هناك شريحة كبيرة من الشباب لا يتحدث عنها أحدا…
هي ليست من حزب الكنبة.. و ليسوا ثواراً .. و ليسوا فلولاً.. و ليسوا أعضاءً في أي حزب أو إتجاه ديني…
هذه الطبقة التي كبرت و تعلمت في مدارس و جامعات حكومية.. وقت نظام مبارك..
طبقة متوسطة الدخل التي لم تتعامل مع المنظومة الطبية الحكومية الفاشلة إلا قليلا..
طبقة تمتعت بمكتبات الطفل في طفولتها و تحتوي مكتبة منزلها على مجموعة كبيرة من الكتب التي كونت ثقافتها و على أغلفتها البسيطة صورة سوزان مبارك…
طبقة لم تتعرض لمضايقات الشرطة المصرية في عز سطوة حبيب العادلي.. و لكنها لا تنكر حدوث تجاوزات كبيرة و لكنها دائما ما تبررها أو تتجاهلها عندما تعجز عن التبرير…
طبقة تعاني كل المعاناة عند تخليص ورقة من مصلحة حكومية.. و لكن طالما ورقة بمبلغ عشرون جنيها تستطيع إنهاء الأمر .. لا يوجد مشكلة.. ثم يخرجوا ليسبوا في هذا الموظف القذر…
طبقة إستطاعت أن تحجز شقة بمقدم متوسط من مدخرات الأهل و تكافح في العمل في القطاع الخاص من أجل توفير الأقساط..
طبقة متوسطة الدخل .. و الأحلام .. و الرغبة في التغيير ..
طبقة متوسطة الإهتمام السياسي و لكنها ليست جاهلة به.. طبقة لم تظهر ربما في ثورة يناير و لكنها ظهرت بشدة في ثورة يونيو.. عندما أحست بأن النظام المسيطر وقتها سيسلبها حريتها عندما أحست أن الأمر يمسها شخصيا…
هذه الطبقة لا تشكر في نظام مبارك .. و لا تطيق الثورية المطلقة الأناركية .. مهمومة بحياتها العادية و أحلامها البسيطة المضمونة التحقيق في ظل نظام مستقر…
هي لا تحلم بمصر مثل السويد و لكنها تخشى أن تكون محاولات تحويلها للسويد تنتهي بتحويلها لسوريا أو أفغانستان.. و هي تجربة كادت أن تحدث..
هي تعلم تمام العلم أن الإعلام ملئ بالمطبلاتية.. و تتعامل معهم بمنتهى الهدوء عن طريق الريموت كنترول .. و تعلم أن الشريحة الثورية ممتلئه بالمصلحجية و تتعامل معهم بالتجاهل .. و مليئة بالشباب الوطني الحقيقي و تتعامل معهم بإحترام..
طبقة لا تطيق أحمد موسى و لا تطيق قنوات الإخوان و لا تحب ليليان داوود ..
هي طبقة ليس لديها موقف ثابت من النظام الحالي .. لا تعارضه طول الخط و لا تؤيده دوما.. و لكنها تحترمة و تقدره و تثق في نظافة يده و محاولاته للعمل..
طبقة لا تقبل أن يطلق على مصر الدولة العبيطة .. و لكنها تدرك أن جهاز الكفتة كان فنكوش و يجب محاسبة المتسبب فيه..
طبقة تدرك أن مشروع قناة السويس الجديدة ليس فاشلا و لكنه لن يفتح على مصر أنهار العسل و الخير…
طبقة تتابع من بعيد أخبار التضييق الأمني على بعض الأشخاص… و مؤمنة تمام الإيمان بأن هناك الكثير من المظلومين.. تثور أحيانا .. ترغب في تغيير الواقع القاسي و الفساد و لكنها في حالها .. لن تنزل يوما ما طالما الأمر يحدث للآخرين فقط..
هذه الطبقة بدأت في ضم العديد من الثوريين السابقين.. بدأت تتأصل و تزيد.. الأمل في هذه الطبقة المتوسطة التي ترى أن مصر ستتغير لو عملنا كلنا .. لو توقفنا عن التطبيل .. لو حاولنا جاهدين تحقيق العدل .. و قضينا على الفساد…
و إن لم نقض ؟
لا يوجد مشاكل نحن لدينا منطقتنا الآمنة سنكمل فيها .. .. لربما وجدنا فرصة للعمل في الإمارات أو قطر أو السعودية لزيادة مدخراتنا… و لو ظللنا في مصر ستظل ورقة العشرون جنيها هي المخلص من كل الفساد .. و الريموت هو المخلص من كل تطبيل .. و الفيسبوك هو المنفس غن كل موقف سئ .. و التجاهل هو المخلص من كل أناركي..
المشكلة ؟
المشكلة في التحول من قصة يحدث للآخرين فقط ليحدث لي أنا أيضا .. عند التعرض لأي ظلم من أي جهاز أمني من دائرتنا المقربة ..سيتحول المواطن المتوسط لثوري يريد الهدم و ليس التعديل …
لا تنسوا المواطن المتوسط … هو الأمل في التغيير بدون مصالح شخصية.. أو أهداف تدميرية ..هو يحب الوطن على طريقته.. يحبه عن طريق حب عمله و عائلته و بيته و دراسته .. إكسبوه .. هو يريد البناء و مفعم بالأمل الهادئ.. لا تجعلوه يترك طبقته أبدا.. بظلم أو تضييق…
يطلق علية الثوار فلول .. و يطلق عليه الفلول ثائر .. يطلق عليه الإخوان سلبي … و لكنه يطلق على نفسه لقب : برنس.
بإختصار هي تلك الطبقة التي برنامجها التليفزيوني المفضل .. صاحبة السعادة.