أين مني برنامجٌ أنت به؟ من لي سواك بالشعر يطل علينا في البدايات، ويختتم بالتساؤل الذي يثير في النفس الفِكَر، بالهدوء الواثق، والابتسامة التي ترتسم بسلاسة فترشق في قلوبنا بالثلاثة.
من لي سوالك يملأ الفراغ في شاشة مهجورة أصبحت متخمة بخيوط العنكبوت و صارت مثل أفلام الرعب وخصوصا الزومبيز.
هل كان لاسم البرنامج “آخر كلام” دلالة لأنه آخر كلام محترم سوف يبث من خلال هذه الشاشة.
جربت أن املأ الفراغ الذي خلفته فلم أجد إلا برامج يطل علينا منها الغول، والعنقاء، وأبو رجل مسلوخة، والأشكيف المخيف.
قد كنت كفرت بهذا المستطيل البراق منذ أزمنه فلماذا ظهرت أصلا؟ هل لتعيد لنا الأمل كسفير للنوايا الحسنة ،يسعى لعقد المفاوضات و اسئناف العلاقات مع هذا الجهاز الذي أصابه الخرف.
لقد أصابني الرهاب، والذهان، والعُصاب، مما نستشنقه ونبتلعه يوميًا من الإعلام المعلب، والمدجن، والمدولب، والمقولب، فلماذا ظهرت؟ و لماذا اختفيت؟
نحن كمشاهدين الآن نعاني من أعراض الانسحاب، فهل من الممكن أن تساعدنا بتقليل الجرعة، أو تستبدل لنا صيغة الدواء من برنامج إلى مقالات مقروءة أو مسموعة نتناولها على الريق أو قبل النوم حتى يتم الشفاء؟
طيب إذا كان هذا أخر عهدنا بك كمذيع و مقدم برامج، لماذا لا تبدأ نشاطًا في تدريب الكوادر الإعلامية الجديدة، علنا نجد الأمل في جيل جديد يعيد إلى الجهاز الذي تردي محتواه فقادنا للرد!
نظرة بعين الرضا إلى الجمهور المسكين الذي لا ذنب له في المنتهى والمبتدا.
اقرأ أيضًا