حوار-أحمد عدلي
تطل الإعلامية جيهان منصور في برنامجها “مع أهل مصر” أسبوعيًا يومي الخميس والجمعة، على شاشة قناة التحرير لمناقشة القضايا السياسية والمشاكل الاجتماعية.
في حوارها مع إعلام دوت أورج تتحدث جيهان عن البرنامج والحرية الإعلامية والاختلاف بين الظهور في البرامج الصباحية والمسائية، وإلي نص الحوار:
*كيف تحددين سقف حريتك على الشاشة؟
– لابد أن نعترف أولاً بأن البلاد تمر بأزمة في الأمن القومي ولابد أن يكون هناك شئ من الحرص في طريقة التعامل الإعلامي مع الأخبار لأن العدو الذي نواجهه يعيش بيننا ويقوم بقتل أبنائنا وترويعهم وهو ما يتطلب شئ من الفطنة والكياسة في التعامل مع الأخبار، وواجب الإعلامي أن لا يقوم بالتهويل من الأمر أو تهوينه في الوقت نفسه ويحافظ خلال حديثه على أنه صوت الشعب، والحرية لا تمنح للإعلامي ولكنه ينتزعه ولا أحد يستطيع أن يقول له أين يقف لكون الحرية أمر ذاتي مرتبط بالحفاظ على المهنية والموضوعية.
*هل معني ذلك أن الانتقادات أصبحت محدودة بسبب الظروف الحالية؟
– علينا الاعتراف بأن هناك مشاكل مستمرة منذ عشرات السنوات ولا يمكن أن يتم حلها في يوم واحد، فضلا عن أن جميع المسئولين لا يعملون بنفس الكفاءة، والمهم بالنسبة لي هو كيفية توجيه الانتقاد دون تجريح أو محاولة استغلال لموقف ما من أجل توظيفه في سياق محدد، فعندما أقوم بعرض تقرير عن مشكلة تواجه المواطنين في أحد الأماكن يتم التواصل مع أحد المسئولين في المنطقة للرد والتعقيب ومتابعة عملية حل المشكلة، فبالنسبة لي لا ارغب بأن أكون زعيمة سياسية وانتقد النظام بدون دليل أو أقوم بتحميل المواطن المسئولية وانتقد، فما اقوم به هو انتقاد الإهمال ولا استطيع توجيه اتهام للمسئولين لأنه ليس دوري، فلا افرض رأيي على المشاهد وأقوم بتغطية الأخبار بشكل موضوعي وحيادي.
*هل تأثرت بالاجتماع الذي جمع الإعلاميين مع رئيس الحكومة وطلب من الإعلاميين فيه التزام الحياد؟
– بالنسبة لي لم اشعر باختلاف، وما طلبه رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب هو مراجعة الوزراء قبل الترويج لأي معلومات هامة خاصة وأن جميع الوزراء يقومون بالرد على وسائل الإعلام والمطلوب فقط هو معرفة ردهم قبل نشر المعلومة وليس حجبها، وبالنسبة لي من خلال تجارب عدة فكافة المسئولين يقومون بالرد خلال محاولة التواصل معهم سواء كان الوزراء أنفسهم أو مديري مكتبهم أو المسئولين الإعلاميين للوزارات، والمهندس محلب طلب إخباره بمن لا يقوم بالرد على استفساراتهم، وفيما يتعلق بالنقد طلب أن يتم النقد بدون تجريح أو استهداف شخصي لأي وزير، كما أنني ليس مطلوب مني الصراخ والعويل و الإدعاء بأن هناك قيود على الإعلام لاسيما وأننا نمر بمرحلة غير عادية في الإعلام.
*البعض يرى أننا نعيش في عصر الفوضى الإعلامية في ظل وجود كثيرين ليس لهم علاقة بالمجال؟
– كإعلامية متضررة للغاية بسبب دخول بعض ممن لا ينتمون للمهنة في المجال لأن تدني لغة الحوارأصبح لا يمكن السكوت عليه خصوصا أن الالفاظ التي تقال عبر الشاشات أصبحت تخدش الحياء، فضلاً عن انتشار لغة الصراخ والاستعراض الإعلامي تؤدي لحالة استقطاب وانقسام حاد بالمجتمع على غرار ما حدث في الإعلام اللبناني الذي تحمل مسئولية الحرب الأهلية، فمن يتحدثون عن ثورة 25 يناير باعتبارها مؤامرة يقومون بإهانة الجيش الذي شارك في الثورة بالإضافة إلي شق الصف الثوري لأن من قاموا بثورة 30 يونيه هم جميع التيارات التي شاركت في ثورة 25 يناير باستثناء أعضاء جماعة الأخوان المسلمين.
*قدمت عدة برامج تليفزيونية بينها برامج صباحية، فكيف ترين تجربتك مع البرامج الصباحية ولماذا توقفت عنها؟
– في وقت معين كان مهم تقديم برنامج صباحي يتوجه لشريحة معينة من المجتمع قبل ثورة 30 يونيه، فعندما كنت اقوم بالنزول لميدان التحرير كنت التقي سيدات مصريات نزلن إلي الشارع بناءاً على حديثي في البرنامج، فالبرنامج الصباحي يتوجه إلي السيدات الغير عاملات والطلبة الحاصلين على أجازة على العكس من البرامج المسائية التي أصبحت أكثر رواجاً ومتابعة من الجمهور.
*ما الفارق بالنسبة لك بين تجربة العمل الصباحي اليومي في “صباحك يا مصر” وبرنامجك “مع أهل مصر”؟
– فارق كبير في العمل، فالبرنامج الصباحي كان يتم العمل فيه على مدار الأسبوع وتبدأ دورة عمله من الخامسة صباحاً خاصة أن مدته تصل إلي 3 ساعات وهو بمثابة جهد عسكري وأفادني كثيرا على المستوي الشخصي حيث خلق لي علاقات مع مصادر وشخصيات مختلفة وعرفني للجمهور المصري بشكل جيد أما البرنامج المسائي فمشكلته هو البحث عن الانفراد والتنوع في المحتوي والسعي نحو التميز للبحث عن مكانة متميزة.
*هل تضعين الإعلانات في اعتبارك؟
– اهتم بها لأعرف ما هو البرنامج الذي يحصد أكثر نسبة مشاهدة، فاستمرار البرنامج المسائي يعتمد على الإعلانات، والمفاجئة أن الفقرات التي تحصل على أكثر نسبة مشاهدة هي الفقرات الإنسانية، وفي برنامجي أحرص في الحلقات الثلاثة التي أقدمها أسبوعيا على أن يكون هناك فقرات إنسانية لتكون صوت الناس التي تتابع البرنامج بالإضافة إلي استضافة مسئول كبير سواء كان وزير أو رئيس لحزب مهم.
*كيف تقيمين المنافسة مع باقي برامج التوك شو؟
– المنافسة في التوك شو كبيرة، وهناك أسماء لها جمهورها، والجمهور يعتمد في متابعة البرنامج على اسم المذيع الذي يقوم بتقديمه، لكون الجمهور أصبح يقوم بالفرز ويتابع البرنامج ويقوم بالفرز حسب توجهات المذيع.
*أي من المذيعين تفضلين متابعته؟
أحب مشاهدة لميس الحديدي، محمود سعد، وائل الإبراشي، ومنى الشاذلي، بالإضافة إلي الإعلامي الكبير يسري فوده الذي حزنت كثيراً لتوقف برنامجه.