منذ أن وجد الطريق للظهور بانتظام على شاشة التليفزيون، وهو “عازمُ” على أن يكون لسانه سليطا على من يراهم أعداء الوطن، والعملاء أصحاب الأجندات الخارجية، و”يجاهد” على أن يكون منبره الإعلامي أداة لتوجيه السباب، والإتهامات جزافا كلما أتيحت له الفرصة.
هكذا يطل علينا عزمي مجاهد في برنامجه ” الملف”، المذاع على فضائية العاصمة، مستغلا الشعار الأوسع إستهلاكا وهو (حب الوطن، ومؤسساته، ومن قبلهما تأييد الرئيس).
ويبدو أن إستمرار لاعب كرة اليد السابق، كمتحدث إعلامي بإسم إتحاد الكرة المصري، جعل من الإعلام مهنة مغرية بالنسبة له، ولما لا، وقد اتاح له سعيد حساسين مالك القناة الفرصة، ومنحه ” نافذة إعلامية ” ينصبها مساءً ليفضفض عما بداخله للجمهور، ويزيد الطين بلة على كل حدث مثير للجدل، فيرتفع صوته متشدقاً بالحلال، والحرام، والمفروض والممنوع…والوقائع كثيرة تثبت ذلك ومنها.
هى الواقعة الأحدث لعزمي مجاهد، حيث المح في تصريحاته عن الفنان أحمد حلمي، بأنه منحرف جنسيا لمجرد تردده الدائم على لبنان، حيث قال :” والله كنت شاكك فيه من زمان مش مرتاحله، هو اتجاهاته غريبة ومش عارف بيسافر كثير لبنان ليه “.
والسبب وراء تلك الإتهامات ” الفجة”، هو إدعائه بأن “حلمي” أعلن تضامنه مع الفنان أحمد مالك، وشادي حسين “مراسل أبلة فاهيتا”، في واقعة فيديو ” الواقي الذكري”. لكن بتتبع بسيط حول حقيقة تلك الإتهامات، تبين أن حلمي لم يعلن تضامنه مع الشابين سواء بتعليق على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، أو بظهور إعلامي في أي برنامج تليفزيوني.
مالك وشادي ” ملعون أبو أخلاقكم”
بغض النظر عن موقفك مما فعله الفنان أحمد مالك، وشادي حسين، إلا أنه لا يمكن التعليق على خطأ، بخطأ أكبر منه بالسب والقذف، والألفاظ النابية، وهكذا كان سلاح عزمي مجاهد في تعليقه على الواقعة حيث قال: عيل سافل، وحقير، ومترباش أساسا أسمه شادي حسين.”، مضيفا:” ملعون أبو الشهرة وأخلاقكم اللى خليتكم تسنهزأوا بالناس.”
ولم يكتف بسب الشابين فقط، بل طالت الإهانة أيضا أسرتهما، حيث قال:” فعلهما يدل على أنهما من أسر منحلة وفاسدة وليس عائلات محترمة، لان الأسر المصرية لا تعرف هذه الأشياء.”
البرادعي ” بردعة”
هاجم “مجاهد” في إحدى حلقاته الدكتور محمد البرادعي، مستخدما ألفاظا خارجة يعاقب عليها القانون حيث قال: ” الوحيد اللي اسمه راكب على صفته هو محمد البرادعي، يعني هو ” بردعة”، يرمي الشباب في التهلكة، وشايل حفيده في حمام السباحة، هو خاين، وقدمه ملح، وجاته القرف في اللي اليوم اللي شوفناه فيه”.
علاء الأسواني ..قمع وحرامي روايات
“شاذ” هى الصفة التي أعتاد مجاهد التلميح بها على معارضيه، وكان للروائي الكبير علاء الأسواني نصيب من تلك الإتهامات بعد تغريدة انتقد فيها إلغاء نتيجة إتحاد طلاب مصر، وتابع في تغريدة أخرى : ” إذا لم تكن مخبرًا أو طبالاً فليس لك مكان في دولة السيسي”.
وبعد هذه التغريدة انتفض ” مجاهد”، بوصلة ردح قائلا: ” يا قمع هفضح عمايلك فى باريس، وأنت علطول بتسافر أنت وعمرو حمزاوي بتروحوا النمسا، وفرنسا، كثير.. ورجال القوات المسلحة، والشرطة فرز أول فياريت تبعد عنهم.. وبطل سرقة روايات من الاخرين.”
أبو النجا وعطية وعمرو واكد..”أشكال ضالة”
من المعروف أن الإتجاهات السياسية للفنان خالد أبو النجا، والمطرب محمد عطية، والفنان عمرو واكد، معارضة للنظام، وهذا بعتبر “جريمة وخيانة”، بالنسبة لعبده مشتاق الوطن عزمي مجاهد، حيث هاجم الثلاثي بشدة ووصفهم في إحدى حلقات برنامجه بـ ” الأشكال الضالة”، بل وطالب نقابتي الموسيقيين والمهن التمثيلية بتطهير الفن منهم لأنهم ” شواذ”
إنتصار..” عاوزة راجل يلمها”
لم تمر تصريحات الفنانة إنتصار عن مشاهدة الأفلام الإباحية مرور الكرام، وكان عزمي مجاهد أحد الإعلاميين الذين هاجمها بشدة متقلدا بسلاح العفة، وانطلق مجاهد قائلا: “اللي بتقوله ده انحلال وفجور وشذوذ فكري، وانتصار مش لاقية راجل يلمها، واللي بتقدمه دعارة إعلامية، إزاي تتهم 40 % من زوجات مصر بالشذوذ”.
تجاوات عزمي مجاهد ليست مقتصرة على الأمثلة السابقة، لكنها منهجا يسير عليه في برنامجه، وكان من الممكن إرفاق بعض الفيديوهات التي يتطاول فيها بالسباب على معارضيه، لكننا أمتنعنا عن ذلك حتى لا نكون سببا في إنتشارها، أو المساعدة في تحقيق نسب مشاهدة من وراء نشرها.
وكل ما تم عرضه في التقرير هو بمثابة قائمة صغيرة من تهم السب والقذف، والتي لو تم محاكمته من ورائها لن يكون مكانه بالتأكيد على الشاشة، لكن ” للأسف” أصبح عزمي مجاهد، ومعه بعض المذيعين يشكلون أسلوبا أقل ما يمكن وصفة بالمتجاوز إعلاميا.