يناير 2016 ..انجازات الثورة: شهيد وسجين وبلياتشو

هالة منير بدير

بدأ العد التنازلي لإحياء ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، التي مرَّ عليها خمس سنوات ونحن لانزال محبوسين ومحاصرين في لعبة السلم والثعبان، ما نلبث أن نحقق إنجازاً يليق بالثورة حتى يهزمنا ثعبان فساد دولة مبارك بآلة إعلامية تؤكد لنا كل يوم أننا رجعنا بالفعل لما قبل 25 يناير، في نفس الوقت الذي تصدق فيه نبوءة وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف حينما قال أنَّ “مصر مش زي تونس”!

لازالت إنجازات الثورة ماثلة في مثلث غير متطابق الأضلاع، شهيد وسجين وبلياتشو، إنجازات وحيدة تحت سطوة آلة إعلامية غاشمة وغشيمة، حيث لا تتخلى وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة عن انحدارها الدائم والمستمر في الرصد والعرض والتحليل، بداية بتناول إعلامي في أسفل سافلين ممثل في استغلال دماء الشهداء للترويج للحرب على الإرهاب، مروراً بتشويه وتشنيع لسمعة سجناء الرأي والمختفين قسرياً، انتهاءاً ب “بلياتشوهات” ملأوا الدنيا صخباً وغوغاء على الشاشات وعلى منصات البرلمان المصري .

الشهيد 1

(1) حتى 2016 إنجاز الثورة شهيد 
– شهيدة الرأي .. شيماء الصبَّاغ

كما تصدَّرت وسائل الإعلام صور شهداء ثورة 25 يناير بخلفيات موسيقية لأروع أغاني الثورة، وثقَّت شيماء الصبَّاغ شهيدة الورد “أمينة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي” صورتها كرمز لإحياء ذكرى الثورة في 24 من يناير 2015، إذ كان لكاميرات اليوم السابع الفضل في تسجيل لحظة الاعتداء بالخرطوش عليها واستشهادها، فرصدت القاتل وسلاحه ومعطف شيماء الرمادي الملطخ بالدماء، كان المشهد صادماً إلا أن غُشم الآلة الإعلامية متمثلاً في تعليق أحمد موسى جاء قاتلاً، إذ رفض أحمد موسى إطلاق لقب “شهيدة” على شيماء “محدش يقوللي إن اللي اتقتلت النهاردة شهيدة، لأن اللي قتلوها الإخوان”، نافياً أن تكون قوات الأمن هي من قتلتها، ووجَّه الخطاب إلى خالد علي “انتوا بتجيبوا الناس يتقتلوا علشان تلبسوها في الداخلية” متهماً خالد علي بالمتاجرة بدماء الناس وإسقاط الدولة، ومتهماً كل من سيشارك في تظاهرات ذكرى ثورة 25 يناير بأنه إما إرهابي أو خائن أو ممول .

دائماً ما يستبق أحمد موسى الأحداث ويدلي بدلوه مكافحاً ومجاهداً لرفع أي مسؤولية من على عاتق الدولة وتحديدا الداخلية، ليخفي الحقائق خلف ساتر من حب الوطن ومؤازرة أجهزة الدولة والتصدي للمخططات والمؤامرات، وما يثبت بعد ذلك في كل واقعة بعد التحقيقات يأتي مناقضاً لكل ما روَّج له في برنامجه “على مسؤوليتي” إذ ثبت مؤخراً تورط أحد أفراد الأمن بتعمد إطلاق الخرطوش ناحية الصباغ وقضت المحكمة بحكم ضده لمدة خمسة عشر عاما ..

ضيوف أحمد موسي : شيماء الصباغ على علاقة بالإخوان

 

السجين 2
(2) حتى 2016 إنجاز الثورة سجين ومعتقل

لم يعد علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر وأحمد دومة وغيرهم من شباب ثورة 25 يناير، وحدهم رموزاً لسجناء الرأي حتى 2016، وإن كان من ضمن هؤلاء من قد تم القبض عليه ميدانياً بتهمة التجمهر واختراق قانون التظاهر أو حتى الانضمام لجماعة إرهابية، فإن مئات غيرهم ومن بينهم عشرات الصاحفيين ليسوا بحاجة إلى التظاهر لأن التهم جاهزة وحاضرة لمجرد التعبير عن الرأي، ولكن ممارسة تلك الحرية تضعهم في دائرة الاتهام بالتحريض على العنف ونشر الفوضى وربما قلب نظام الحكم، لجنةُ حمايةِ الصحفيّين في الوقتِ الحالي قد أحصتْ على الأقل اثنين وعشرين صحفيًّا في السّجون المِصريّة،بمثل تلك التهم !

 المصور الصحفي «شوكان» 

” احنا صحافيين !! ” .. لم تغنِ استغاثة محمود أبو زيد شوكان وزميليه المصور الفرنسي ومحرر النيوزويك أنهم من الصحافيين أن تكف يد الأمن عن اعتقالهم، أثناء تغطية أحداث فض رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، إذ يتم تجديد حبسه حتى الآن لما يزيد عن عامين من السجن الاحتياطي .

إسماعيل الإسكندراني

اعتقل في نوفمبر 2015 ورغم معارضته الشديدة للجماعة المحظورة إلا أن تهمته كانت الانضمام للإخوان ونشر أفكارهم وتكدير السلم العام وذلك عند عودته من سلسلة ندوات في أوروبا، حيث ضلعت السفارة المصرية في أحد الدول الأوروبية بالإبلاغ عنه على خلفية مشاركته في أحد الندوات عن الشأن المصري .

حسام بهجت 

تم استدعاؤه من قبل أجهزة الاستخبارات العسكرية والتحقيق معه بتهمة نشر أخبار تضر الأمن القومي على خلفية نشره لمجموعة من القصص الإخبارية على موقع مدى وبعد يومين تقريبا تم الإفراج عنه لأسباب تتعلق بضغوط دولية.

عزة الحناوي 

تم استدعاؤها للتحقيق معها بعدما طالبت الرئيس السيسي في برنامجها عبر قناة القاهرة الحكومية بالتصدي للفساد عقب غرق الإسكندرية والبحيرة جرَّاء مياه الأمطار .

بحسب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فعدد سجناء الرأي في مصر قد وصل إلى 1000 سجين منهم 64 صحافي، هذا بعد خمس سنوات على ثورة 25 يناير التي قامت من أجل الحرية والكرامة الإنسانية تنتهك حريات الإعلاميين المنوط بهم تسليط الضوء على الفساد وتعريضهم لقبضة المحاكمات وظلمات السجون والقمع الأمني والتشويه الإعلامي .

البلياتشو 3
(3) حتى 2016 إنجاز الثورة “بلياتشو”

لم يعد لقب ” البلياتشو ” مقصور على مهرجي بعض برامج التوك شو ممن يُطلق عليهم “إعلاميون”، فصحيح أن المواطنين في حاجة لأخبار سارة تزيح عنهم سحابة الإحباط واليأس، لذا وجدوا ضالتهم المنشودة في عروض بهلوانية يقدمها أكثر الإعلاميين احترافية في تزييف الحقائق، ولكن بمناسبة انعقاد جلسات البرلمان المصري قرب حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، فإن الفقرات الاستعراضية ستقدّم هذه المرة على منصات البرلمان الذي جاء بوصف الكثيرين أنه سيرك أو مسرحية كوميدية لما صدر عن النواب من مواقف خرجت عن نطاق الالتزام واحترام التواجد تحت القبة، وجدير بالذكر أنه قد أشيع صدور قرار بمنع بث جلسات البرلمان، مما أثار حفيظة المواطنين لرغبتهم في متابعة أداء النواب الذين انتخبوهم، وهذا مما يخالف نص المادة 120 من الدستور التى جعلت الأصل هو علانية الجلسات والاستثناء هو عقدها سرية كما أن هذا القرار يعد إهدار لمبدأ الرقابة الشعبية على البرلمان ..

المزيد عن إعلام ٢٥ يناير ..مشاهد باقية

شريف سعيد: خورشيد وفودة ومجدي لم يشاركوا في صناعة الكذب

عندما كتب عبد الله كمال : نلتقي بعد الثورة

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا