جاء يوم المحاضرة الأخيرة في النصف الأول من العام الدراسي.. ساعات قليلة تفصلها عن الطلاب..فهي علي علم بأنهم لن يتقابلوا في الفصل الدراسي الثاني، وذلك بحسب توزيع جدول المواد الدراسية علي أعضاء هيئة التدريس.
منفعله عليهم طول الوقت نظرا لضغوطات كثيرة تحاصرها، كلما همس الطلاب أو تحدثوا جانبيا انفعلت وارتفع صوتها ” في إيه ياسنة زفت علي دماغكوا”..وتهديدات عديدة بحرمانهم من حصولهم علي درجات المادة العملي كامله كلما استمروا في شغبهم.
أكثر ما كان يجعلها تسيطر علي أعصابها كلما اكتشفت فيهم من يمتلك موهبة الحس الصحفي..وأيضا كلما وجدت فيهم مشروع صحفي جيد تحاول أن تكتم انفعالتها…( شطارتهم كانت بتغطي علي شقاوتهم)
تمر الأيام وتمضي إلي أن تأتي ساعة المحاضرة الأخيرة حيث اللقاء الأخير..تبدأ تشعر بجلد الذات وتتسائل بداخلها قائلة :” النهاردة أخر محاضرة معاهم..طيب إزاي أنا كنت بزعق وبشخط فيهم ..أنا لازم اصالحهم ” فجأة تقرر أن تشتري عدد لا بأس من الشيكولاتات بل وتلتقط معهم صور تذكارية وصور أخري من نوعية السيلفي .
جاء يوم المحاضرة الأخيرة ..تتكتم علي تفاصيل المفاجأة..وإذا يتحدثون الحديث الجانبي فتنفلت أعصابها بدون قصد..ثم تهدأ بابتسامة وتقول لهم ” محدش يزعلني النهاردة ياسنة ثالثة..انا عامله ليكوا مفاجأة..فياريت متبوظوش اليوم من فضلكم” وقبل أن تنتهي الجملة إذا يبتسمون ” قولنا يادكتور إيه المفاجأة”..وردت قائلة :” جبتلكوا شيكولاته يا سنة ثالثة” ثم قاطعوا حديثها بتصفيق حاد..وبدأت السعادة علي وجوهم..انتهت من شرح المحاضرة ثم بدأت تلتقط معهم صور تذكارية وسيلفي وبعدها قامت بتوزيع الشيكولاتات عليهم.
وأخيرا تودعهم بنصائح عديدة في مجال الصحافة:
– خليك دائما صحفي مهني وما تفضلش طرف علي حساب طرف.
– ابعد عن المصادر المجهلة لأنها ممكن تورطك وتسببلك مشاكل عديدة.
– دائما سمعتك كصحفي هتفضل تجري وراك طول ما أنت عايش وحتي بعد ما تموت.
– حافظ علي مصدرك..واحميه.
– ما تخليش السبق الصحفي يبقي علي حساب المصداقية والمهنية.
تحري الدقة في المعلومه التي تصلك وتأكد أكثرة من مرة وتحاول أن توثقها علي لسان مصدر معلوم.
وأخيرا للقارئ العزيز الشيكولاته وحدها ليس للصلح بين الطلاب ولكن من الممكن استخدامها في تشجيعهم علي التفاعل والتواصل والمشاركة خلال المحاضرة حيث كلما سألت سؤالا فأجد من يتجاوب ويتفاعل ويتم مكافأته بشيكولاته أو بمكافأة مادية مكتوب عليها إهداء.