كنت أتناقش مع صديقي حول ازمة سد النهضة ومياه النيل التي سوف وبفعل فاعل، وتقاعس آخر يمكن بل واكيد اننا سنحرم منها قريباً … بل انه مجرد وقت لا غير …
وكان محور النقاش قرائتي لعدة أخبار صرح بها مجموعة من المسئولين .. طالعتنا بها صفحات الجرائد المصرية … كان مفاده أن لا صحة عن جفاف مياه النيل التي تصل لمصر … وأن الموضوع بسيط ولا يحتمل القلق انما ما سوف يتأثر هو قطاع طاقة الكهرباء فقط بسبب نقص المياه المتدفقة إلى السد العالي!
الغريب في الأمر أن صحيفة المصري اليوم عنونت أن تحويل مجرى المياه إلى السد كان منذ 36 يوم تقريباً وليس كما اعلنت باقي الصحف أن هذا التحويل تم منذ ساعات قليلة!
سألت صديقي … ماذا لو جفت مياه النيل … ماذا لو عبرنا كوبري قصر النيل مثلا لترى اعيينا على تجويف طيني اسفل منا …. نظر لي في صمت للحظات وقد رسمت ابتسامة الحيرة على وجهه … ثم انفجرنا في ضحك الاسى.
ثم بدأنا نضع سيناريوهات إن جفت مياه النيل ..
اولها … حال جفاف مياه النيل ستحصل مصر على مساحة ارض شاسعة في وسط العاصمة يمكن لمقاولين البناء انشاء ابراج سكنية وادراية عليها ، ولا تصدق وعود عزيزي المواطن الحكومة انها ممكن أن تصبح لمحدودي الدخل لأنها ستباع بأعلى سعر حيث إنها اقيمت على انقاض نهر شق طريقه فيها منذ 7000 سنة لذا فهى تاريخ يُباع كما تباع آثارنا في العالم كله.
ضحك صديقي وقال لي … ومنين هيعملوا المونة اللي هيبنوا بيها؟!
طبعاً الإجابة سهلة وبسيطة .. لابد وأن هناك سوق سوداء للمياه مثل ما يحدث مع الغاز والبنزين والزيت والسكر ، وقد قام تجار هذه السوق بتخزين المياه في أماكن سرية منذ أن عرفوا أن اثيوبيا اقدمت على بناء سد تمنع به الماء عن دولة المصب رغماً عنها.
إلا أن نقص المياه سوف لا يعيق المصريين اللي اخترعوا مثل “الجيش بيقولك اتصرف” …
فوراً سيتجه كل مواطن لايجاد حلوله الفردية لتوفير المياه لنفسه فقط … فقد ترى طابور من الناس يقفون ممسكون في ايديهم جالونات فارغة امام بير مياه جوفية حفر في منتصف شارع الهرم وفي الغالب ستكون مياهه مختلطة بمياه الصرف الصحي.
وقد يحاول سكان عمارة ما إيجاد حلول خارج الصندوق فيقترح احدهم تحلية مياه البحر إلا أن المشروع سيكون مصيره الموت قطعاً لأن الأستاذ عصام اللي في السادس مش هيشرب فلم يشاركهم بالمال وقد نراهم في نفس طابور شارع الهرم يحملون بجالونات المياه.
بينما ستخرج الحكومة على المواطنين تقول “طالبنا بمزيد من المفاوضات مع النظير الاثيوبي مع التركيز على حق مصر التاريخي في مياه النيل”
اما الاعلاميين في القنوات الفضائية والتلفزيونية سيتساءلون … أين الازمة؟! وسيطالبون الشعب مصر الجدع بربط الحزام لأن البلد بتتبني.
ولكني انتظر بشدة عناوين ومانشتات الصحف القومية والخاصة بعد ما عنونت قائلة “مصر تصدر فائض احتياجها من الماء الي اثيوبيا”