أعرف جيدا عزيزي القارئ انك تحفظ هذه الأغنية رغما عنك … ربما لأن أطفالك في بعض الأحيان يرغمونك على تشغيلها على اليوتيوب، و تجد نفسك متعجبا من الفنان حمادة هلال يرى أن لون سبونج بوب أصفر كموني. و أحيانا يرغمك أطفالك على مشاهدة ال 365 حلقة لعام 2015 التي أذيعت على MBC3 دفعة واحدة معهم، كنوع من التواصل و الترابط الأسري و مشاركة الاهتمامات …. فتجد نفسك تلقائيا تتأمل شخصية سبونج بوب لدرجة أنك ترى نفسك فيها و تصير متوحداً معها…
أعلم أنك الآن موقن أنني أعاني من كوكتيل أمراض نفسية نتيجة التعرض القسري لمشاهدة هذا الكائن لفترات طويلة.
ولكن رجاء خدني على قد عقلي، و اشتري مني، و اعتبر أن هذا المقال هو نوع من الفضفضة بين الأصدقاء، نعم أنا سبونج بوب، و أنت أيضا سبونج بوب…
هذا الكائن الضعيف المغلوب على أمره في معظم المواقف، ما هو إلا موظف مطحون يعمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة. و قد استقر في وجدانه أن هذا العمل هو أسمى أهداف حياته لدرجة أنه يعاقَب بحرمانه من العمل و قد يبكي تأثرا في يوم الأجازة… في المقابل يستغله صاحب العمل البخيل بكل صورة ممكنه، و لا يراعي فيه ضميرا مهنيا و لا أخلاقيا.
سبونج بوب لا يجد الوقت ليتفكر أو يتسائل ما قيمة هذا العمل الذي أؤديه؟ و ما الذي تضيفه هذه الوظيفة لحياتي؟ بل ما الهدف أصلا من وجودي في الحياه؟
إن تكوين هذه الشخصية أصلا يعطيك انطباعا أنه مصبوب في قالب، يرتدي ملابس متحفظة بل متصلبة (بنطلون مربع و رابطة عنق) مع انه في الأساس طفل أو بالكاد مراهق.
هل سألت نفسك ماذا سيفقد العالم إذا لم تجد مطاعم الوجبات السريعة عمالاً؟ بل ماذا سيفقد العالم إذا اختفت مطاعم الوجبات السريعة أصلا؟
و الآن… ألا يذكرك سبونج بوب بشخص ما؟ ألم تتسائل أبدا عزيزي القارئ ماالهدف من العمل الذي تؤدية ؟ لماذ تصحو مبكرا عل غير رغبتك، وترتدي ملابس لا تريحك لتهرول للحاق بعمل لا تدري بالتحديد ما الجدوى منه؟
ألا تشعر أنك تدور في دوائر متشابهة متكررة، ألست تعمل في مؤسسة توظف الآلاف مثلك، و انت لا تدري بالتحديد لماذا فرض عليك التحديق لساعات في جهاز كومبيوتر داخل علبة مربعة داخل علبة أكبر تمثل المؤسسة التي وظفتك؟ تغادر العمل كل يوم لتنحشر في باص أو سيارة لمدة ساعتين في المتوسط لتعيد الكرة كل يوم كي تحصل في نهاية كل شهر على حفنة جنيهات تكفي بالكاد لسداد بضعة فواتير و بعض الديون؟؟؟
هل فكرت أبدا في أن تهجر الوظيفة لتطارد حلما راودك؟ لتفعل شئ يمثل شغفا حقيقيا ؟؟؟
أتمنى أن يأتي اليوم الذي أخرج فيه من إطار شخصية سبونج بوب و أصير يوما رودي تابوبي نجم حلقات عالم الطباشير ….. هل تعرف عالم الطباشير ؟؟؟؟؟ سأحكي لك عنه في المرة القادمة.