تصدق إن الأهلي لاعب أسوان في نهائي الكاس؟
حصلت، أول مرة أسوان يصعد الممتاز كان بعد ستين سنة من إنشاؤه، هو اتأسس سنة 130، وصعد سنة 1990، يدوب.
أندية الصعيد مالهاش نصيب كبير من الكورة فـ مصر، زي كل حاجة تقريبا، واتحاد الكورة إلهي يستره قرر أخيرا في نُص التسعينات إنه لازم نادي من الصعيد يلعب فـ الممتاز كل سنة، لولا كده، كانت معظم الأندية دي ما لعبتش.
بس حتى اللي بـ تلعب، بـ تبقى عاملة زي الأسانسير، طالع نازل، ومفيش فريق من الصعيد بـ يلحق يعمل تاريخ، فين سوهاج وسكة حديد سوهاج وأسمنت أسيوط وبترول أسيوط والألومنيوم، آه الألومنيوم، خليني أحكي لك حكاية الألومنيوم، بس بعد ما نشوف حكاية نهائي الكاس.
أول مرة صعد فيها أسوان لـ الممتاز موسم 1990/ 1991، كانت نتايجه فـ الدوري مبهرة، واحتل بـ جدارة المركز الـ 18، علشان الدوري كان 18 نادي، لو كانوا عشرين مثلا كان احتل المركز العشرين أكيد.
إنما فـ الكاس، وسبحان الله، فضل يتسحب يتسحب لـ حد ما لقيناه، ولقى نفسه فـ النهائي، وسنتها الأهلي كان خسران الدوري، فـ المرات القليلة اللي خسرها، وكانت فرصة بقى نعوض، وأول خمس دقايق محمد رمضان جاب جون، وقلنا إن الحصالة هـ تتفتح، لكن ما اتفتحتش، وبس. خلص الماتش كده، وخدنا الكاس، صحيح كاس فطيس، بس أهو اتحسب كاس.
إيه بقى حكاية الألومنيوم؟
أقول لك:
سنة 2008، حصل أكبر تواطؤ في تاريخ الإنسانية، عارف لما تسع عشر فرق يتفقوا إن فريق معين لازم يهبط، أهو ده اللي حصل.
فـ البداية لازم نقول ليه الفرق دي اتفقت كده؟
علشان نجع حمادي مفيهاش مطار، فـ أي فريق بـ يروح يلعب في نجع حمادي (مقر فريق الألومنيوم) كان لازم يدب مشوار لـ حد هناك بـ الأتوبيسات على طريق الصعيد، اللي أهله نفسه مش بـ يستحلموه، ونجع حمادي دي theeeeeeeere هنااااك في آخر الدنيا، حاجة بتاعة عشرة اتناشر ساعة لو ربنا مسهل لك الأمور، وده من القاهرة، فـ اللي جي م بورسعيد أو إسكندرية، بـ يبقى يومه مش فايت.
سنتها الألومنيوم كان ماشي كويس، وفـ المنطقة الدافية، وكان المدير الفني ليهم صبري المنياوي، اللي كان السنة اللي قبلها ماسك الإسماعيلي وغالب الأهلي فـ عز أيام جوزيه رايح جي 3/صفر في القاهرة، و1/ صفر فـ إسماعيلية.
فجأة، النتايج بدأت تتبدل، أولكشي وسعوا السكة لـ الاتحاد، لـ درجة إن الأهلي اتغلب له فـ القاهرة 2/صفر في ماتش فاضح (كان الأهلي حسم الدوري)، وبعدين بدأ تأمين وضعية الفرق، لـ درجة إن شوبير كان بـ يقول فـ برنامجه، يا جماعة إذا بليتم فـ استتروا.
فاكر كويس تفاصيل الماتشات، ومين فوت لـ مين علشان يظبطوها، لكن خليني أحكي لك آخر أسبوع لـ إنه نكتة النكت.
كان الزمالك بـ يلاعب بتروجيت، والإسماعيلي بـ يلاعب المقاولين، والجيش بـ يلاعب الألومنيوم، الجيش هـ يكسب الألومنيوم أكيد، الجيش كان قوي، والمباراة على أرضه، ومحدش هـ يسيب الألومنيوم تكسب، بس مش دي المشكلة.
المشكلة إنه المقاولين لازم يكسب الإسماعيلي، لـ إنه حتى لو الألومنيوم خسر، والمقاولين خسر أو اتعادل، يهبط المقاولين، ويفضل الألومنيوم.
طب وماله، ما يكسب المقاولين؟
آه، الإسماعيلي مش عايز يخسر، علشان ما يفقدش المركز التاني، فـ الإسماعيلي اشترط علشان يخسر، إن الزمالك يخسر من بتروجيت.
الزمالك كان ماسكه ممدوح عباس، فـ قال لك إيه: إحنا مستعدين نخسر من بتروجيت، بـ شرط المقاولين يدينا اتنين لاعيبة هم علاء كمال ومحمود سمير، كان الزمالك عايزهم، والمقاولين مش راضي.
فضلت المفاوضات شغالة، لـ حد ما بدأت الماتشات، وفـ الشوط الأول الزمالك اتقدم على بتروجيت، وقتها كنت شغال في دريم الرياضية، وجات لنا الإخبارية بين الشوطين، إنهم خلاص وصلوا لـ اتفاق، الزمالك هـ يتغلب من بتروجيت، والإسماعيلي هـ يتغلب من المقاولين.
نزلنا الشوط التاني، وسبحان الله، في خمس دقايق بتروجيت جابت تلات إجوان فـ الزمالك، قوم إيه؟
المذيع الداخلي في ماتش الإسماعيلي والمقاولين أعلن إن نتيجة ماتش الزمالك وبتروجيت بقت 3/ 1 لـ بتروجيت، فـ سبحان الله تاني، المقاولين على طول جاب تلات إجوان فـ الإسماعيلي.
يوميها الاتنين اللاعيبة المذكورين خرجوا من الماتش على بيت ممدوح عباس ووقعوا لـ الزمالك.
وطلع صبري المنياوي فـ التلفزيون، على وشك إن يبكي، وقال: يا جماعة
لو مش عايزين الناس دول فـ الدوري، ما تقولوها صريحة بدل المصاريف ووجع القلب.
ومن ساعتها ما شفناش الألومنيوم فـ الممتاز تاني، وغالبا مش هــ نشوفها.