محمد حسن يكتب : الذين عادوا بالصحافة 111 عاماً للوراء
حفلت الساحة الإعلامية المصرية في الآونة بعدد كبير من التجاوزات المهنية امتدت لتصل إلى حد انتهاك خصوصيات الأفراد بالمخالفة لمواثيق الشرف الصحفية و الإعلامية و القوانين و نصوص الدستور التي تنص على حرمة الحياة الخاصة و تحظر اى انتهاك لها
هذه التجاوزات اعادت إلى الأذهان قضية شغلت الرأي العام و كانت حديث المجالس و المنتديات منذ 111 عاما في عام 1904 عندما تزوج الشيخ على يوسف مؤسس صحيفة المؤيد التي كانت من أهم الصحف وقتها من ابنة السيد السادات احد السادة الأشراف الذين يعود نسبهم إلى آل البيت و ذلك دون إذنه الأمر الذي اشعل غضب السيد السادات و جعله يرفع دعوى أمام المحكمة الشرعية بالتفريق بين على يوسف و ابنته و ذلك لعدم وجود تكافؤ في المكانة و النسب يجعله أهلا لمصاهرة ابنة الأشراف و لأنه يمتهن مهنة من أحقر المهن و هي مهنة الجرائد وفقا لصحيفة دعوى السيد السادات
و أمام المحكمة الشرعية اخذ محامى السيد السادات يعظم من شأن الحسب و النسب الشريف لموكله محقرا في الوقت ذاته من شأن الشيخ على يوسف مذكرا إياه انه من أصل ((وضيع )) لأنه من أسرة فقيرة تعيش بقرية بلصفورة بسوهاج
و لم يكتف محامى السادات بهذا فحسب بل عاير الشيخ على يوسف بعمله في الصحافة قائلا إن الصحافة حرفة دنيئة محرمة شرعا لأنها تقوم على الجاسوسية و الإشاعات و كشف الأسرار .
لعلك صدمت عزيزي القارئ بما قاله محامى السيد السادات لكن عليك أن تعرف أن ما قاله كان معبرا عن نظرة قطاع كبير من المجتمع المصري في أوائل القرن العشرين لمهنة الصحافة لكن بعد ذلك بدأت الصورة الذهنية عن مهنة الصحافة تتحسن شيئا فشيئا حتى تقبلها المجتمع و لم يعد يحتقرها إلا أن ما يحدث الآن من تجاوزات على وشك أن يدمر كل الجهود التي بذلت لتحسين صورة مهنة الصحافة في أعين الجماهير و كأن الصحافة ظلت (( محلك سر )) منذ 111 عاما و لم تتقدم خطوة إلى الأمام رغم تعاقب الأزمان و الأجيال
سؤال ملح يطرح نفسه هل ستتصدى نقابة الصحفيين و غرفة صناعة الإعلام و شيوخ المهنة لهذه التجاوزات أم أنها ستظل مكتوفة الايدى حتى تصبح مهنة الصحافة مهنة منبوذة مجتمعيا و يتم معايرة الصحفيين بمهنتهم كما عير الشيخ على يوسف بمهنته ذات يوم منذ 111 عاما ؟!!