انتقد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، ترويج وزارة الري لمشروع جديدٍ باعتباره بديلاً عن مياه النيل، لاسيما وأنها لم تنتهِ من المفاوضات المتعلقة بـ”أزمة سد النهضة” مع الجانب الإثيوبي، مُشيراً إلى ما أطلقت علية الوزارة “خزان النوبة” ما هو إلاّ لتهدئة الرأي العام قبل الذكرى الخامسة لثورة يناير.
وأضاف عيسى، خلال برنامجه “مع إبراهيم عيسى” المُذاع عبر فضائية “القاهرة والناس” مساء اليوم الاثنين، أن مسئولي الدولة مازالوا يتعاملون مع الشعب بنفس الأساليب القديمة في مواجهة الأزمات، وعادة ما تكون أساليبهم محصورة في إطلاق الشائعات، والترويج لمشاريع وهمية، متابعاً: “اتعودنا منهم كل مناسبة هتيجي هيظهرولنا شوية إيجابيات، ويقولوا هيخضرولنا الصحرا، ودي الطريقة اللي ودتنا في داهية”.
ووصف عيسى، مشروع خزان النوبة بـ”الوهم المطلق” الذي يُصر وزي الري على بيعه للشعب، لنيل ثقة الرئيس، مُشيراً إلى أن هذا المشروع سبق وأن قامت جماعة “الإخوان المسلمين” بالترويج له إبّان حكمهم، حيث أطلقت عليه مشروع “النهر العظيم”، ولكن قامت وزارة الري آنذاك بتكذيب المشروع عن طريق تحليلاتها ومستنداتها التي أظهرتها في الإعلام.
واستنكر مُقدم برنامج “مع إبراهيم عيسى”، الإعلان عن هذا المشروع في هذا التوقيت من قِبل وزير الري، لاسيما وأنه لازالت مفاوضات ازمة “سد النهضة” قائمة، متسائلاً: “هل دا توقيت سياسي أو حتى منطقي تعلن فيه عن مشروع زي دا؟”.
وأكد أن إظهار هذا المشروع والترويج له بشكل مٌبالغ فيها إعلامياً في الوقت الراهن، سيعطي انطباعاً لدى إثيوبية بأن مصر لا حاجة لها لمياه النيل، مُضيفاً: “أنت كدة بتتحدهم بشكل واضح وصريح وبتقولهم أنا مش محتاج الميه بتاعتكم.. وأنت أصلا مش عارف توصل معاهم لسه لحل في المفاوضات اللي انت رافض تعلن عن نتايجها لحد دلوقتي”.
وتابع الكاتب الصحفي، “التهليل لمشروع دا قبل الاستعانة بخبراء أو حتى مُحللين هو هو نفسه التهليل من أنصار الإخوان لما أعلنوا عن مشروع “النهر العظيم ودا شيء ميدعوش لأي تفاؤل”، مُعلقاً: “التهليل للانتصارات الوهمية دائماً ينتهي بنا بكوارث وانتكاسات سريعة”.
وطالب بضرورة مُحاسبة وزير الري للترويج عن هذا المشروع الوهمي في الوقت الراهن، مؤكداً أن الوزير الحالي “فاشل” وتواجده في منصبه خاطئ فادح.