عزيزي القارئ الموجود داخل حدود جمهورية مصر العربية، دعني أُعلمك بداية أنني أكن لك الكثير من الحسد لأنك تستطيع أن تزور الحدث الثقافي الأهم بمصر، وأن تتجول داخل أروقة المعرض و الاستمتاع بفعالياته، فمعرض الكتاب من الأشياء التي قد تحزن لعدم تواجدك في البلاد وقت انعقاده، ولأنني خارج البلاد منذ فترة ولست على دراية كاملة بحالة السوق الثقافي حالياً ، فأستأذنك بأن أخالف اساتذتي وزملائي من كتاب الموقع وألا أشاركك بعض العناوين التي أرشحها، وإنما سأعرض عليك مجموعة من أسماء الكُتاب اللذين لا يجب الا تقرأ لهم… فلا تكن انتقائيا مع هؤلاء الكتاب
1- محمد المنسي قنديل، هذا الأديب الرائع الذي لا أجد سببا واضحا لعدم احتفاؤنا به كما يجب.. هو نوع من الكتاب اللذين إذا قرأت اسمهم على ورقة قديمة فأرجو أن تلتقطها، هو رجل يمتلك قدرة فذة على حبك الحواديت، وأعدك أنك ستربح الكثير جدا من رحلتك داخل أعماله الروائية، و إذا كنت من الطلبة أو من زوار المعرض ذوو الميزانية المحدودة، فأرجو ألا تفوت له ( شخصيات حية من الأغاني – قمر على سمرقند)
2- رضوى عاشور، الأديبة والأكاديمية الراحلة، التي يجب علينا جميعا إعادة قرائتها بما يليق بمكانتها، ابدأ من عند (أثقل من رضوى) سيرتها الذاتية السلسة التي ستعيش خلالها فصولا من حياة د. رضوى فتتعرف على طريقة تفكيرها و منعطفات حياتها، وحين تنتهي من هذا الكتاب، أنصحك بالرواية الجليلة (الطنطورية).. كما أنك تعلم أن كل من يقرأ د. رضوى سينصحك بقراءة (ثلاثية غرناطة). فلا تضيع على نفسك الفرصة.
3- مؤمن المحمدي ، اغتنم فرصة أن مؤمن المحمدي مازال بيننا -أمد الله لنا في عمره- وابذل كل ما تستطيع لتجمع كتاباته حول التاريخ الإسلامي من خلال كتابه الملحمي (ليالي قريش) و الذي تم نشر جزأين منه بالفعل، ومع القليل من البحث على الانترنت ستكتشف أن مؤمن يكتب في الموسيقى والأغاني بذات الشغف الذي يكتب به عن السينما و عن كرة القدم، هذا الرجل الموسوعي يدعوك دوما للبحث من وراؤه و هو ما أدعوك أنا إليه كذلك، اقرأ الرجل وابحث فيما يقول و اختلف معه أو اتفق فأنت حر تماما، لكنك على الدوام ستخرج بطاقة نفسية إيجابية بعد مطالعتك لما يكتب، وإذا لم تكن من هواة التاريخ الاسلامي فلا تحرم نفسك من (حكايات المحمدي) فهو واحد من أروع ما قدم الرجل من كتب.
4- أبا رقية ، و من غيره!! ، الألفة، عمر طاهر ، عمر (حكواتي) من ذهب، تشعر في كتاباته بأنه يجذبك من ملابسك ويسحبك داخل سطوره لتعيش وسط لغته البسيطة وبلاغته الرائعة، بدون أن تشعر أنه يتعالى عليك أو ينظر و يتفلسف… عمر غزير الإنتاج ماشاء الله، لكنني أرشح لك وبشدة ( شركة النشا و الجلوكوز و أثر النبي) … فاستمتع.
5- و أخيراحاول أن تشجع التجارب الشعرية والأدبية الجديدة بشراؤك لبعض الأعمال، لا تكن انتقائيا بالفعل مع الشباب الجدد، اشتر ما تقدر عليه و بعد القراءة مارس حقك في النقد والاعجاب أو الرفض، فالكثير منهم يستحق البقاء على الساحة ولا ينقصه سوى التشجيع النابع من أرقام المبيعات.
وأخيراً تذكر دوما مقولة سمعتها من صديق لي اسمه مصطفى أحب أن أنقلها إليك “أنت بخير ما دمت تقرأ” و كل معرض وأنتم بخير