من المعروف أنه لو تواجد آلاف الاشخاص في مكانٍ واحد ليشهدوا حدثًا من الاحداث فإن هناك فرصة ليشاهده الملايين من كل انحاء العالم حينما يتم تصويره وبثه عبر الانترنت من موقع مثل يوتيوب، تأتينا مقاطع من الصين واليابان او ما بات يُعرف بـ”كوكب اليابان الشقيق” لاحتفاليات وافتتاحات مُبهرة تمثل في حد ذاتها دعاية للبلد نفسه، ومن الدول العربية تتربع دبي على عرش القائمة حيث تستطيع ابهارنا من الحين للآخر باحتفاليات كالتي نشاهدها في بلاد “الفرنجة”.
المُقارنة القادمة هي بين الدقائق الاخيرة لـ2015، والدقائق الاولى لـ2016 بين مصر التي اقامت احتفالية عند سفح الهرم، وبين الاحتفالات في دبي وأبوظبي.
حتى الآن لم تصل قناعة “أهمية الصورة” للمصريين، رُبما يكون الحدث رائعًا مُبهرًا بينما الصورة الرديئة او حتى التقليدية تنسف كل هذا الابهار، وتجعله حكرًا على من حضر الحدث على ارض الواقع، في دبي استطاعوا دمج العنصرين معًا، فالحدث مُبهرًا على الارض، ورُبما الصورة او البث أكثر إبهارًا بسبب الاخراج، وجودة الالوان، وزوايا التصوير المُتعددة والمُختارة بعناية.
على الجانب الآخر، بدت الاهرامات وكأن “النور قاطع” في البث المُباشر، مع رداءة مُذهلة في الصورة، جعلت التماثيل والرسومات الفرعونية التي كانت تظهر على سطح الاهرامات مُجرد اشباح غير واضحة، ولأن الكادر قريب للغاية أصبح صعبًا للغاية ان يتم تصوير الصواريخ في السماء والاهرامات في آنٍ معًا، فكان جزءً كبيرًا من الصورة ينقل الصواريخ وحدها بدخانها في السماء، وما أهمية ذلك بالنسبة للمُشاهد؟
https://www.youtube.com/watch?v=wGz5oVpleFU
اللافت للنظر أن الاحتفال نفسه لم يكن سيئًا في مصر، وإن كان ينقصه الكثير إلا أن الصورة شوهت الكثير، فعلى سبيل المثال نشرت قناة MBC MASR على صفحتها صورًا فوتوغرافية للحدث أظهرته بشكلٍ افضل كثيرًا.
وفيما يتعلق بالاحتفال نفسه، هل كان بالامكان أفضل مما كان؟ بكل تأكيد، فكان بالامكان استخدام الصواريخ بشكلٍ أفضل وأكثر تنظيمًا لصناعة اشكال أكثر تنظيمًا وأكثر جاذبية على غرار ما حدث في دبي وأبو ظبي، مع استخدام أكثر وأفضل للإضاءة والاكثر من ذلك لماذا يتم الاكتفاء بالاحتفال في الاهرامات فقط؟ لماذا لا يتم استغلال نهر النيل في مثل هذه الاحتفالات؟
هذه المُناسبات تمثل دعاية سياحية، الصورة هي العامل الرئيسي بها، والامكانيات المادية ليست هي العامل الوحيد هنا، رُبما هي العامل الاخير ولكنها القدرة على الخيال!