محمد سلطان محمود يكتب: إعلام 2016.. الخوف من اللي فات

“الخوف من اللي جاى خلانى مافرحتش في حياتى للأخر”

هكذا برر محمد محي قلقه من المستقبل في اغنيته الأخيرة، و القلق هو الإحساس الذي ينتابني كلما فكرت في حال الإعلام  المصري في 2016، لكنه ليس “خوف من اللى جاى” بل “خوف من اللي فات”، فتأمل الماضي و الحاضر سبب قوي للخوف علي المستقبل.

نمتلك مدينة إنتاج إعلامى مليئة باستوديوهات مجهزة لكافة أغراض التصوير التليفزيوني و الدرامى و السينمائي، لكن القنوات المصرية تقوم بإنتاج برامج المسابقات و إكتشاف المواهب و المنوعات في لبنان لأن التكلفة الإنتاجية أقل.

أى منطق هذا الذي يجعل نقل فريق عمل كامل و تأجير ستوديو و فنادق للعاملين و الضيوف بخلاف تذاكر الطيران، أرخص من الذهاب إلي مدينة الإنتاج الإعلامى لبضعة ساعات؟

حتى عندما رغب احدهم في كسر ذلك القالب، قام باسم يوسف بتأجير مسرح سينما راديو في منطقة وسط البلد بالقاهرة، و قام بإعادة بناءه من الداخل ليتناسب مع تقديمه لبرنامج البرنامج، وهو نفس المسرح الذي يتم تقديم برنامج “ابلة فاهيتا” من خلاله حاليًأ، و في البرنامجين لم يكن لقناة CBC دخل بالفكرة.

كما نمتلك مبني إتحاد الأذاعة و التليفزيون المعروف بماسبيرو، يعمل به الألاف، لكن مستوي المحتوى المعروض في القنوات الاقليمية و قنوات النيل المتخصصة أقل بكثير من المحتوى الذي قد تقدمه قناة محدودة الامكانيات يعمل بها 20 عامل.

و حتى عندما رغب القائمين علي إدارة ماسبيرو في التطوير منذ حوالي 10 سنوات، لجئوا إلى الكفاءات الخارجية متمثلة في إيهاب طلعت و محمود بركة لإنتاج برنامج البيت بيتك، و إستعانوا في بداية البرنامج بمجموعة كبيرة من مذيعي التليفزيون المصري، قبل ان يتم تعديل قائمة مقدمى البرنامج عدة مرات حتى إنتهي عام 2007 بمقدمين للبرنامج من خارج ماسبيرو هم محمود سعد و خيري رمضان و احمد شوبير، مع الإكتفاء بتامر أمين و مني الشرقاوى من ابناء التليفزيون المصرى.

بالتأكيد لا شيء يعيب الإستعانة بالكفاءات و الاسامي الجاذبة للمشاهدين، فالأحمق من يظن ان توقيع ناديه المفضل مع ميسى خيانة لأبناء النادى الناشئين، لكن توقيعك مع ميسي لا ينبغي ان يدفعك إلي منع ناشئيك و لاعبيك القدامى من الوصول إلي قائمة الفريق الأول، و هو الخطأ الذي وقع فيه التليفزيون المصري عام 2004 عند إنتاج برنامج البيت بيتك بنسخته الاولي و الذي توقف لاحقًا في عام 2010 بعد خلاف بين ايهاب طلعت و محمود بركة .

و لو تأملنا مقدمى البرامج الحوارية اليوم في القنوات الفضائية الخاصة سنجد أن واحد علي الأقل من ابناء ماسبيرو متواجد بها، شريف عامر في يحدث في مصر، إيمان الحصرى في 90 دقيقة، تامر امين و لبني عسل في الحياة اليوم، إنجى أنور في البيت بيتك، حتى نجمات ماسبيرو السابقات رولا خرسا، دينا رامز و رشا مجدى إبتعدن عن ماسبيرو و إنطلقن للبحث عن فرصة أفضل في الفضائيات الخاصة.

قد تختلف مع اسم أو اكثر في المثال السابق، لكن كلهم من ابناء ماسبيرو، و إستطاعوا الوصول إلي شريحة المشاهدين التي إستهدفتها برامجهم، و لم يحصلوا علي الفرصة الكافية لإبراز كفاءتهم من خلال التليفزيون المصرى.

ذلك كان إستعراض سريع للماضي و الحاضر، لكن ماذا عن المستقبل القريب في عام 2016؟

ينوي التليفزيون المصري العودة للمنافسة مرة أخري عن طريق إنتاج برنامج حواري ضخم باسم “البيت الكبير”، و الأخبار المتداولة عن الترشيحات تُشكل توازن بين ابناء ماسبيرو و الكفاءات الخارجية، حيث يقوم ابناء اتحاد الاذاعة و التليفزيون متمثلين في أسامة كمال و إيمان الحصري و مجموعة من شباب و مذيع اخر لم يتم الإستقرار عليه بعد بتقديم البرنامج لمدة 4 ايام، بينما تقوم الكفاءات الخارجية متمثلة في إبراهيم عيسي و خيرى رمضان و الفنانة يسرا بتقديم البرنامج لمدة 3 ايام، بمعدل يوم لكل مذيع من المذكورين.

الخبر يبدو مبشر للغاية، و وجود برنامج قوي ممثل للتليفزيون المصري هو شيء يحتاجه الإعلام حاليًا، خاصة مع تنصيب بعض مذيعي البرامج الحوارية علي الفضائيات الخاصة أنفسهم كمتحدثين باسم الشعب و الحكومة و المجتمع و الناس.

التليفزيون المصري يجب ان يكون لاعب أساسي في منافسة الإعلام، لكن الأهم من إنتاج برنامج قوي هو الإستفادة من أخطاء تجارب البيت بيتك في الإستغناء عن مذيعي التليفزيون المصرى، و ربما تكون فكرة جيدة لو قام البرنامج في اولي حلقاته بمناقشة السؤال الأهم في مجال إنتاج البرامج حاليًا، كيف يكون إنتاج برنامج مصرى من بيروت أرخص في التكلفة و أفضل في الجودة من إنتاجه من الستوديو المجاور بمدينة الإنتاج الإعلامى؟

اقـرأ أيـضـًا:

7 ملاحظات على “تسجيلات” الوطن لناجي شحاتة 

علا غانم باكية: هذه الفترة لا أريد تذكرها 

الإبراشي يغلق الهاتف في وجه سيدة تفوهت بألفاظ خارجة

هؤلاء الإعلاميين يكرههم ناجي شحاتة

صافي ناز كاظم : هذا الأديب حرض على إعتقالي (1-2)

17 تصريحاً لمحمد هاني عن cbc في 2016

موسى والحسيني.. “ناقر ونقير” الإعلام المصري

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا