(1)
مارس 2015
فندق فورسيرون الشهير على نيل القاهرة
قناة التحرير في ثوبها الجديد تحتفل بالتعاقد مع وكالة بروموميديا وممثلها الخبير الإعلامي العائد من لندن إيهاب طلعت، وتعلن عودة برنامج البيت بيتك و وإطلاق العديد من البرامج الأخرى وإزاحة طاقم مذيعيها القديم بالكامل مع وعد – لم يتحقق- لبعضهم بالإنتقال لشاشة TeN2 المزمع إطلاقها في أبريل من العام نفسه.
في أكتوبر من العام نفسه تصبح TeN بفضل بروموميديا واحدة من ثلاث قنوات مصرية تنقل مباريات الدوري المصري عبر ستديو تحليلي يقوده كابتن مدحت شلبي ومجموعة كبيرة من المحللين وسط تحدي من بروموميديا لهؤلاء الذين غضبوا من احتكارها بث الدوري المصري حصرا للقنوات التي تعاقدت معها الشركة الشهيرة وهي الحياة و TeN فقط .
بين مارس وأكتوبر مر شهر رمضان على TeN وكأن القناة لم تستطلع الهلال، المسلسلات التي رشحتها برومو ميديا للقناة لم تحظى بإقبال جماهيري، الحصري لم يكن على المستوى المطلوب، وعمل ناجح مثل “لهفة” كان متاحا على قنوات أخرى .
طوال تلك الفترة كانت بروموميديا هي الوكيل الإعلاني لقناة ONTV التي ظلت كما هي قناة إخبارية سياسية لا علاقة لها بكرة القدم .
يناير 2016
سحبت بروموميديا مباريات الدوري وبرنامج البيت بيتك من TeN وحولت ONTV لقناة رياضية، فيما اختفى برنامج التوك شو لمدة قد تصل إلى شهرين وغير معروف بأي قالب سينتقل إلى القناة التي هُجر مذيعوها قسرا إلى ONTV لايف في وضع الإستسلام كعساكر الشطرنج فيما عدا الإعلامي جابر القرموطي الذي ضغط إيهاب طلعت لحذف مقاله عن ما حدث من موقع اليوم السابع.
(2)
يوليو 2015
اندلاع أزمة عنيفة وغير متوقعة بين مؤسسة المصري اليوم ووكالة بروموميديا لم يمنع إطلاقها العنصر المشترك بين الطرفين، وهو المهندس نجيب ساويرس، الشريك في المصري اليوم والمالك لبروموميديا، اتهامات متبادلة، أخبار وتقارير ومقالات نالت من إيهاب طلعت على صفحات المصري اليوم التي اتهمته بعد الوفاء بالتزامته المالية تجاهها، فيما قال طلعت أنه سدد بالفعل دفعة أولى عند التعاقد وأن الجريدة هي التي لم تلتزم لاحقا بخطة التطوير المتفق عليها .
هامش : تبدأ علاقة إيهاب طلعت بأي جريدة أو قناة بنفس السيناريو دائما، عرض مالي مغري للغاية، توفير أول دفعة متفق عليها بسرعة، ثم لا شئ بعد ذلك .
في تلك الفترة تقريبا كادت جريدة الوطن أن تطلب الإنفصال هي الأخرى عن بروموميديا، والعودة إلى وكالة فيوتشر المملوكة لمالك جريدة الوطن، لكن طلعت نجح في الإبقاء عليها، وساعدته صحف اليوم السابع والشروق في الصمود أمام المصري اليوم .
نصيحة : لا تحاول أن تفهم لماذا تركت جريدة الوطن وكالة فيوتشر التابعة لنفس المالك وتعاقدت مع وكالة أخرى، وبالتبعية لا تسأل لماذا لم تذهب مباريات الدوري منذ البداية لـ ONTV وبخطة مدروسة بدلا من “البهدلة” التي حدثت ولا تزال .
معلومة : بدأ عام 2016 وجريدة الشروق لا تعتبر وكالة بروموميديا وكيلها الإعلاني فيما لاتزال الخصومة القضائية ممتدة بين المصري اليوم وإيهاب طلعت وفي الخلفية خصومة أكبر مع مؤسسة الأهرام .
ملاحظة : العبارات الأكثر تداولا في سوق الميديا المصرية خلال العامين الأخيرين هي “الشيكات بدون رصيد” و “القبض لسة منزلش”.
(3)
يناير 2016
بعد أقل من أسبوعين على انتقال مباريات الدوري لقناة ONTV برعاية إيهاب طلعت، يُصدر نجيب ساويرس قرارا بترقية إيهاب صالح رئيس القناة إلى منصب رئيس مجموعة O ميديا التي تدير النوافذ الإعلامية لساويرس، فيما يحل عمرو رزق بديلا لصالح في إدارة القنوات، ويخلو القرار من أي إشارة لدور إيهاب طلعت في المرحلة المقبلة .
(4)
المقارنة الآن مطلوبة بين عدد القنوات والصحف التي استحوذ عليها إيهاب طلعت في نهاية 2014 وما دخل به عام 2016 .
العقل يقول أنه كان من المستحيل أن توفر وكالة إعلانية واحدة مئات الملايين من الجنيهات التي تعهدت بها لقنوات وصحف اضطر معظمها للتقشف وتسريح العشرات من العاملين والصحفيين الذين ظلوا طوال عام وأكثر يضربون كفا على كف ويتساءلون، هل تعمد إيهاب طلعت التعاقد مع كل هذه المؤسسات على طريقة “عشمني بالحلق خرمت أنا وداني” من أجل الهبوط بأسهمها إلى أسفل سافلين، طيب هيستفيد إيه؟ ولمصلحة من تراجع المركز المالي لكل هذه القنوات والصحف، أم أن القائمين عليها أخطأوا عندما منحوا الرجل تقديرا يفوق قدراته على جلب إعلانات بكمية غير متوافرة أصلا في السوق المصري .
(5)
لا علاقة على الإطلاق بين إيهاب طلعت والرئيس المعزول محمد مرسي، لكن قاسما مشتركا يمكن استخراجه من التجربتين، التفريط في فرصة نادرة لتأكيد القدرة على المسئولية، الإفراط في الوعود ثم التراجع والنكوص، مرسي عزله الشعب، فهل عزل ساويرس إيهاب طلعت بالفعل؟ ومن سيعوض الصحف والقنوات خسائرها، وهل لازال فكرة “الوكيل الإعلاني” فعالة أم على كل مؤسسة أن تدير أمورها الإعلانية بنفسها ؟ لكن حتى في هذا النموذج لم تنجح بروموميديا تحت إدارة طلعت في حماية ONTV من التعثر المالي ومرتبات شهر ديسمبر لاتزال في علم الغيب.
(6)
ما سبق رصد لنتائج عام كامل بدأ بمحاولة استحواذ واسعة وانتهى بأن تحولت ONTV لقناة أسمنت الممتاز، وعادت TeN لنقطة الصفر فيما الصمت يخيم على علاقة الحياة بإيهاب طلعت .
أما الأسئلة فلاتزال تتدفق.
متى يمكن أن تتخطى كل القنوات والصحف التي تعامل معها “طلعت” أزماتها المالية وتصرف الرواتب المتأخرة وتكتفى بالعدد الذي تم تسريحه من العاملين بها.
إلى أي مدى زمني يمكن أن تستمر شبكة قنوات “الحياة” مع بروموميديا في حال بقاء الوضع على ما هو عليه .السؤال السابق ينطبق أيضا على جريدة الوطن .
هل ستكفى الإعلانات المتوفرة حتى الآن لـ ONTV لتمويل خطة التجديد التي أعلنتها الشبكة ردا على ثورة جابر القرموطي، تحسين تردد ONTV لايف، حملة دعاية لبرامج السياسة، المساواة بين أهل القناة والوافدين الجدد؟
من سيسدد عن بروموميديا “الديون المتلتلة ” التي تراكمت بسبب سياسات طلعت أو على الأقل يصل لحلول وسط ترضى جميع الأطراف ؟
(7)
حق الرد مكفول.