رغم أن برنامج “أبلة فاهيتا لايف من الدوبلكس” اختار منذ اللحظات الأولى للإعلان عنه، أن يكون “للكبار فقط” حتى لا يقع في خلافات أخلاقية تتعلق بإباحة ألفاظ أو تلميحات خارجة على الشاشة، إلا أن قناة “CBC” لا زالت تقطع الكثير من كلمات “الأبلة” أثناء إذاعة حلقاتها، حتى لا تكون الجرعة “التيت” أكثر من اللازم، فيتعرض البرنامج للهجوم.
ولكن لأن الهدف هو خلق حالة من الجدل حول البرنامج، تعزز نسبة مشاهدته، وتساهم بصورة أكبر في تداول مقاطعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خرجت علينا القناة -التي دائمًا ما تعلن انحيازها للقيم الأخلاقية- عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، لتعلن عن رابط لإحدى حلقات “فاهيتا” دون “قصقصة ولا تصفير”، على حد وصفها.
“CBC” تحاول جاهدة تسويق برنامج “أبلة فاهيتا”، متوهمة أن الإيحاءات الجنسية تنتصر إذا أقحمت في أي محتوى، وقدمت بأي طريقة، ولم تتعلم في ذلك من فشل برنامج “عرض كبير”، إلا أن استحضار روح برنامج “البرنامج” الذي كان يقدمه الإعلامي باسم يوسف لا زالت تشكل الهاجس الأكبر على أي برنامج ساخر تقدمه القناة.
“أبلة فاهيتا” –التي انبثقت من رحم البرنامج وهوجم كثيرًا بسببها- أرادات أن تسلك طريق “البرنامج” كى تجني نفس النجاح، ولكنها جاءت مقلدة لستايل “البرنامج” من حيث أفكاره، وطريقة السخرية من مذيعي التوك شو، والفقرة الفنية التي اختتم بها “البرنامج” حلقته، ولم تصنع لبرنامجها هوية كوميدية تعتمد على الإفيهات والإسكتشات الكوميدية التي تُضحك الجمهور وتربطه بالبرنامج.
إضافة إلى ذلك، من أهم أسباب نجاح باسم يوسف هو اقتحامه عالم السياسية وسخريته من أكبر الرموز وصولًا لرئيس الجمهورية، وهو ما شطبته “فاهيتا” من محتواها فرفعت شعار “الكثير من الجنس مقابل القليل من السياسة”، فجاء البرنامج باهتًا لا هو قادر أن يكون “البرنامج”، ولا نجح في توظيف إيحاءاته بشكل مهذب يتسم بالفكاهة، لذا فالقناة مضطرة لمزيد من الضغط على المشاهدين بـ”الألفاظ” أو المسابقات كي يقعوا فريسة البرنامج من غير “قصقصة ولا تصفير”.