محمد صلاح البدري يكتب: باسم يوسف.. والعجوز التي لا تضحكني ابداً..!

محمد صلاح البدري
          محمد صلاح البدري

إنها المرة الأولي التي يسوقني القدر أن أشاهد إحدي حلقاتها.. فلم أتمكن من إستساغتها منذ الوهلة الأولي التي قدمها “باسم يوسف” في برنامجه إلينا..!

لم أستسغ أن أشاهد دمية لعجوز شمطاء تكرر نفس “الإفيه” في كل كلامها “ياسوسو”.. ثم يضحك المشاهدين! .. فقط تابعت كل الإتهامات التي وجهت لها عبر الفترة الماضية بشأن رسائلها الغامضة المتعلقة بالماسونية العالمية وأنا أحمل إبتسامة هادئة .. و أترحم علي الزمن الذي كنا نحتفظ فيه بعقولنا في هذا الوادي الطيب!..

ربما سأسمع هجوماً قاسياً بسبب هذا الإعتراف.. فقد تحولت “أبلة فاهيتا” إلي موضة بين الشباب … بل بين الجميع..الكل يحبها و يضحك عليها.. ربما كان العيب في شخصي.. و لكنني أصر أنها لا تضحكني ابدا..!

الطريف أنني فوجئت بما تقدمه .. إنه نسخة مخففة مما كان يقدمه “باسم يوسف” .. مزيج من النقد المجتمعي و السياسي كما كان يفعل هو تماماً .. العديد من مقاطع الفيديو و لقاءات الشارع التي تجعلك تتسائل هل يعيش بيننا هؤلاء بالفعل؟..

الأمر و كأن فريق عمل باسم قد قرر تقديم نفس برنامجه.. و لكن بعد إستبداله بدمية صغيرة!! المشكلة ان احدا لم يعترض هذه المرة.. و كأن المشكلة لم تكن في محتوي البرنامج الذي كان يقدمه “باسم يوسف”.. و إنما كانت في شخص باسم نفسه!!

لقد تقبل الجميع أن تنتقدهم دمية لعجوز سخيفة .. و لم يتقبلوا أن ينتقدهم طبيب شاب يحترمه العالم كله.. الكل قد صمت علي التلميحات الجنسية التي يمتلئ بها برنامجها بينما كانت الدنيا تقوم ولا تقعد حين تخرج من فم باسم؟!

لا ادري ما السبب تحديداً.. و لكن يبدو اننا نعشق خداع أنفسنا.. أو أن البعض يصدق أن تلك الدمية حقيقية بالفعل.. و لكن لا ينبغي أن نحاسبها .. لأننا “مش هنعمل عقلنا بعقل عروسة”!!

الأمر كله هزلي و بائس للغاية.. فإذا كان النظام يقبل النقد من هذا النوع..والذي بالمناسبة أراه مقبولاً بل و مطلوباً الي درجة كبيرة.. فلماذا تم إيقاف بل و إبعاد باسم يوسف عن المشهد بهذه الصورة؟!.. وإذا كانت الظروف وقتها لا تسمح .. فأعتقد أنها قد تغيرت الأن.. فلماذا إذن لا يعود ثانية ؟!

لقد أثبت برنامج هذه الدمية أننا نملك القدرة علي تقبل النقد بكل أشكاله.. و الأنظمة القوية لا تهتز بهذا النوع من السخرية.. بل ربما تسمح به لتثبت سعة صدرها و تقبلها لفكرة الرأي الآخر..

أريد أن يخرج أحد ليدعو باسم أن يعود.. فأنا و كثيرون نفتقده بشدة ..أريد أن يثبت النظام للجميع أننا نتمتع بحرية للتعبير ” غير مسبوقة” كما صرح السيد الرئيس.. أريد أن نتوقف عن دفن الرؤوس في الرمال.. و نتقبل من دمية ما لم نقبله من هذا الشاب “خفيف الظل” ..أتمني أن أراه بدلا من تلك الدمية الشمطاء.. فأنا أصر ..أنها  لا تضحكني ابداً