لا يوجد قانون أو حتى تقليد ينص على أن الإعلامي عندما يُخطئ يجب أن يغيب للأبد، بالتالي فإن عودة أي إعلامي للشاشة أمر يحدده الإعلامي نفسه أولاً ومدى قدرته على استعادة ما كان قبل الإختفاء، وأيضا القناة التي سيُطل من خلالها، أما الجمهور ومع كافة احترامنا له فدوره دائماً هو المشاهدة أو الإنصراف وليس اصدار أحكام بالغياب المؤبد.
بالتالي فالأهم من خبر عودة أي إعلامي للشاشة هو كيف سيعود، وبمناسبة الإعلان رسمياً عن عودة أماني الخياط لبرنامجها “صباح أون” نرصد 5 خطوط تميز بها أداء الخياط قبل أزمة إهانة الشعب المغربي وننصحها بالبعد عنها إذا أرادت أن يشعر الجمهور بأنها استفادت من محنة الغياب خصوصاً وأن كثيرين لم يعلموا أنها ظهرت لعدة أشهر على قناة القاهرة والناس التي غادرتها قبل رمضان الماضي ولم تعد إلا من خلال “أنا مصر” على شاشة ماسبيرو مطلع العام الجاري.
بلاش مقدمات
اعتمادها على المقدمات الطويلة وإبداء آرائها في معظم القضايا العامة، جعلها دائمة أكثر إثارةً للجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الوسط الإعلامي نفسه، بل وأوقعتها أكثر من مرة في أخطاء مهنية جسيمة، ألحقت ضرراً بالغاً بعلاقات مصر بالبلاد العربية، وظهر ذلك جلياً حين قامت بالإساءة إلى دولة المغرب، بزعمها أن الدعارة تُمثل جزءاً كبيراً من اقتصادهم، حيث أثارت تصريحاتها توتراً في العلاقات المصرية المغربية، وهو ما جعلها تعتذر بشكل رسمي عبر برنامجها آنذاك.
https://www.youtube.com/watch?v=gOoUKtWAy3U
بلاش زعيق
يبدو أن الإعلاميين المصريين يظنون أنهم حين يقومون بالصراخ ورفع أصواتهم، وإظهار انفعالاتهم خلال عرضهم لبعض القضايا، أو عند إبداء آرائهم في بعض المسائل، فإنهم بذلك يبدون أكثر إقناعاً للمشاهد، دون حتى الاكتراث بالمقولة الشهيرة “صوتك العالي دليل على ضعف موقفك”، وهي المقولة التي لم تنتبه لها “الخياط” أيضاً وهو ما جعلها في بعض الأحيان مُثيرة للسخرية، لتصريحاتها المُنفعلة الارتجالية، وكان أبرز هذه التصريحات تهديدها للمصريين حال عدم مساندتهم للرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب توليه سُدة الحكم في مصر قائلةً: “لو مساندتوش السيسي زوجاتكم هتهجركم”.
بلاش مؤامرات
لم تترك الإعلامية أماني الخياط، مناسبة إلا وتحذر المصريين من المؤامرات والحروب الكونية التي تحاك، وتُدبر ضد مصر، حيث تعرض العديد من السيناريوهات التي بالتأكيد يكون أحد الفصائل السياسية المصرية ضالعاً فيها، للإضرار بأمن واستقرار البلاد، ولكن هل من المنطقي أن يستيقظ المصريون ليشاهدوا برنامجاً صباحياً أول شيء يُحدثهم عنه المؤامرات والحروب والأخطار المتوقعة؟
بالتأكيد ستجعل هذه الأحاديث المواطنين ينفرون من البرنامج سريعاً، لاسيما وأنهم سئموا هذه الأحاديث، التي تُردد من قِبل بقية الإعلاميين المصريين في جميع برامجهم المسائية.
بلاش “مغامير”
اعتاد مشاهدو الخياط على استضافتها لمجموعة بعينها من الضيوف المعروفين بتبني مواقفها،حيث كانت تستعين بهم دائماً لتأييد تحليلاتها وآرائها الشخصية، وكان أبرز هؤلاء الذين ألفهم مشاهديها هو الداعية محمد الأباصيري، الذي استدعته لتأييد وجهة نظرها المتعلقة بـ”وجود مؤامرة على الإعلام المصري”، ورغم أن الأباصيري، مجرد داعية لا علاقة له بالإعلام لا من قريب أو من بعيد، إلاّ أنه أصر على أن هناك مؤامرة ضد الإعلام المصري، لمساندته الدائمة لرأس الدولة، وهو ما يجعلنا نتساءل ما الفائدة التي ستعود على المُشاهد من ضيف وإعلامية يرددان نفس الرأي في أيّ قضية؟، كذلك اعتادت استضافة شخص يقول أنه خبير استراتيجي واسمه عمرو عمار وسرعان ما غاب عن الشاشات بغياب الخياط.
بالتالي في حال ظهور هؤلاء الضيوف وغيرهم من نفس النمط في “صباح أون” الأسابيع المقبلة فهذا انعكاس على أن شيئا لم يتغير و أن درسا لم يستوعبه أحد .
بلاش أفورة
سيكون من الأفضل لمقدمة برنامج “صباح أون” المُنتظرة، أن تعرض القضايا والأمور خلال برنامجها دون تضخيم أو تهويل المسائل، وذلك لأن البرامج الصباحية ذات طابع خاص، حيث أن مشاهدين هذه البرامج أكثر ما يهمهم هو معرفة أخبار ما يدور في بلادهم، دون “أفورة”.
فلن يكون المشاهد في حاجة لنوبة كبيرة من اللوم والعتاب مثلاً لقيامه بشراء “الياميش” وبعض المستلزمات احتفالاً بشهر رمضان، وذلك بحجة “مخالفة دعوة رئيس الجمهورية”، بترشيد الاستهلاك، كما فعلت الخياط في إحدى حلقات برنامجها “صباح أون” وذلك قبل توقفها، وهو ما اعتبره الكثيرون آنذاك “أفورة” مُثيرة للسخرية.
https://www.youtube.com/watch?v=gpegC1MecoU