يشعر المرء بالبرد القارص فيتصرف وفق مايحلو له ويتوافق مع طبيعته ومزاجه فأسامة يختبئ تحت لحافه يشرب حمص الشام( الحلبسة ) ،ورامي يخرج مع أصحابه ليقضوا وقتهم على مقهى يجمعهم.. وحامد (الغفير) يشعل النار في بقايا خشب متهالك أمام العمارة التي يحرسها …ومنى تسرع للمطبخ لعمل الفشار والبطاطا الساخنه بعد إعدادها للحلبة (مع قليل من اللبن البلدي) ﻷمها التي تجلس أمام التلفاز ملتحفة بنصف محتويات الدوﻻب الأثري وزيزو كالعادة مع أصحاب السوء يمارسون ماﻻ نستطيع أن نبين تفاصيله بعد أن اتفق مع سوزي وبوسي ورشا على ماﻻيجوز الإتفاق عليه وقد وضعن كميات هائلة من الماكياج (ومواد البويه المضروبة) على وجوههن لتقترب ملامحهن من نانسي وهيفاء وأليسا لكنهن في الحقيقة أقرب لتوفيق الدقن وعلي الشريف وشفيق المصري (شرفنطح) …وسمير يحلو له أن يتحدث في الدين كالعادة فتسمعه الجدة زينب فتنفرج أساريرها معلنة عشقها للتين البرشومي وإن لم يوجد تين غير الشوكي فلا بأس ﻷنها في كل الأحوال متيمة محبة لكل أنواع التين فيخبرها سمير أنه ﻻعلاقة له (البته) بالتين وإنما هو مهتم بالدين بالدال وليس التاء وأنه الركيزة وعماد سعادة الإنسان فترد عليه وتخبره بضرورة الإبتعاد عن (عماد ) وعدم مخالطته أو مسامرته ﻷنه يدخن البانجو وأمه السيدة سوسن قالت إنه بدأ يلعب القمار ويسرق كل مايجده ليسدد نفقات المنكرات فيتركها سمير غاضبا ﻷنها أفقدته أعصابه فأخرجت منه مايوجب تجديد الوضوء فيدخل دورة المياه فيكتشف أن السخان ﻻيعمل والمياه تكاد أن تتجمد في المواسير فيخرج مسرعاً طالباً مساعدة( البواب عنتر) لكي يحضر( السباك مدبولي)
فيجد زوجة عنتر تصرخ في وجه زوجها وشعرها الغجري المنكوش يسافر في كل الدنيا فيتركهما ويذهب لمدبولي القابع في آخر الشارع فيكتشف أنه غير موجود فينادي رافعا صوته:( يارب ياساتر يا أسطى مدبولي) فتظهر زوجة مدبولي مجيبة :مين؟! فيخبرها بما يريد، فتقول له إن مدبولي ذهب للمأذون لكي يطلق بنت خالته (زوجة عنتر البواب )ﻷنه طالبها ليلة أمس بتخفيف ملابسها أو التخلي عنها بالكلية وهذا يضايق ويعكر مزاج زوجة عنتر ﻷنها أخبرت الكل وأكدت للجميع أن أداء عنتر غير مشرف وأنه إسم على غير مسمى بل إنه يسئ للإسم ويمس مكانته وموقعه في النفوس وأنها لم تكن في يوم من الأيام عبلة بالعين بل بالهاء لرضائها وقبولها بهذا المستوى المتدني وغير اللائق فيتركها سمير بعد حديثها غير اللائق ويرجع للبيت مستغفرا ربه ويبدأ في التيمم ليصلي ركعتي قيام ليلة الكريسماس بعد أن ألتهم في طريق العودة حبات من التين الشوكي!.