دخلت شركة «برومو ميديا» مؤخرا بقوة فى المجال الإعلامى، لتمثل العديد من الكيانات الإعلامية الكبرى، سواء المرئية أو المطبوعة، ومنها قناة «أون تى فى» و«دريم» و«التحرير» و«الأهلى»، بالإضافة لتعاقدها مع قناة «الحياة»، لذلك كان لزاما الحوار مع رجل الأعمال إيهاب طلعت رئيس مجلس «برومو ميديا»، لمعرفة سر ذلك الوجود القوى، وأهدافه، وتأثيره على المنظومة الإعلامية فى مصر والوطن العربى أيضا، وماذا لديه بشأن زيادة حصة الإعلام المصرى من الإعلانات.
ويتحدث «طلعت» خلال حواره أيضا عن عقد الوكالة الحصرية بين شركة «برومو ميديا» وشبكة تليفزيون الحياة المملوكة للدكتور السيد البدوى، الذى تم توقيعه بفندق مينا هاوس، وسط مشاركة نجوم الفن والإعلام والمجتمع، والخطط الجديدة لتطوير القناة.
دخلت شركة «برومو ميديا» السوق بقوة فى الفترة الأخيرة.. كيف تم التخطيط لذلك؟
شركة «برومو ميديا» أعرق وأقدم شركة إعلان فى مصر، لذلك دخولها السوق المصرى لم يكن مفاجأة على الإطلاق، لكن كل ما حدث هو أنه تم إعادة التخطيط لها من جديد، فنحن موجودون منذ البداية، لكننا منذ عام خططنا لتعود الشركة بقوة مثل سابق عهدها، فنحن نمثل أكبر الوسائل الإعلامية فى كل جانب، سواء المرئى أو المطبوع أو الإلكترونى، وعلى سبيل المثال، فالشركة تمثل شبكة تليفزيون الحياة وهى الشبكة رقم واحد فى مصر، كما تمثل أيضا مجموعة قنوات دريم العريقة والرائدة فى مجال الفضائيات، وأيضا قناة التحرير القادمة بقوة، والتى ستفاجئ جمهورها قريبا، إضافة إلى «أون تى فى»، عروس القنوات الإخبارية والسياسية فى مصر، والتى تتمتع بدرجة مهنية كبيرة، ونمثل أيضا عروس قنوات الرياضة والتى لها طابع ومذاق خاص وهى قناة «الأهلى» الرياضية.
وبالنسبة للصحافة نمثل الكثير من الوسائل الإلكترونية والمطبوعة، أكبرها موقع «اليوم السابع» الذى نفتخر به جميعا كمصريين، والذى يشرفنا ليس فى مصر فقط، وإنما فى الوطن العربى بأكمله، فهو فخر لكل مصرى، وأيضا جريدة «المصرى اليوم» أقدم الجرائد المستقلة، والجريدة الصاعدة بسرعة الصاروخ «الوطن»، إضافة إلى جريدة «الشروق» المتميزة.
لماذا جمعتم أكبر عدد من المحطات الفضائية والصحف المطبوعة والإلكترونية، وما هى خطتكم للتعامل مع تلك الوسائل الإعلامية الكبرى؟
نحن شركة تمثيل وسائل إعلانية، ونحاول التنسيق مع القائمين مع تلك الوسائل ومع أصحاب الفضائيات والمطبوعات، لنزيد من نسبة الإعلانات، وهذا هو ما نطمح له، حيث إن هدفنا زيادة حصة الإعلام المصرى من الإعلانات بشكل كبير، ونطمح فى وجود الاستقرار بمصر مؤخرا وألا تقل حصة مصر من الإعلانات عن %50 إن لم تكن أكثر.
وماذا بشأن التنافس بين قنوات التى تعاقدتم معها مثل «الحياة» و«دريم» و«التحرير»، كما وجرائد «اليوم السابع» و«المصرى اليوم» و«الوطن» و«الشروق»؟
نحن لم نتعاقد مع عدد كبير من الصحف، فهناك الكثير من الصحف الكبرى الموجودة فى مصر لم نتعاقد معها مثل، الأهرام والأخبار والجمهورية والوفد وغيرها، فحصتنا لا تزيد على نسبة ٪24 من السوق، لكننا حريصون على وجود فرق بين كل وسيلة، كما أن كل وسيلة لها الفريق الخاص بها، ونحن لدينا خبرة كبيرة فى هذا المجال، ولسنا أول شركة تمثيل إعلانى فى مصر والعالم تضم أكثر من وسيلة إعلامية منافسة، وخبرتنا تؤهلنا لفعل هذا بشكل حرفى ومميز.
ألا تخشى من سوء تقدير أوضاع السوق، وما يمكن أن يواجهه من مفاجآت فى الفترة الحالية؟
الإنفاق الإعلامى فى مصر فى تزايد مستمر منذ عام 2011 رغم كل الاضطرابات السياسة الموجودة على الساحة المصرية منذ اندلاع ثورة 25 يناير، كما أن شركة «برومو ميديا» هى إحدى الشركات التابعة لمجموعة «برومو ميديا» القابضة، ولديها خبراء متخصصون فى عمل دراسات الجدوى، والوقوف على آليات السوق وطبيعة اقتصادياته، كما أؤكد أن الدراسات تمت بناء على الوضع الحالى والسابق للسوق، وأيضا ما يشجع أكثر الزيادة المستمرة فى السوق الإعلانى بنسب تتراوح من 18 لـ%22 سنويا، على الرغم من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى التى مرت بها البلاد فى الفترة الأخيرة، ومن المتوقع زيادة هذه النسبة مرة أخرى عام 2015 بعدما زادت نسب استقرار الأوضاع فى مصر، خصوصا بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية فى الربع الأول من مطلع العام المقبل، الأمر الذى سينعكس إيجابيا بالطبع على سوق الإعلام والإعلان بالإيجاب.
هل تعتقد أن زيادة نسب الإعلان فى مصر منذ عام 2011 جاء بسبب انجذاب المشاهد لمشاهد البرامج السياسية؟
بالطبع هذا تسبب فى زيادة نسب المشاهدة فى تلك الفترة، لكن لا ننسى أنه كان هناك تعثر اقتصادى وقتها من دوره أن يخيف المعلن، إلا إذا كان يرى أن مصر لها من المكانة ما يسمح لها بالاستقرار سريعا، بل يسمح أيضا بزيادة الاستثمار فى بعض الجوانب المختلفة للإعمال بها.
وما توقعاتك للسوق الإعلامية والإعلانية فى عام 2015؟
أؤكد أنه سيحدث طفرة على المستوى الإعلامى والإعلانى وأيضا مستوى الإعلام الرسمى، لأن جناحى الإعلام فى مصر هو الإعلام الرسمى والإعلام الخاص، ويجب أن تكون المنافسة بين القطاعين الخاص والرسمى، لأن كل ذلك يصب فى مصلحة المشاهد ومصلحة السوق الإعلانى المصرى فى النهاية.
ماذا عن خططكم بالنسبة لقناة «الحياة» و«أون تى فى» فى الفترة المقبلة، خاصة فى تغطية الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
بالنسبة لقناة «أون تى فى»، نحن نضع خطة بالاشتراك مع ألبرت شفيق، رئيس مجلس إدارة القناة، لفترة الانتخابات البرلمانية المقبلة التى ستكون مزدهرة جدًا بالنسبة للسياسة والأخبار، و«أون تى فى» أعدت خطة رائعة للتغطية الإخبارية فى تلك الفترة والانفرادات التى اعتادت عليها القناة منذ ظهورها، كما أنها ستبهر المشاهدين أيضا بتقنيات حديثة ستكون مفاجأة فى الفترة المقبلة.
وبالنسبة لمجموعة قنوات الحياة، وهى القناة الأولى فى مصر والتى ما زالت تعتلى عرش الفضائيات، فإن الخطة تم وضعها، ومستمرون فيها بالتنسيق مع فريق عمل قناة الحياة، حيث إن الاجتماعات مستمرة بيننا وبين رئيس قنوات الحياة محمد سمير، والدكتورة منى البدوى نائب رئيس مجلس الإدارة، وأعتقد أن قناة الحياة ستحافظ على التوازن المعتاد فى البرامج السياسية والترفيهية المحببة لجموع المشاهدين على حد سواء، بالإضافة إلى الدراما التليفزيونية بكل أشكالها، والمعروف عن قناة الحياة أنها بيت الدراما التليفزيونية، حيث ستفاجئ المشاهدين بشكل كبير خلال شهر رمضان المقبل.
هل تعتزم قناة الحياة إنتاج مسلسلات تليفزيونية لشهر رمضان المقبل إلى جانب البرامج الترفيهية؟
قناة الحياة ستفاجئ جمهورها بانفرادات غير مسبوقة فى الدراما الرمضانية، ومن المقرر أن تعلن القناة عن تلك المفاجآت بداية العام الجديد، بالتزامن مع حملة تسويقية ضخمة لها، وهى عبارة عن مجموعة كبيرة من البرامج الترفيهية، إضافة إلى الأعمال الدرامية، بالإضافة إلى مفاجآتها التى ستقدمها لمتابعى الانتخابات البرلمانية من تغطية مميزة ولحظة بلحظة كما عودت مشاهديها فى الفترة السابقة خاصة بعد ثورة 25 يناير.
هل فى خطة قناة الحياة الجديدة تقديم برنامج اكتشاف مواهب جديد بعد برنامج «صوت الحياة» الذى قدمته عام 2012؟
يتم الآن التنسيق لمعرفة الخطة للبرامج الترفيهية لاكتشاف المواهب، حيث سيكون هناك برامج جديدة، والإعلان عنها بداية العام الجديد.
لماذا تراجعتم عن إنشاء قناة منوعات خاصة؟
بالفعل تراجعنا عن إنشاء قناة منوعات خاصة بنا، كما أعلن المهندس نجيب ساويرس خلال حفل شراكة قناة «الحياة» وشركة «برومو ميديا»، وسنجمد تلك الفكرة تماما، لأننا استبدلناها بتلك الشراكة الجديدة مع قناة الحياة وهى القناة الأولى فى مصر كما قلنا من قبل.
ما احتمالات تدخل شركة «برومو ميديا» فى السياسية الإعلامية الخاصة بالوسائل الإعلامية المتعاقدة معها؟
لا يوجد شىء اسمه التدخل فى سياسة أى وسيلة إعلامية، وهو مرفوض تماما، فكل وسيلة لها سياستها الخاصة ورسالتها الإعلامية التى تقدمها، ونحن نعطى رأياً فقط، ويكون فى الغالب استشارياً، لأننا نفصل بين الإعلام والإعلان، فرأينا يتعلق بطبيعة المواد التى من الممكن أن تزيد من نسبة الإعلانات أو العكس، فتدخلنا يكون فى صميم اختصاصنا فقط.
هل من الممكن أن يشارك إيهاب طلعت والمهندس نجيب ساويرس فى سلسلة قنوات «الحياة» لاحقا؟
مطلقا، هذا المقترح لم يطرح علينا وليس فى خطتنا على الإطلاق. أعلن خلال حفل توقيع العقد مع «الحياة»، أن خطة تطوير الإعلام المصرى له جانب وطنى وجانب تجارى، ماذا عن ذلك؟ – الموضوع وطنى وتجارى، فالدكتور عنده قلب لكنه مهنى، وعندما يجرى أى عملية جراحية، فهو يفعل ذلك بمهنية وحيادية، رغم امتلاكه قلبًا أيضا، لكن الفكرة هى كيفية استخدام إمكانياتك المهنية فى رفعة مستوى بلدك، فتستفيد البلد وفى الوقت نفسه يستفيد جميع العاملين فى السوق الإعلانية.
وهل تطلب شيئا من الدولة بشكل عام والرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل خاص للمساهمة فى تطوير السوق الإعلانى فى مصر؟
أطلب من الرئيس عبدالفتاح السيسى شيئا من الممكن أن يكون غريبا أو مفاجئا، وهو الاهتمام بالإعلام الرسمى حتى يعود لسابق عهده من جديد، ليحصل التنافس والتكامل بين الإعلام الرسمى والخاص، وعلى جميع العاملين بالإعلام أن يتكاتفوا لعودة الإعلام الرسمى لسابق عهده، خاصة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لتعود له مكانته وريادته من جديد، ليصب ذلك فى النهاية فى مصلحة مصر.
نقلًا عن “اليوم السابع”