محمود طارق
بثقة في النفس وتساؤلات مباشرة تدخل الإعلامية وفاء الكيلاني “المتاهة” مع ضيفها، تطلب منه فتح أبوابها لتدخل برفقته في متاهة الحياة، تسعي للتفتيش في جوانب حياته لتكشفها للجمهور، لا تسمح للضيف بالمبالغة تواجهه بأسئلة مباشرة وتطلب إجابات بنفس الطريقة، لا تحرج الضيف ولكنها تطلب منه احترام ذكائها والجمهور المتابع لهما، لا تسمح بالتجاوز في حق الغائبين وتطرح التساؤلات الشائكة بجرأة دون وقاحة.
تضع وفاء الكيلاني معيار لضيوفها، فالنجوم بمجالاتهم هم ضيوفها، ما بين الفن والرياضة والأدب والإعلام جاء ضيوفها، حاورتهم بقدرة على المرواغة أحيانا وانتزاع اعترافات لأول مرة عن حياتهم أحيان أخرى، طرحت أسئلتها بجرأة على الضيوف الأكثر جراءة مثل محمود حميدة، وطرحت اسئلتها الصعبة بطرق لا تجرح ضيوفها ولا تنتقص منهم أمام الجمهور.
في “المتاهة” تطرح وفاء تساؤلات عدة عن مواقف مر بها الضيف سواء في حياته العملية أو الشخصية، مواقف اثرت في حياته، اقترب فيها من الموت ورغب فيها بالحياة، كشفت له حقائق وصدمته في مقربين منه، تحاول التعمق في شخصية الضيف وتقدمه على طبيعته، لا ترغب في استفزازه لكنها في الوقت نفسه لا تسمح له بالكذب وتمنحه فرصة التفكير قبل أن يجيب على الأسئلة الصعبة.
كل حلقة في “المتاهة” تترك وفاء الكيلاني خلفها تصريحات مزعجة للضيوف، ما بين فارس كرم الذي دخل في معركة كلامية مع الملحن حلمي بكر، ومحمد رمضان الذي كشف عن رفض كنده علوش التمثيل معه، وهند صبري التي كشفت تفاصيل الطريقة التي ارتبطت بها بزوجها احمد وعلاقاتها ببناتها ووالدتها.
الديكور الضخم المنفذ بالجرافيك يشعر الجمهور بالمتاهة الحقيقة التي يسير فيها الضيف خلال الحوار، فالتنقل بين الديكورات الثلاثة التي صممت للبرنامج يعطي للمشاهد إحساس بأنه أمام برنامج مختلف تم التخطيط لتنفيذه جيداً قبل التصوير ليخرج بأفضل صورة.
رغم وجود عدة برامج حوارية للنجوم إلا أن طريقة وفاء الكيلاني في “المتاهة” جعلتها صاحبة البرنامج الأفضل، فلا هي تسعي لإحراج الضيوف والإساءة لهم ولا تسمح لهم باستغلالها لتلميعهم على الشاشة وإظهارهم ملائكة، فلكل إنسان اخطائه ونقاطه ضعفه، البعض يمتلك شجاعة القدرة على الاعتراف بها والبعض الاخر يفضل ان تبقي اخطائه واسراره بعيدة عن الإعلام.