ما علاقة فيلم انتهى تصويره تقريبا بأزمة انطلقت بسبب فيديو اعتبره كثيرون مهين للشرطة المصرية وإن اختلفوا على مستوى العقاب، ولماذا رفض الفنانون القوائم السوداء بعد ثورة يناير والتي ضمت كل أنصار مبارك، والآن يستعينوا بها من جديد لكن لتتسع لممثل موهوب عمره 20 عاما لا أكثر.
ما علاقة كون هذا الممثل قد أخطأ ولم يقدر الأمور حق تقديرها واعتذر بعد ذلك بأنه ممثل في فيلم هو “هيبتا” حتى يخرج ممثل كبير بحجم أحمد بدير ويعلن انسحابه من الشريط خصوصا وأن مشاهده كلها تجمعه مع أحمد مالك الذي وصفه بأنه ممثل موهوب لكنه لا يطيقه الآن بعدما فعل، لماذا لم يفكر بدير خلال كواليس التصوير في التعرف على طريقة تفكير هذا الجيل من الممثلين ربما كان سيجد الآن تفسيرا لتصرف مالك وصديقه شادي حسين أبو زيد، وما معنى أن يقول بدير أنه سيطالب بحذف مشاهده من الفيلم على أن يتحمل تكاليف إعادة التصوير بممثل آخر غيره، أم قد يتطور الموضوع ويتم حذف مشاهد أحمد مالك كما صرح المنتج هاني أسامة وساعتها يعود بدير للبلاتوه لتصوير المشاهد مع ممثل شاب يتم اختياره بعد اجراء كشف هيئة والتأكد من سلامة تربيته وعدم تجاوزه مستقبلا؟ .
لماذا يتم اقحام السياسة في الفن بهذه الطريقة وعندما حاول فنانون مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا وبسمة اعلان أرائهم السياسية كان العقاب حرمانهم من أي عروض عمل داخل السوق المصري في أخر عامين، لمصلحة من يتم تقسيم الفن المصري بهذه الطريقة والأهم أن النقابة التي تحركت للتحقيق مع أحمد مالك عن فيديو لا يخص عمله كممثل، هي نفسها التي تترك فنانة مثل رانيا محمود ياسين تستضيف شخصاً يدعي أنه فلكي على الهواء مباشرة ويقوم بتحضير روح الرئيس الراحل أنور السادات، القناة رفضت استمرار رانيا، لكن هل من المفترض أن تصمت النقابة على هذا التصرف غير المهني أم الأمر بعيد عن نشاط رانيا كممثلة، إذا كان كذلك فما فعله مالك بعيد أيضا عن نشاطه كممثل، وليس من مصلحة شركات الإنتاج ولا السوق في مصر أن تتكرر هذه المواقف كلما جدت أزمة تروح لحالها ويبق العمل الفني، فهل سيتذكر الجمهور بعد 10 سنوات أن فيلم هيبتا كان يتم تصويره أثناء أزمة فيديو “الواقي الذكري” .
والأسئلة مستمرة، هل مطلوب مثلا من الفنان محمد هنيدي أن يطالب بحذف مشاهد الممثل محمد شومان من فيلم “فول الصين العظيم” لأن شومان قرر مؤخرا العمل في قناة تابعة للإخوان بتركيا، وعلى نفس النسق هل تحذف إنعام محمد علي مشاهد هشام عبد الله من فيلم” الطريق إلى إيلات” بعدما لحق هو الأخر بمقدمي البرامج المناوءة للنظام المصري من أنقرة.
من الصعب جدا تصور أن فنانين كبار ومسؤولين عن تنظيم المهنة “يسيسون” قراراتهم وردات فعلهم بهذه الطريقة، ويصمتون في مواقف أخرى تكاد تكون أكبر تأثيرا على سمعة الفن المصري مما فعله أحمد مالك، الذي لو كان شابا عاديا مثل شادي لا يتبع لأي نقابة لما حوله أحد للتحقيق، من المفترض أن يكون الفنانون هم الطليعة في توجيه الجمهور وتهذيب السلوك العام لكن ما يحدث خلال السنوات الأخيرة هو انحيازات سياسية وحسب.
لن تجد كثير من الفنانين مساندين لإسلام بحيري وفاطمة ناعوت، لن تجد من يقول نختلف معهم لكن نرفض الأحكام بالحبس، تجد فقط انتفاضة مداخلات هاتفية للهجوم على ممثل شاب بدلا من تقويمه وافساد شريط سينمائي مدته ساعتين بسبب فيديو لا يزيد عن دقيقتين.
صدقت السيدة التي ظهرت في فيديو المراسل أحمد رأفت عندما قالت في التحرير يوم 25 يناير “هو فين الفنانين مجوش يحتفلوا معنا” هذه السيدة لم تر من الفنانين إلا الوجود وقت “الزيطة” ثم نسأل لماذا غابت قوة مصر الناعمة؟ عليه العوض ومنه العوض.