متعبة يا أخي الأندية اللي ما بقالهاش كام موسم في الدوري، بـ نتكلم هنا عن الكتابة والتوثيق والتأريخ، أصلا مفيش تاريخ ولا ذكريات ولا حاجة تتقال.
هم 4 مباريات اللي الأهلي لعبهم مع وادي دجلة من ساعة ما صعدوا (بـ حذف المواسم اللي اتلغت) والأربعة معروفين ومحفوظين، واللطيف إن كل ماتش منهم كان المدير الفني لـ الأهلي مختلف: حسام البدري، جوزيه، جاريدو، فتحي مبروك، وكل جول جابه لاعب مختلف: حسام غالي، نبيل مانجة، دومينيك، رمضان صبحي، عمرو جمال، عماد متعب.
هم سجلوا فينا جونين، اللي سجلوهم مش مصريين: عبد الفتاح الأغا موسم 2011، وستانلي موسم 2015، ودمتم.
إنما بـ مناسبة وادي دجلة بقى، أحب أتكلم عن حسن المستكاوي، رئيس مجلس إدارة النادي، والكلام عن المستكاوية، يبدأ بـ المستكاوي الكبير: نجيب المستكاوي.
المستكاوي واحد من جيل المثقفين في الخمسينات، وكان مثقف من العيار التقيل، وله ميول اشتراكية، لكنه كان عنده ثقافة موسوعية، وله كتاب عن جان جاك روسو، من الكتب الممتعة.
غير كتاب روسو، هو كان مترجم محترف من الطراز الرفيع زي ما وصفه طه حسين، ترجم كتابين واحد لـ برنارد شو وواحد ويل ديورانت، ودمجهم في كتاب سماه “فظائع الاحتلال الإنجليزي في مصر”، الكتاب ده هو اللي كشف وثائق دنشواي.
بعد كده ترجم كتاب “أزمة الضمير الأوروبي” لـ بول هازار، بـ الاشتراك مع جوز أخته جودت عثمان، وراحوا يطبعوه في دار الكاتب المصري، اللي كان مسئول عنها طه حسين، وهنا كان اللقاء بينهم.
اللي خلى نجيب يروح لـ الكورة، مش بس إنه لعب شوية في نادي طنطا، ولا إنه كان رياضي بـ شكل عام، قد ما كان السبب هو رغبة الدولة في إن المثقفين يبعدوا عن السياسة، يعني يروحوا يكتبوا في الفن، في الكورة، في العفاريت، أي حاجة بعيد عن السياسة.
في الوقت ده تمددت صفحات الرياضة، أو خلينا نقول أعمدتها في الجرايد، وبدأت دار التحرير (اللي أسستها يوليو) تفرد صفحات كاملة لـ الكورة، ودي كانت أول مرة تحصل، سواء في الجمهورية أو المساء (اللي كان أول رئيس تحرير ليها خالد محيي الدين).
كان طبيعي إن الجرايد التانية تغير شوية، وتدخل المنافسة، بـ ما لا يخل بـ طبيعتها، فـ ظهر في الصحف المصرية وقتها شلة من المثقفين اللي بـ يكتبوا في الكورة، فـ الدنيا اتغيرت، والكورة بدأت تجذب اهتمام مختلف الشرايح.
من الشلة كان ناصف سليم وعبد المجيد نعمان وعبد الرحمن فهمي بس يفضل أقواهم وأتقلهم وأعظمهم بـ النسبة لي وبـ النسبة لـ ناس كتير، نجيب المستكاوي.
المستكاوي مكنش صحفي من بدايته، هو كان موظف حكومي في وزارة الشئون الاجتماعية، كان شغال مفتش على الأندية، وبعدين لما قامت يوليو لغوا اللجنة الأوليمبية، وحاجة كان اسمها اللجنة الأهلية لـ الرياضة البدنية، وعملوا مكانها اللجنة الإدارية العليا، واختاروه سكرتيرها.
لما بعت هو البيان الصحفي لـ الجرايد علشان ينشروه، كمال نجيب اللي كان مسئول عن الرياضة في الأهرام، قال له: تعال اشتغل معانا، وقد كان.
المستكاوي مكنش مجرد كاتب بـ يغطي المباريات ويكتب وصف، مع إن ده كان مهم أياميها لـ إن التلفزيون مكنش ظهر، لكنه كمان كان صاحب قلم مؤثر في الوسط، وكانت تقييماته لـ اللاعبين زي ما تكون أحكام بـ يصدرها قاضي.
أغلب الألقاب اللي حضرتك بـ تسمعها عن الأندية واللاعيبة، إن لم يكن كلها، اللي صكها هو نجيب المستكاوي، هو اللي سمى الأهلي في السبعينات فريق التلامذة، وسمى صالح سليم المايسترو، وسمى الزمالك العتاولة، والترسانة الشواكيش، والإسماعيلي الدراويش، والمحلة زعيم الفلاحين، وغيره وغيره وغيره.
ومع إنه هو اللي سمى صالح سليم المايسترو، ده ما منعوش إنه يشن حملة عليه يطالبه فيها بـ الاعتزال لما حس إنه كده كفاية عليه، وإنه بقى بـ يلعب بـ اسمه أكتر ما بـ يلعب بـ أداؤه فـ الملعب، وده ما زعلش المايسترو، وفضلت علاقتهم كويسة طول الوقت.
المستكاوي اتوفى سنة 1993، وساب ابنه حسن المستكاوي يكمل المسيرة، خلينا نتكلم عنه في ماتش الدور التاني بقى، يدي ويديكم طولة العمر.