مينا فريد يكتب : يؤيدون حجب متى المسكين و يقولون .. نتضامن مع إسلام بحيري

مينا فريد
مينا فريد

يضحكني تماما موقف بعض الأصدقاء المسيحيين المصريين الذين يدافعون على صفحاتهم عن إسلام بحيري .. ليس لأنهم مسيحيين و لكن لأنهم معروفون التوجه الميال للتراث و الطقوس و كل ما يمس هذه النقاط – غير العقائدية – يتهموه بالهرطقة … عموما سنذهب معكم في رحلة قصيرة ..

(1)

يحب العديد و العديد من الشباب و الشيوخ الأب متى المسكين.. الراهب المتصوف المصري.. صاحب الفكر المستنير الذي تتلمذ على يديه العديد من رجال الكنيسة المصرية حتى البابا شنودة الثالث نفسه.. الرجل الذي علّم العديد و العديد من الأجيال التسامح و قبول الآخر بإختلاف طوائفه و أديانه و تعرض أثناء حياته و حتى بعد مماته لتضييق على أفكاره و كتابته.. وصلت أن يتم حجبها في مكتبات الكنائس .. بقرار شفوي و ليس كتابي حتى لا يؤدي هذا إلى تمسك الأجيال الجديدة بفكره أكثر..

(2)

كان الأب متى يرى أن التربية الروحية هي الدور الرئيسي والوحيد للكنيسة، وأن أي أنشطة أخرى اجتماعية أو سياسية هي خروج على تقاليدها، ويرى أن الرهبنة هي طريق إصلاح الكنيسة، وألا تكون الكنيسة سببا في انعزال المواطن عمليا أو روحيا، فالكنيسة لا تعادي نظاما سياسيا ولا تؤيده و لكن البابا شنودة كان له رأي مخالف.

لخصها محمد حسنين هيكل في كتابه “خريف الغضب”: “إن كليهما يمثل مدرسة في العمل.. فالبابا شنودة يرى أن الكنيسة مؤسسة شاملة مكلفة بأن تقدم حلولا لكل المشاكل وأجوبة لكل الأسئلة المتصلة بالدين والدنيا، أما متى المسكين فكان له رأي آخر وهو أن الدين علاقة بين الله وضميره، وأنه لا ينبغي أن تكون له علاقة بالسياسة.

(3)

كما كان الأب متى يريد مراجعة ما كتب في سير القديسين المتوارثة و أكد أكثر من مرة أن هناك في كتب التراث أساطير و خرافات و مغالطات تاريخية و رغم أن كل هذه الكتب كما تعلمنا إستلمناها من السلف و ليست منزلة ولا موحى بها ولا تزيد أو تنقص من الإيمان المسيحي و لكن .. -هذا ما وجدنا عليه أبائنا يعني-

كما تجرأ الأب متى المسكين و قال أن العديد من الصيامات الطقسية الأرثوذكسية المصرية يشوبها العديد من المجاملات…
و هو ما يقوموا برفضه حتى الآن..

مجال الخلاف الكنبسة الأرثوذكسية مع الأب متى سواء عقائديا أو سياسيا كتبت فيه مقالات و أبحاث و رسائل دكتوراه أيضا..
يمكنك ببساطة مطالعتها من الإنترنت ليس هذا هو الهدف من هذا المقال..

(4)

في قصة مشابهه تكلم عنها العديد من الكتاب خاضت الكنيسة المصرية القبطية صراع حقيقي على كتاب د/ يوسف زيدان عزازيل .. لأنه تجرأ و قال أن المسيحيين قديما كانوا يضطهدون الوثنيون .. رغم أنها حقائق تاريخية لا تقبل المغالطات…

ولكن هذا ما وجدنا أبائنا عليه..جميع عصورنا مضيئة و نحن كنا مضطهدين فقط.

لا داعي للتذكرة بكتاب نيافة الأنبا بيشوي – رجل الصدامات و الأزمات الأول بين رجال الكنيسة المصرية – للرد على خرافات يوسف زيدان .. كتاب ساذج الحقيقة .

عزيزي المسيحي السلفي الملتزم ..

يقول المثل الشعبي الشهير .. “اللي بيته من إزاز” لتتركوا الصراع بين مؤيدي إسلام بحيري و معارضيه و شأنه.. لأنكم – سبحان الله- لا تقبلوا أي نقاش في شئ تم توارثه و إستلامه.

يمكنكم التواصل مع الكاتب من هنا

اقرأ أيضًا:

مينا فريد يكتب : سنسمي هذا المقال هابي نيو يير

  مينا فريد يكتب: عن النصابة التي لا ترتدي البنطلون 

مينا فريد يكتب: إيجيبت إز سيف.. كمان سيف

مينا فريد يكتب: شريط كوكتيل الشتا

مينا فريد يكتب: أرض الخوف

مينا فريد يكتب: ستة عشر ساعة عادية في حياة مصري عادي

مينا فريد يفسر: كيف حقق “مفيش صاحب يتصاحب” 13 مليون مشاهدة؟

مينا فريد يكتب: رامي جلال عامر والبرادعي الذي في الكتاب المقدس

مينا فريد يكتب: البحث عن باسم يوسف

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا