، هذا مجرد مثال بسيط على قوة الإعلام الجاد المؤثر فى الخير وليس وسيلة للردح ونشر الفضائح.. ومع وجود كل هذه المشكلات، ليس سهلا أن تصل إلى برنامج القاهرة اليوم لتعرض مشكلتك من ثم يتحدث عنها عمرو أديب ليتحرك المسؤول لحلها، حال غريب فى بلد أغرب داخل دائرة مفرغة من الروتين القاتل.
لعمرو أديب جملاً شهيرة تعلقت بها آذان المشاهدين مثل ( فله شمعه منورة )، و ( بوسة كبيرة وحضن كبير) وهى ما قالها أثناء تعرضه لموضوع السفارات التى تغلق فى مصر الآن فكان سياق الجملة كالاتى موجهاً حديثه للمسؤولين فى الدولة: “اذا كنتم لا تريدون هذه السفارات فقولوا لهم الف شكر احنا مش عايزينكم وبوسة كبيرة وحضن كبير”.
السخرية تؤلم وتؤثر أكثر من الكلام الجاد، وهذه من مميزاته التى يعرف كيف ومتي يستخدمها.. لكن لعمرو أديب سلبيات يجب الانتباه إليها .. فأنت عندما تستمع إليه وهو يتحدث عن مشاكل الشباب تشعر أنه راس مالى لا تعنيه المشاعر ، ولا يعى كم الفقر والمعاناة التى وصل لها الشباب ، فيطلب منهم العمل فى القطاع الخاص والانصراف عن العمل والبحث فى القطاع العام ، ويقول ( انا مش عارف الشاب اللى عايز يشتغل فى الحكومة ب 300 جنية دا ليه ) وهذا ردى المتواضع “لانه ببساطة يااستاذ عمرو القطاع الخاص وعن تجارب كثيرة بيمص دمك ومبيدكش حقك وبيمشيك فى الوقت اللى هو عايزه بدون ما تقدر تعمله حاجة .. يبقى فين الامان الوظيفى والاستقرار وبدال ما تطالب الشباب يشتغلوا فى القطاع الخاص ويتمرمطوا شوية .. طالب الدولة بتشريع قانون للعمل فى القطاع الخاص يحمى الموظف زى ما بيحميه فى الحكومة وبعدين احكم انما غير كدا يبقى اسمحلى اقولك بوسة كبيرة وحضن كبير”