أشرف أبو الخير يكتب : سحر الرقم(١٢) ..الأبلة تستطيع

أحب “أبلة فاهيتا” منذ بداية ظهورها، ولم أستطع الوقوع في غرام برنامجها الذي يُبث أسبوعياً على شاشة CBC على الإطلاق، حتى أنني كتبت عنها مقالين هنا في نفس المكان حباً وإعزازاً لهذه الفكرة البسيطة التي باغتت منصات التواصل الاجتماعي بمصر فأضحكت مئات الآلاف من القلب وبمنتهى الذكاء والسلاسة.

ولنرجع خطوتين إلى الوراء، لماذا لا أحب الدوبلكس الذي تطل علينا من خلاله الأبلة أسبوعيا عبر شاشة CBC ؟؟ .. ببساطة لأن الدوبلكس ورغم ما فيه من مجهود تقني وفني واضح إلا أنه يفتقر في رأيي لأهم عناصر الإضحاك على الإطلاق وهو النص المحكم خفيف الظل.

اتهامات بالجملة لأبلة فاهيتا وطاقم الكتابة الذي يعمل معها بمحاولة استنساخ روح قديس الكوميديا السياسية المعاصرة باسم يوسف، اتهامات تبدو منطقية فالبرنامجين لهما نفس الشكل، بذات المضمون، وكلا منهما يستهدف ذات الشريحة العمرية – بعد إقصاء الأطفال لأسباب معلومة للجميع- ، والأهم مما سبق هو أن فاهيتا وفريقها استخدموا ذات المسرح الذي شهد تألق الدكتور باسم يوسف وتحليقه بلا منافس في سماء السخرية السياسية/ الاجتماعية بمصر.

كان من المؤكد بالنسبة لي، كواحد من أكبر المعجبين بشخصية “أبلة فاهيتا” أنها ستتجاوز المقارنة مع باسم يوسف سريعا بمجرد وضع بصمة مختلفة على نصوص الحلقات التي تقدمها.. وهذا ما حدث بالفعل، تخلصت الأبلة وفريقها من المقارنة مع باسم لكنها لم تنجح في تجاوزه وتخطيه، بل تراجعت للخلف كيلومترات – في رأيي- ، والسبب هو النص الذي تقدمه والذي جاء في أغلب الأوقات كاستنساخ لحالة باسم يوسف الخاصة مع الكثير والكثير جدا من الضعف والسماجة وثقل الظل، حتى بعد تغيير فريق الكتابة أكثر من مرة.

إلى أن جاءت الحلقة رقم (12) من الموسم الحالي من البرنامج، لتثبت الأبلة أنها تستطيع أن تقود فرس الكوميديا الجامح باقتدار، فتخرج علينا بتقرير مدته (12) دقيقة تم إذاعته بتلك الحلقة والذي تم تصويره على السجادة الحمراء بمهرجان دبي السينمائي الدولي ليؤكد المسؤول عن الأبلة (مبتكر الشخصية ومؤدي صوتها) أنه قادر على تقديم الكثير جدا جدا جدا إذا اعتمد على خفة ظله، وسرعة بديهته.. فذلك التقرير اعتمد بشكل كبير على ذكاء الرجل وهو يحاور النجوم من حضور المهرجان وقدرته على استحضار الكوميديا من لاشئ، كما أن تصوير وتنفيذ التقرير كان محكماً للغاية بالفعل.

أثناء التقرير قرر فريق العمل إذاعة كلمات الفنانة “هند صبري” للأبلة حين هاجمتها قائلة:

“اتغيرتي كتير يا أبلة وبقيتي (مينسترييم) ما انتي كنتي حلوة و(أندر جراوند) وزي الفل”

فشكرا لهم أنهم لم يقرروا حذف تلك الكلمات في المونتاج، فقد أصابت هند صبري كبد الحقيقة في رأيي، الأبلة تستطيع البقاء كقائد لفرس الكوميديا الجامح إن اعتمدت على الذكاء وسرعة البديهة وخفة الظل، أسلحتها الباترة حين كانت (أندر جراوند)… الأبلة لا بد لها أن تتخلى عن فكرة البرنامج الطويل لكي لا تجد نفسها مضطرة كل أسبوع لحشو ساعة كاملة بإفيهات واسكتشات باهتة مع ممثلين ومطربين يؤدون أداء باهتاً بدوره … فليناضل فريق عمل الأبلة ليعود برنامج من 15 إلى 20 دقيقة وإن فعل سترتفع نسبة الكوميديا/ فالمشاهدة/ فالاستمرار على قيد الحياة.

التقرير المذكور

تواصل مع الكاتب عبر فيسبوك من هنا

تواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا

اقرأ أيضـًا:

أشرف أبو الخير يكتب : عن الجسر الجوي

أشرف أبو الخير يكتب : تاه في الزحمة (6) القول السديد في واقعة بنت سعيد

أشرف أبو الخير يكتب : تاه في الزحمة (5) اسمها هبة

 أشرف أبو الخير يكتب : تاه في الزحمة (4) فن النحت 

 أشرف أبو الخير يكتب: في ذكرى المحرقة 

 أشرف أبو الخير يكتب: تاه في الزحمة (3) – التجربة الإذاعية 

أشرف أبو الخير يكتب: تاه في الزحمة (2) – الصراصير دي مستوردة حضرتك!!

أشرف أبو الخير يكتب: تاه في الزحمة (1) –المقال الافتتاحي

.

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على الفيس بوك من هنا