إذا كنا نعاني مما يمكن تسميه بـ”المستنقع الإعلامي”، ولم يعد يعرف بعض الإعلاميين، ما يستحق أن يُقدم للمشاهد، فحتمًا بات علينا أن نبحث عن متعتنا الخاصة، أن نشاهد ما يعيد “جزء” من نقاء أرواحنا، أن نعود من وقت لآخر لـ”الأصل”، بعيدًا عن الصورة القبيحة، بعد أن تلوثت مسامعنا بالأصوات العالية، واعتادت أعيننا على الشجار أمام الكاميرات.
ومع العام الجديد، 2016، تتفنن كل قناة في الإعداد لفقرات يمكن بها جذب المشاهد، عن طريق استضافة الفنانين، وتوجيه أسئلة متشابهة إلى حد كبير، على غرار “إيه توقعات للسنة الجديدة؟”، لكن من قال بأن عام 2015، لم يكن به ما يستحق أن نعود إليه؟، أن نعيد المشاهدة، نتأمل، نضحك من قلوبنا، أو أن نعيش مع الشجن أحيانًا.
لهذا قرر إعلام.أورج أن ينبه القارئ إلى أن هناك ما فاته من حلقات وفقرات في 2015، لن يندم إذا عاد إليها مرة أخرى.
السماع.. متعة الروح
إذا كنت من محبي “السماع” والأجواء الصوفية، فما عليك سوى أن تعود إلى لقاءات فرقة الإنشاد الصوفي، “ابن عربي”، لتستمع إلى أشعار ابن الفارض، وأبوالحسن الشوشترى، وأحمد بن عجيبة، ومحي الدين ابن عربي.
وهنا يمكن أن تشاهدوا حوار الفرقة كاملًا مع الإعلامي محمود سعد، ببرنامج “آخر النهار”، الذي أذيع في فقرة من برنامج “آخر النهار”، والتي فضّل سعد خلالها أن يلعب دور المستمع، أكثر من دول المحاور.
بيبو.. الله يا خطيب
أما إذا كنت ممن تستهويهم اللقاءات الرياضية، ويعانون من ندرتها، خاصة وأن الإعلام الرياضي في مصر “فقير” وغير ممتع، فيمكنك أن تعود إلى لقاءات برنامج “صاحبة السعادة”، مع الكابتن محمود الخطيب “بيبو”، “حتى وإن كنت زملكاوي”، فتأكد من أنك لن تستمع إلى حوار رياضي تقليدي.
وجه “جوزيه” الآخر
أما الحوار الآخر، فلمدرب الأهلي السابق، مانويل جوزيه، والذي بالتأكيد سيفاجئك بشخصية جديدة، غير المتجهم أمام الكاميرات بعد كل مباراة، وبعيدًا عن أخبار خلافاته مع إدراة الأهلي برئاسة محمود طاهر، فستجده يضحك، ويمثل، ويرقص.
وبما أننا دخلنا دون قصد إلى منطقة “صاحبة السعادة”، ووجدنا أن الكثير من الحلقات والفقرات الممتعة والتي تستحق المشاهدة مرة أخرى، مقتبسة من هذا البرنامج الذي تقدمه الفنانة إسعاد يونس، على قناة cbc، _وهو ما يجب أن يلاحظه أيضًا القائمون على باقي البرامج_، فدعونا نكمل، مع أفضل الحلقات التي يمكن العودة إليها في العام الجديد.
“الحلاقين”.. حكايات لا تنتهي
قدم البرنامج حلقة خاصة عن “الحلاقين”، والفكرة في حد ذاتها مثيرة للفضول، للدخول في هذا العالم، خاصة وأن لكل منهم “حكايته الخاصة”، يحكون عن ثرثرة المشاهير من الرؤساء والفنانين معهم، خلال المشوار الطويل، بالإضافة إلى أكثر المواقف الطريفة التي صادفتهم.
مشخصاتية “صاحبة السعادة”
أما حلقة “المشخصاتي”، فلم تأخذ حقها بشكل كبير، بالرغم من أنها من أمتع الحلقات التي قدمت، حيث استضافت “صاحبة السعادة”، أصحاب الحكايات والذكريات الجميلة، و”الكحرتة”، والنجومية المستحقة، بعيدًا عن التزييف و”التلميع” الإعلامي المصطنع، فهم العارفون بجميل السابقين من الفنانين، يتحدثون عمن سبقوهم أكثر مما تحدثوا عن أنفسهم، ومنهم الفنان صبري عبد المنعم، وفاروق فلوكس، ومحمد متولي، ومحمد كامل.
نجوم التترات.. والله زمان
مشاهدة كل فنان منهم على حدة، متعة خاصة، فما بالك بحلقة جمعت أشهر من غنى تترات المسلسلات، مثل الفنان علي الحجار، والفنان محمد الحلو، والفنانة حنان ماضي، خاصة وأن منهم من غاب فترة كبيرة عن الشاشة، وأصبحنا في حالة فضول لمعرفة آخر أخبارهم، ورؤيتهم على المسرح مرة أخرى.
https://www.youtube.com/watch?v=zy7oicwxT-4
الغيطاني ومحسن.. الأدب فضلوه مع الفن
وبعيدًا عن عالم “صاحبة السعادة”، هناك حلقات أخرى تستحق المشاهدة مرة أخرى، منها حلقة لبرنامج “البيت بيتك”، في بداية انطلاقته الجديدة على قناة TeN، استضاف فيها الأديب الراحل، جمال الغيطاني، والفنان الشاب محمد محسن.
ما سيدفعك للمشاهدة، هو أن حكاوي الغيطاني لا تشيخ أبدًا، لم تجف ذاكرته ولو للحظة، لا يمكن أن تمل من حكاياته الممتعة، فهو المتحدث الرسمي باسم حجارة القاهرة الفاطمية، وسفير الفراعنة في عصرنا الحديث، لن تمل من الاستماع إلى تحليله للواقع السياسي الحالي، ورؤيته لطبيعة الشعب المصري، في أشد الأزمات.
وانضم له في الحلقة الفنان محمد محسن، الذي أمتع جمهور “البيت بيتك” بأغانيه الخاصة، أو بما تغنى به من تراث سيد درويش، لنجد في النهاية أمسية ممتعة، تلخص السياسة والتاريخ والتجربة الإنسانية الخاصة، والفن الجميل، في حلقة واحدة.
مع الفخراني.. ولا ألف ليلة يكفوا
بوابة المسرح القومي، كانت المدخل لحوار الإعلامية منى الشاذلي، مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، في برنامج “معكم” على قناة cbc، والحديث وقتها لم يقتصر فقط على مسرحيته “ليلة من ألف ليلة”، ولكن “الكلام بيجيب بعضه”، عن أعماله السابقة، وذكرياته الممتعة، التي يرويها بخفة ظل فريدة من نوعها، كما استضاف الحوار الذي أجري على خشبة المسرح، باقي أبطال المسرحية، وهم هبة مجدي ومحمد محسن، ولطفي لبيب، وسلمى غريب، بالإضافة إلى مدير المسرح القومي، الفنان يوسف إسماعيل.
نور الشريف.. حبيبنا دائمًا
سيرة الفنان الراحل الكبير، نور الشريف، ربما تثير الآن الكثير الشجن، لكنها لن تفرض الكآبة أبدًا، لهذا لا يمكنك وانت ترى اسم نور الشريف، إلا أن تستمع لمرات عديدة إلى أحاديث زوجته الفنانة بوسي، وباقي الفنانين، عن سيرته، وستتفاجئ وأنت تضحك من موقف ما حدث له أو منه، وسرعان ما ستبكي عندما ترى الدموع في عيون من يتحدثون عنه، كل ذلك ستجده في حلقة قدمتها الإعلامية بوسي شلبي، من منزل الفنان الراحل، وعرضت على قناة “النهار”.
فاتن حمامة.. سيدة حياتنا الأولى
منزل آخر عليك أن تدخله، لتشاهد تفاصيله مرات ومرات دون ملل، خاصة وإن كان منزل الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، الذي صورت من داخله الإعلامية لميس الحديدي، حلقة مميزة مع أسرة الفنانة الراحلة، سجلت خلالها عدة حوارات، أبرزها ما قاله زوجها، الدكتور محمد عبد الوهاب، وابنتها نادية ذو الفقار، وشقيقتها ناهد حمامة.
تجديد الخطاب الديني في “البيت بيتك”
أما إن كنت من محبي القضايا الفكرية، خاصة فيما يتعلق بالتجديد في الخطاب الديني، فيمكنك أن تعود لمشاهدة حوار المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم، مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، ببرنامج “البيت بيتك”، لتعرف رأيه في قضايا الفكر الإسلامي المختلفة.
“السلطانة” أنغام
أما الحلقة الأخيرة التي ننصح بمشاهدتها في 2016، ليست بعيدة، والتي حلت الفنانة أنغام ضيفة خلالها على الإعلامي محمود سعد، على قناة “النهار”، والذي يميز الحوار، ليس فقط صوت أنغام، ولا حتى الاستمتاع بفهم ما يمكن وصفه بـ”فلسفتها” في اختيار أغانيها، ولكن لأن حوارات أنغام مع محمود سعد، تتميز دائمًا بأنها أشبه بحديث الأصدقاء، مما يوفر ارتياح ومتعة وسماع “فضفضة” جديدة من أنغام خلال الحلقة.
في النهاية، هذه هي اختيارات كاتبة الموضوع، لكن يمكن لكل منا أن يصنع “عالمه الخاص”، عندما يختار أن يشاهد حلقة مميزة بالنسبة له، أو أن يعيد مشاهدة سهرة فنية أو سياسية ما، لشعوره بأنها “تستحق”، من هنا نتمنى بالطبع أن تشاركونا اختياراتكم لما ترون أنه يمكننا مشاهدته مرة أخرى في عامنا الجديد.. 2016.