خلاصة تجربة ..كغيري من الناس لدي أخطاء وعيوب يعرفها كثر لكن أن تبدي رأيا مخالفا لإثبات حقك أو تتمسك بمبدأ يزيدك إحتراما وتقديرا علي الأقل أمام نفسك فهذا أمر بات مكلفا جدا هذه الأيام ، أن تحاول – قدر الإمكان – وقف الظلم عنك وعن زملاءك في المجال الذي تعمل به هو سلاح ذو حدين ، إما أن يرفع عنكم الظلم أو أن تصلك الرسالة التالية من الطرف الآخر ” إعمل ما شئت فالنتيجة تتحملها وحدك لأن الباقي خانع قانع مستكين ، مستسلم لظلمنا مهما تجاوزنا “.
أن تقوم هذه الايام بدور الشهم فشهامتك مقصورة عليك لأنك لن تجد من يدعمك وإن وجدته فهو متردد أو لا حول له ولا قوة ، وربما يبحث عن شهامة الآخر ،فهو لم يبذل جهدا لقياس شهامته أمام نفسه ، من الممكن أن يكون بعضهم نبت طيب لكن لم يحن الوقت بعد لتحمل مسئولية شهامته ، أما الكارثة الكبري فهي زملاءك في مهنتك..أي مهنة .. ، نعم موقف هؤلاء المتخاذل يكون كارثة بمعنى الكلمة ، تخيل انك دائما تتحدث مع زملاءك عن العدل لكن الظلم قائم بينكم ، نتحدث عن المساواة فيما الوساطة والمحسوبية متفشية ، نتحدث عن المكاشفة والمصارحة وفي أنفسنا مداهنة وممالقة ومخادعة ، نتحدث عن الإبداع والإبتكار والإتقان والإجادة وفي قرارة النفس الإبادة والتقليد والفشل والإستخفاف ، نتحدث عن السمو والإحترام والمكانة والمهابة وننتهج الإذعان والخضوع والمهانة والذل ، نتحدث عن الشجاعة والرجولة والنخوة والبطولة وفينا الجبن والإنهزام والتردد والتراجع ، نتحدث عن القوة والبأس والصلابة والقيادة ويملؤنا الضعف والوهن والخوف والعجز ، نتحدث عن المروءة والأصالة والإقدام والنبل ونحن في قمة السماجة والفرقة والمهانة والخسة ، نتحدث عن الأخلاق والأدب والسماحة واللطف ولا نري في ذاتنا إلا الخلاعة والتطاول والخشونة والغلظة ،نتحدث عن أشياء لا قبل لنا بها .
الحل أن ينخرط الخائف علي ضميره ومن ضميره في منظومة المصالح والنفاق والتطبيل لولي النعم أو صاحب المؤسسة التي يعمل بها أو الوزير الذي يتبعه ، إنخرط برغبتك وإلا ستنخرط غصباً عنك ، أدخل في شلة ، كون لنفسك شلة ،تظاهر أن لك شلة ، تكلم دائما عن الشلة ، دافع بما ليس فيك عن الشلة ، الشلة هي مصدر قوتك في هذا الزمن ، نافق وهادن وألعب على الحبال ، كن غيرك ولا تكن نفسك ، بدون الشلة ستجد صعوبات ..ستنجح أكيد لكن بعد عناء السنين…لكنه نجاح بطعم تاني خالص ..نجاح الأمل والتواضع وتحقيق الذات ورضا النفس ، نجاح بطعم لا تعرفه الشلة ولا يمكن أن تحققه ..لو أردت النجاح المزيف والسريع ادخل في الشلة ، لو أردت نجاح نفسك وتحقيق ذاتك بكل إحترام ابعد عن الشلة ..لكن للأسف الغالبية تسعي إلى الشلة .
هذا مرض العصر ….تجربة مررت بها ..ينصحك الزملاء أن تكون جزءا منهم أسأل بدوري كيف وأنتم مسخ ؟ ينصحك الزملاء مرة ثانية بضرورة الاندماج أسأل كيف وأنتم في شقاق بعيد؟ ..ينصحك ثالثا ..تعالى أقعد معانا ..إحنا شلة فلان وفلان وفلان ..رفضت النصيحة خلااااااص التالتة تابتة أنت مع نفسك .ابحث عن شلة لك وإلا هتشيل الشيلة وحدك ويبدو أني شلتها بالفعل وحدي …نحن بين خيارين إما الشلة أو الشيلة ..أختر ما يوافقك ويريح ضميرك مهما كانت التكلفة .. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا.