هبه سمك
لايمكن بأي حالِ من الأحوال، أن نطبق المثل الشعبي ” يا بخت من زار وخفف”، على ضيوف التوك شو في عام 2015، حيث كان من اللافت تكرار ظاهرة الضيف الواحد في أغلب البرامج، وللأسف كان الإعتماد بشكل كبير على الضيوف التي تتعمد إثارة الحلقة سواء بالسباب، أو العِراك، أو الإتهام بالخيانة .
وغاب بشكل واضح وجود معايير يتم على أساسها إختيار الضيوف، وخرجت بعض من هذه البرامج عن الإطار باستضافة أشخاص فى غير موضوع الحلقة أو آخر لمجرد هذيانه فى مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعى.
لكن تعمدنا في هذا التقرير رصد، ما يمكن أن نوصِفهم بأفضل ضيوف عام 2015، بناءا على عدد من المعايير أبرزها:
1-إحترام أمانة الكلمة، والمعلومة التي يقدمها الضيف للمشاهدين.
2- التحدث في تخصصه، والإبتعاد عن ” الفزلكة” بالتطرق لمواضيع لإثارة الرأي العام حوله فقط.
3- إحترامه للمشاهد، وعدم التلفظ بألفاظ خارجة.
4- لايظهر بشكل متكرر، ويمثل ظهوره إضافة للبرنامج الذي يستضيفه، وللمشاهد الذي يتابعه.
5- أن يكون الضيف صاحب فكر، وله تأثير إيجابي في المجتمع.
وبناءا على المعايير السابقة، اختارنا عدد من الضيوف، قد يجانبنا الصواب في إختيارها، أو الخطأ، لأن الكورة دائما ما تبقى في ملعب المشاهد الذي يحدد أهمية الضيف بالنسبة له.
محمد حسنين هيكل
يعد الكاتب الصحفي الكبير، واحد من الشخصيات التي تستطيع بحوارتها، أن تخلق حالة من الجدل في الأوساط السياسية، والإعلامية. وعلى الرغم من إنقسام الآراء حوله، إلا أن ظهور هيكل يعد مكسب لأي برنامج تليفزيوني يستضيفه، وقد انفردت الإعلامية لميس الحديدي، بإجراء سلسلة من الحوارات معه في عام 2015، كانت بعنوان ” مصر أين ومصر إلى أين”، وقد أثارت في معظمها حالة من الجدل الإيجابي، فأثرت المشهد السياسي، و الإعلامي.
مصطفى حجازي
كان الظهور السياسى الأبرز للدكتور مصطفى حجازى بعد ثورة 25 يناير، والرسمى بعد ثورة 30 يونيو، بتوليه منصب المستشار الاستراتيجى للرئيس السابق عدلي منصور ، واستطاع وقتها لفت الأنظار، حتى طالبه البعض بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية.
وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئاسة، اقتصر ظهور مصطفى حجازي اعلاميا على عدد من البرامج، من أبرزها لقاءاته مع الإعلامي محمود سعد، والتي كان تحمل اسم ” حديث المستقبل”، وهى سلسلة اللقاءات التي كانت يتناول فيها بالتحليل المشهد السياسي بموضوعية.
طارق الشناوي
غالبا ما ينصب الإهتمام بنقد الأعمال الدرامية، والسينمائية على أصحاب المهنة نفسها، لكن استطاع الناقد طارق الشناوي، أن يخلق له قاعدة عريضة من المشاهدين تهتم بمعرفة آرائه، وأصبح البعض يحدد اختيارته في مشاهدة عمل معين على رأيه النقدي، لذا يمكن اعتبار ” الشناوي” من أفضل الضيوف المتخصصين في مجاله، لما يمتلكه من خبرة، وخلفية ثقافية، تضيف للمشاهد.
محمد نور فرحات
له مواقف عدة في الشأن العام وقضايا الدستور والقانون المصري وحقوق الإنسان وهو أحد الشخصيات البارزة في هذا المجال، لذا يعد ظهوره إضافة كبيرة للمشاهد، الذي غالبا لايعرف الكثير عن التفاصيل المعقدة للقانون، والدستور، لكن يكفي أن تتابع نور فرحات لتفهم ببساطة تلك التفاصيل، كما أنه معروف بآرائه القانونية الواضحة التي لا تجامل السلطة.
أسامة الأزهري
للأسف انشغل أغب شيوخ الفضائيات، بأضواء الظهور في البرامج التليفزيونية، وأصبحت المتاجرة بالدين، وخلطها بالسياسة سمة غالبة على حوارتهم الإعلامية، لكن هناك من ظلّ يحفظ ماء وجهه، منهم الشيخ أسامة الأزهري، والذي على الرغم من توليه منصب مستشار الرئيس للشئون الدينية، إلا أن ظهوره الإعلامي يبتعد فيه عن الحديث في السياسة، وينصب إهتمامه فقط على القضايا الدينية التي تهم المشاهد.
عصام حجي
لا يمكن أن يوصف حواره إلا بـ “الثري”، فعلى الرغم من أن ظهور الإعلامي ليس بالمتكرر، إلا أن الساعات التي يقضيها على الشاشة كفيلة لتضيف لوقت المشاهد من العلم والتطور ليتعرف أين وصل العالم في مجال الفضاء. كما أن حواره غالبا ما يُحدث نوع من الجدل خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعليق على المشكلات التي تعاني منها مصر، بشكل قد لا يروق للبعض.
عبد الله السناوي
حالة من التجاذب غير الصحي بدا واضحا بين ضيوف برامج التوك شو، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحليل المشهد سياسيا، والذي غالبا ما يتحول إلا مجرد إبداء آراء فإما أن تكون مع، أو تكون ضد، وقلما وجدنا ضيوفا يكتفون بتحليل المشهد، ويتركون للمشاهد فرصة الحكم والإختيار، ومنهم الكاتب عبد الله السناوي، الذي يعتبر من أكبر الصحافيين والمعلقين السياسيين في مصر الآن، وبما يمتلكه من رؤية وخلفية ثقافية وسياسية كبيرة،
خالد بيومي
فرض اسمه بقوة في ساحة التحليل الكروي، رغم أنه لم يمارس اللعبة، ويجمع بين الكاريزما المميزة على الشاشة، وبين غزارة المعلومات الكروية العالمية منها قبل المحلية. يمثل ظهوره في أي برنامج كروي، أو ستديو تحليلي إضافة كبيرة للمشاهد.
” للأسف” لم يتسع التقرير أن يضم بين ضيوفه، امرأة استطاعت أن يكون لها حضور قوي، وملفت على الشاشة، وكاد يكون كل مجال منحصر على سيدة أو أثنين يتحدثن في كل مناسبة. قد نكون أخطأنا في اختيارتنا، وهذا وارد لأن بوصلة المشاهد دائما في يده هو من يحدد الأفضلية في اختياراته، لذا شاركنا أرائك، ورشح لنا الضيف الأفضل بالنسبة لك.