بدأت بصورة وانتهت بفضيحة.. قصة شغلت معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، فشهرة رضوى جلال جاءت بسبب صورة، فهي الزوجة الشابة الأرملة التي تعاطف معها الجميع، ولكن أكم من زوجات شابات ترملن في سنوات زواجهن الأولى؟
أما رضوى كانت حالة مختلفة بسبب صورة لها مع زوجها قبل رحيله بفترة قصيرة في مكان غير معتاد إطلاقًا وهو القبر، هذه النبؤة التي التقطتها كاميرا الموبايل الأمامية كانت السبب في شهرة رضوى بعدما أوجعت قلب من رآها وعرف باالقصة.
وكانت الزوجة ذكية وقررت إبداء الامتنان للصور بعد رحيل زوجها بالمزيد منها، وهذا ليس مستغربًا عندما يتعلق الأمر بمجال عملها، لكن شغفها بالصورة امتد لحياتها الشخصية لترسم صورة مثالية عن الأم القوية التي احتضنت ابنها الرضيع وأعطته حبًا وحنانًا أمام الكاميرات، فتنال إعجاب متابعيها وخاصة الفتيات اللائي تمنين قوة شخصية وقدرة على العطاء مثل تلك التي رأوها في الصور، لتصاب بعضهن بالصدمة بعد هروب الأم خارج البلاد وتركها لرفيق الصور الصغير ترعاه والدة الزوج المتوفى حسب المتداول على الـ”سوشيال ميديا” وهي قضية لا تزال محل تحقيق أمام النيابة العامة.
ورضوى لم تكن أول ولا آخر من استعرضت الحياة الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الصور، فالصورة بألف كلمة، ولكن يبدو أنها تعدت الألف بمراحل منذ ظهور السوشيال ميديا، فحتى مناسباتنا بأدق تفاصيلها أصبحت الصورة هي البطل الأول فيها، وهناك من اخترع مناسبات جديدة للتصوير، فالتصوير في الزفاف لا يكفي، لابد من جلسة تصوير قبل الحفل بأيام، وتصوير المولود الجديد بعد ولادته لا يكفي أيضًا لدرجة جعلت أنه من الممكن تصويره “في بطن أمه” ليصبح مصوري المناسبات أو الـ”فوتوجرافرز” هم الأشهر بين فئات المصورين الأخرى.
كما أن جلسة التصوير التي ملأت المواقع لنيللي كريم بصحبة زوجها منذ عدة أشهر، كانت تشع جمالًا وأناقة وحبًا، أو هكذا تصورنا.
ويتفاجئ الجميع لاحقًا بخبر طلاقها، ولكن في هذه الحالة لا نستطيع تعليق الطلاق على شماعة الحسد، لأن نيللي صرحت أنها لم تعش يومًا واحدًا سعيدًا مع زوجها لتثير تساؤل: هل الصور تزيف المشاعر لهذه الدرجة؟
منذ اختراع أول آلة تصوير استطاعت البشرية الاحتفاظ باللحظات المميزة في حياة كل شخص، ولكن منذ تزامن وجود الصور مع مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات عرض الصور، يبقى تساؤلًا آخر وهو : هل نستخدم الصور لتخليد اللحظات المهمة في حياتنا أم أننا أصبحنا نصطنع اللحظات السعيدة لوضعها في صورة إطارها من الزيف الذي لا يمكن اكتشافه سوى بظهور الحقائق؟ لا تصدقوا الصور!
الشك في صدق المشاعر بصور الآخرين يطاردنا بعد فشل محاولات تجميل الواقع من خلال صور تبدو كاملة ومثالية ولكنها تواري سوءة نقص المشاعر، ومهما كانت الابتسامة عريضة تظل بالنسبة لي مجرد صورة، فإما أنها حقيقية فتذكِر أصحابها باللحظات السعيدة، إن لم تكن حقيقية فهمها ضحكوا ستظل الصورة ناقصة.
.