رائد عزاز يكتب: مسائل جنسية في الشئون الكروية!

نقلًا عن جريدة “الفريق”

معشر الرجال من مختلف الأجناس والأعمار يعشقون رياضة كرة القدم بشكل جنوني ويحرصون علي متابعة مباريات فريقهم المفضل بإنتظام مهما كلفهم ذلك من جهد ووقت ومال يبذلونه طواعية في سبيل الظفر بدقائق معدودة من الأثارة المعنوية والمتعة الحسية داخل الأستادات أو أمام الشاشات.

علماء الأجتماع توقفوا طويلا أمام هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة في مختلف دول العالم وقاموا بإجراء سلسلة من الأبحاث والإستقصاءات لمحاولة كشف أسبابها، إلا أنهم عجزوا حتي اليوم عن التوصل إلي نتائج محددة تفك طلاسم ذلك اللغز المحير. بعض الباحثين يري أن الضغوط العصبية التي يتعرض لها الأشخاص العاديين خلال حياتهم اليومية تحول عددا منهم إلي متفرجين متعصبين يفرطون في إطلاق الهتافات التشجيعية والعدائية التي تساعدهم علي تفريغ شحنة الطاقة السلبية الكامنة بداخلهم. البعض الأخر يؤكد أن مهاوويس كرة القدم ليسوا سوي فئة مريضة تعاني من مشاكل نفسية وإجتماعية تدفعها للإندماج مع المباريات والتفاعل مع أحداثها بكل الحواس والمشاعر سعيا وراء الهروب المؤقت من الواقع الأليم الذي تعيشه. الرأي الثالث يجزم بأن رجال المال والسلطة هم العامل المباشر في نشر وتسويق اللعبة بهذا الشكل المكثف الذي يضمن لهم تحقيق مكاسب مادية وسياسية عديدة.

أحد الدراسات الحديثة التي أجريت في أسبانيا عقب مونديال 2010 أضافت بعدا جديدا لهذه الظاهرة الفريدة حين أثبتت ارتفاع معدل إفراز هرمون الذكورة (التستوستيرون) عند الرجال بدرجة ملحوظة وهم يشاهدون فريقهم المفضل يلعب وقد تتضاعف النسبة مع كل هدف يسجل لصالحه مما يجعل هؤلاء المتفرجين يصلون دون أن يدروا إلي نفس درجة الإستثارة الحسية التي يشعرون بها وهم علي وشك ممارسة الجنس! الباحثون لاحظوا أيضا زيادة مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول) لدي الشباب حال هزيمة ناديهم وهو مافسره العالم الهولندي ليندر فان دير ميج قائلا: كثرة إنتاج الجسم لهذه المادة يتسق عادة مع نظرية الحفاظ علي الذات الإجتماعية حيث يتخيل المشجع الخاسر أن كرامته جرحت وأن إحترام الناس له قد قل فيزداد إفراز الهرمون لديه كرد فعل طبيعي لإحساسه بالإحباط وخيبة الأمل). نفس الدراسة أقرت كذلك بتعاظم الحافز الجنسي لدي الفتيات عندما يتابعن المواجهات الكروية التي يظهر فيها القوام العضلي المتناسق للاعبين وتبرز ملامحهم الجذابة وهم يركضون بقوة ونشاط فيبدأ عقلهن الباطن في رسم أحلام مثيرة تجمعهن بهؤلاء النجوم. إستطلاعات الرأي المعترف بها عالميا أشارت إلي أن 41% من الرجال و35% من النساء ينخرطون في علاقة جنسية ناجحة عقب مشاهدتهم لإحدي منافسات كرة القدم مما يؤكد أن تأثير الساحرة المستديرة لا يقتصر فقط علي الأشباع الرياضي بل يمتد إلي إيقاظ المشاعر العاطفية المستترة وتعزيز الرغبات الجسدية الدفينة.

هناك قضية أخري في نفس الإطار يطرحها سؤال مكرر منذ سنوات طويلة: هل يتأثر المردود البدني والذهني للاعب إذا مارس الجنس قبيل مشاركته في المباريات بوقت قصير؟ معظم النظريات القديمة أفادت بالإيجاب مما دفع المدربين والأداريين لإصدار تعليمات صارمة لكل لاعبي الفريق بالإبتعاد عن العلاقات الحميمة قبل موعد انطلاق المباراة بيومين علي الأقل، ولضمان تنفيذ ذلك أخترعوا بدعة المعسكرات المغلقة التي لا يسمح للسيدات بدخولها أو مجرد الإقتراب من أبوابها. المدير الفني لمنتخب هولندا المشارك في كأس العالم بألمانيا عام 74 تحدي القواعد الموضوعة وكسر القيود المفروضة حين سمح لعناصر فريقه باصطحاب الزوجات والرفيقات إلي المعسكر التدريبي الذي عقده قبل وأثناء البطولة بل ووافق أيضا علي أن يقمن معهم في نفس الغرف داخل الفندق فكانت النتيجة هي ظهور التشكيلة البرتقالية بمستوي رائع أهلها للوصول إلي المباراة النهائية وكانت قاب قوسين أو أدني من الظفر باللقب العالمي مما شجع مسؤولي الإتحاد الهولندي علي تكرار نفس التجربة خلال المونديال التالي بالأرجنتين والذي شهد مواصلة التألق الملفت لكتيبة الطواحين وفوزها بمركز الوصيف للمرة الثانية علي التوالي. بالطبع لا يمكن الجزم بأن قرار السماح للاعبين بممارسة الجنس هو السبب الرئيسي في بلوغ ذلك الإنجاز لكن بالتأكيد يمكننا القول بأنه لم يقف عائقا أمام تحقيقه.

خبراء علم النفس المعاصر يعتقدون أن معاشرة اللاعب لزوجته أو رفيقته الدائمة ليلة المباراة أمر مستحب يرفع من روحه المعنوية ويزيد ثقته بنفسه فضلا عن مساعدته علي الأسترخاء والنوم بعمق مما ينعكس بالإيجاب علي قدرته البدنية وحالته المزاجية في اليوم التالي داخل الملعب، لكن العكس يحدث إذا كان الأمر يتعلق بمغامرة عابرة مع معجبة جريئة متحررة أو فتاة ليل محترفة تضطره لبذل مجهود إضافي وسط جو مشحون بالتوتر خوفا من أفتضاح الأمر مما يؤدي في النهاية إلي تشتيت ذهنه وإصابته بأرهاق شديد قد يدوم لساعات طويلة.

العالم الأورجواياني أندريس فلورس المتخصص في شئون التغذية والصحة العامة يؤكد أن الرجل يستهلك أثناء عملية الجماع السوي مابين 400 إلي 700 سعر حراري وهي نفس النسبة التي يفقدها حين يصعد دورين علي السلم أو يتمشي لمدة عشر دقائق. تلك الطاقة المستهلكة يمكن تعويضها بسرعة وسهولة عن طريق شرب كوب من الحليب مع تناول قطعتين من البسكويت المحلي بالسكر!

هذه النظريات العلمية الحديثة صارت تطبق داخل كل أندية أوربا والدول المتقدمة التي منحت لاعبيها كامل الحرية في تنظيم نشاطاتهم الجنسية بأنفسهم دون رقيب أو حسيب، بينما مازال مسؤولو الفرق المصرية ومدربيها متمسكين بتعاليم المعتقدات البالية التي تبيح لهم فرض الوصاية علي حياة اللاعبين الخاصة والتدخل السافر في أدق تفاصيل علاقتهم بزوجاتهم تحت دعوي النصح والأرشاد.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك إضغط هنا

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز يكتب: جناب المستشار شايل سيفه!

  رائد عزاز يكتب : شلبوكة على طريقة الشيخ حسني!

رائد عزاز يكتب : جناب المراسل مهيب عبد الهادي‎

رائد عزاز يكتب: سنة حلوة يا خطيب

رائد عزاز يكتب: لميس الحديدي تُسقط محمود طاهر!

رائد عزاز يكتب: هذا الرجل خطر على الأهلي!   

رائد عزاز يكتب: الأهلي نقطة و من أول السطر!

  .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا