محمد إسماعيل
شهدت انتخابات البلدية، التي أجريت السبت الماضي في المملكة العربية السعودية، دورًا لافتًا لمواقع التواصل الاجتماعي، وبصفة خاصة موقع “تويتر” للتدوين القصير، واستخدم الموقع في العديد من الأغراض من بينها تعريف الناخبين بمهام وضلاحيات المجالس البلدية والفرق بين العضو المنتخب والعضو المعيّن ونشر عناوين مقرات اللجان وتعليمات وتوقيتات التصويت والتوعية بخصوص المخالفات الانتخابية وتشجيع الناخبين على الاهتمام بالمشاركة والإدلاء بأصواتهم.
ودشن عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاج بعنوان “الانتخابات البلدية” بالتزامن مع انطلاق الانتخابات التي تشارك فيها المرأة السعودية للمرة الأولى كمرشحة وناخبة. من جهة أخرى لجأ عدد كبير من المرشحين والمرشحات إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتدشين حملاتهم الانتخابية التي انطلقت منذ مطلع ديسمبر الجاري وعزا خبراء دعاية وإعلان لجوء المرشحات لموقع “تويتر” بكثافة إلى شح السيولة المادية لديهن وإدراكا منهن لكونه الوسيلة الأكثر انتشاراً ومشاهدةً في المملكة التي تحتل المركز الأول عالميًا في نسبة المستخدمين النشطين للموقع، إلى إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام، حيث حصلت على نسبة 41%.
وأشعلت مواقع التواصل المنافسة بين المرشحين في النسخة الثالثة من الانتخابات البلدية، فور انطلاق الحملات الدعائية لنحو 7 آلاف مرشح ومرشحة وجدوا ضالتهم في الإعلام الجديد وبصفة خاصة تويتر، فقاموا بنشر بوسترات دعائية بطريقة مبتكرة، إضافة إلى قيام بعض المرشحين بإنشاء هاشتاج خاص باسمهم، للتعريف بأنفسهم وبحملتهم الانتخابية بهدف الوصول إلى شريحة أكبر من الناخبين، ولاسيما بين فئة الشباب الأكثر استخدامًا لتويتر. وأنشأ آخرون قنوات خاصة على موقع تليجرام أحدث قنوات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى نشر مقاطع فيديو صوتية تتحدث عن خططهم في حال الفوز بمقاعد المجلس البلدي.
وأشارت صحيفة الحياة اللندنية إلى أن ثورة مواقع التواصل وحضورها الطاغي في النسخة الحالية من الانتخابات، لم يمنعا مرشحين من التوجه إلى الحملات الدعائية التقليدية، أو تخصيص جزء من حملته الدعائية لها، إلى جانب الحضور في تويتر للانتشار بشكل أكبر وأوسع، من خلال توزيع حملته الدعائية على منصات مهمة للوصول إلى جميع شرائح المجتمع. بدوره، عزا خبير الدعاية والإعلان وائل هيلم عزوف كثير من المرشحين عن الاستعانة بشركات الدعاية والإعلان إلى «شح الموارد المالية للمرشحين، وارتفاع كلفة الحملات الدعائية التي تنظمها الشركات». وقال لـلحياة: «إن الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي أقل تكلفة، وأسرع انتشاراً، وأكثر مشاهدة، وكذلك لوجود خبرة كافية لعدد كبير من المرشحين في الحملات الدعائية، وهو ما أسهم بشكل كبير في عزوف المرشحين عن الإفادة من شركات الدعاية والإعلان». من جهته، أوضح خبير الدعاية والإعلان ممدوح عبد الرحمن أن المرشحين درسوا أسعار الحملات الدعائية التي تنظمها الشركات وقارنوها بالحملات التي ينظمها الأفراد، ووجدوا أن الخيار الأخير هو الأفضل والأقل كلفة بالنسبة إليهم، إضافة إلى أنه الوسيلة الأكثر انتشاراً حالياً، وكذلك لوجود خيارات وطرق دعائية قد يقوم بها الأفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبأقل كلفة، وأكثر جودة، وهو ما دفع بعضهم إلى الإفادة من المصممين الشباب في عملهم، إضافة إلى أنه أحدث سوقاً نشطة بين أوساط المصممين الهواة، والذين عمل بعضهم مع مرشحين بشكل تطوعي، في مقابل أن يتم الإعلان عن اسمه في حال فوز المرشح، من أجل الشهرة والترويج لتصميماتهم.
ورصد موقع إعلام. أورج تغريدات لعدد من المرشحين حرصوا من خلالها على عرض سيرتهم الذاتية وبرنامجهم الانتخابي وأرقام دوائرهم وأرقامهم في كشوف المرشحين والقيم التي يعلونها مثل الشفافية والصدق والإنجاز، ونشر دعوات لحضور محاضراتهم بالفنادق والمنتديات، أما المتابعين والمستخدمين العاديين في المملكة فمنهم من غرّد مبديًا سعادته باللحظة التاريخية ومن السيدات من عبرن عن سعادتهن لكونهن عشن حتى رأين فوز نحو أكثر من 15 من النساء رغم العراقيل دون الحاجة إلى كوتة ولا دعم حكومي، في إشارة إلى أن المجتمع أصبح جاهزًا لتقبل مشاركة المرأة. الطريف أنه تم رصد بعض التغريدات الساخرة والكاريكاتير باللهجة المحلية ومنها تغريدة تعقد مقارنة بين البرنامج الانتخابي للمرشح ووعود الخطبة، إذ تسأل الزوجة ويجيبها الزوج كالتالي:
الزوجة: “إيش معنى البرنامج الانتخابي لمرشح المجلس المحلي؟
الزوج: تتذكرين لما خطبتك ووعدتك أحقق كل أمنياتك واوديك وأشتريلك
اللي تبين واحطك في عيوني؟
الزوجة: إيه، بس ما صار شي..
الزوج: هذا مثله.
وعقب المغرد قائلاً: نشكر الزوج على الشرح المبسط.