كيرلس عبد الملاك يكتب: الأقباط وإسلام بحيري!‎

كيرلس عبد الملك
كيرلس عبد الملاك

يتضايق مسلمون كثيرون من دفاع أقباط عن إسلام بحيري ويتهمونهم بالتدخل في قضية لا تعنيهم، لاعتبارها قضية إسلامية بحتة ليس لغير المسلمين أن يدلوا بآرائهم فيها، بل خرجت بعض الانتقادات من أقباط لهذه التوجهات القبطية التي اعتبروها لا تناسب توجهات الكنيسة الأرثوذكسية ضد الأب متى المسكين، وعن هذا التدخل القبطي في قضية إسلام بحيري لابد من إيضاح بعض النقاط التي قد تكون غائبة عن المنتقدين سواء من المسلمين أو الأقباط.

أولاً: من الأسباب العظمى التي دفعت الكثيرون من الأقباط إلى الدفاع عن إسلام بحيري، أن الدين الإسلامي يتحكم في التشريعات والقوانين المصرية المطبقة على جميع المصريين بمختلف توجهاتهم الدينية، فهو دين الدولة ومبادئه هي المصدر الرئيسي للتشريع، بعكس الدين المسيحي الذي لا يطبق إلا على المؤمنين به بإرادتهم الخالصة، فلو افترضنا أن دولة ما وضعت الشريعة المسيحية مصدراً رئيسياً للتشريع، يكون من حق كل مواطنين هذه الدولة أن ينتقدوا هذه الشريعة الدينية إذا جنحت إلى العنف أو التشدد لأن بها مصيرهم التشريعي والقانوني والمجتمعي.

ثانياً: إسلام بحيري انتقد التراث الإسلامي المتشدد الذي يدعو إلى الغزو والاغتصاب والقتل والتكفير، لكنه في نفس الوقت تمسك بأصول الدين المتسامحة مشدداً على قبول الآخر، وهذا ما دعا أقباطا إلى تأييده لأن هذا التراث يمس حياتهم التي يشتركون فيها مع المسلمين، هذه الحياة التي يحرصون على أن تكون سالمة متسامحة آمنة، بينما إذا فحصنا التراث المسيحي لن نجد كلمة واحدة تدعو إلى كراهية الآخر، بل سوف نجد ما يدعو إلى المبالغة في التسامح وصولاً إلى محبة الأعداء ومباركة اللاعنين والإحسان إلى المبغضين والصلاة لأجل المسيئين، ما يراه غير المسيحيين صورة ملائكية يصعب الوصول إليها على الأرض.

ثالثاً: بعض المنتقدين من الأقباط صوروا العلاقة بين الأزهر وإسلام بحيري في تشابه مع علاقة الكنيسة المصرية بالأب متى المسكين، لكن إذا نظرنا نظرة صادقة سنجد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم تقاضي الأب متى المسكين، ولم تجرده من كهنوته، ولم تنفيه عن ديره رغم ما كتبه في كتبه من انتقادات لاذعة للعقيدة المسيحية وصلت إلى حد الهرطقات والبدع، واكتفى البابا شنودة الثالث الراحل بتأليف كتاب يرد فيه عليه فيما وصفه بـ “البدع الحديثة” ولم يذكر اسم الأب متى في أي من أجزاء هذا الكتاب احتراماً وتقديراً لشخصه، وفوق ذلك زار البابا شنودة دير القديس أنبا مقار الكبير واستقبله الأب متى المسكين بسعة قلب ومودة، بمقارنة هذه الصورة بعلاقة الأزهر بإسلام بحيري لا يمكننا إيجاد أي وجه شبه بين الصورتين، وعلى القارئ أن يستنتج.

ايضاً منعت الكنائس القبطية كتب الأب متى المسكين من مكتباتها لوجود شذوذاً عقيدياً واضحاً فيها وليس كراهية له ولا لأنه يعارض التشدد، أعتقد أن هذا أبسط حقوقها في متابعة المادة الدينية المعروضة داخلها، فمكتبات الكنيسة ليست مكتبات عامة لعرض جميع الكتب إنما مكتبات دينية تمثل فكرها الخاص، وهذا ما يحدث في جميع مكتبات الكنائس على مستوى العالم، وبرغم ذلك يعرض دير القديس أنبا مقار الكبير “الأرثوذكسي” كتب الأب متى المسكين الذي يعتبر واحداً من آباءه المعاصرين.

إذن فالأب متى المسكين لم يكن ثائراً على التشدد المسيحي، ولم تتعامل الكنيسة معه بالحرم الكنسي أو المقاضاة القانونية، كما أنه يحتفظ بمكانته الرهبانية الكبيرة في ديره إلى وقتنا هذا، وتبقى الكنائس القبطية محتفظة بحقها في منع عرض كتبه داخلها دون كراهية له، وهذا يختلف اختلافاً كلياً عن تطورات قضية إسلام بحيري التي تابعها جميع المصريين في الآونة الأخيرة.

بعد ما جرى في الجلسة الأولى لمجلس النواب هل توافق على البث المباشر للجلسات؟ للمشاركة من هنـا

اقـرأ أيـضـًا:

33 لقطة من أولى جلسات برلمان الـ 596 نائبًا

سهير رمزي تكشف تفاصيل محاولة اغتصابها

30 صورة من عزاء ممدوح عبد العليم

10 ملاحظات حول دفاع محافظ السويس عن تصريحات “الصواريخ والرياح”

القائمة المبدئية للدراما الرمضانية 2016

بعد واقعة “حريق فندق دبي”.. هؤلاء أيضا دخلوا السجن بسبب “سيلفي”

مباريات الدوري بصوت جابر القرموطي ويوسف الحسيني !

إعلام.أورج يرصد أبرز 93 حدثاً إعلامياً في 2015

عمرو قورة : نسعى للوصول بالنجوم العرب للعالمية

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا