سما جابر
إيه رأيك في الإعلام المصري؟… سؤال طرحه شباب تويتر في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت بلا أي سبب واضح، ليصبح ضمن قائمة الترند في مصر بعد أقل من ساعتين من انطلاقه.
بالرغم من أن الهاشتاج أو السؤال بلا مناسبة واضحة أو حدث إعلامي محدد أثار الجدل مؤخراً إلا أنه إذا حاولت أن تجيب على السؤال والمشاركة في الهاشتاج فبالتالي لابد أن تتجاوز في حديثك، ليس بسبب أن “عيال” تويتر “طايشين ولسانهم فالت” كما يتهمهم البعض، لكن الوضع المزري في الإعلام حالياً يجبرك أن يكون لسانك فالت فعلاً!!.
اللافت في الهاشتاج الذي وصل لأكثر من 10 آلاف تغريدة في أقل من 12 ساعة، ليس بسبب كثرة التغريدات الإباحية أو المسيئة أو حتى التغريدات الدعائية أو الدينية التي تصل بالهاشتاجات الأخرى لقائمة الترند.. لكن “كراهية” الناس في الإعلام المصري باتت واضحة وتتصاعد كل يوم، لم يعد الناس مقتنعون بما يتم تقديمه لهم من “تطبيل” مبالغ فيه، بالتالي من حقهم أن يسلبوا المصداقية والثقة من الإعلام والإعلاميين، فمثلاً لا يوجد إعلام محترم يأتي بشخص يدعي النبوة مثلما فعل محمد الغيطي في حلقة سابقة من برنامجه على قناة LTC واستضاف محام شهير في نفس الحلقة لتنشب خناقة “متوقعة” بينهما تصل للتشابك بالأيدي والتهديد العلني.. ومزيد من الترافيك أيضاً.
كذلك ليس هناك ذنباً على المشاهد بأن يجلس ويشاهد شخصاً يدعي الألوهية كالذي ظهر بالأمس على شاشة العاصمة مع تاجر الأعشاب الأشهر سعيد حساسين مالك القناة ويصرح بتصريحات غير مقبولة كأنه يريد هدم الكعبة وإغلاق الأزهر وأنه “مات مرتين!”، أما تاجر الأعشاب فاختار وصفته السحرية بأن يستضيف شخص لم يسمع عنه أحد غالباً سواه، لتخرج الحلقة أكثر سخونة، فلم نر في حلقة سابقة في أي برنامج أن قام أحدهم باستضافة مدعي ألوهية -جديدة دي-.
أما المشاهد فلم ولن يغفر لمن استهان بعقولهم وعرض لهم لعبة فيديو جيم باعتبارها حرب حقيقية، ولن يغفر لمن أعطت لنفسها الحق في اختراق الحياة الشخصية لإحدى المواطنات ونشر صورها الشخصية ولن يغفر لمن يظهر على الشاشات الصفراء يشتم ويهين أمهات معظم المصريين ويهددهم علناً، أو من يهين براءة الأطفال ويستضيفهم في برنامجه حتى مطلع الفجر ليناموا منه على الهواء بجانب افتعاله لخناقات وهمية بلا أي سبب.
ما تم تداوله في الهاشتاج من تعليقات بالرغم من أنه يمكن أن نطلق عليها لقب +18 من كثرة الشتيمة في الإعلام والإعلاميين، إلا أن ما يقدم في معظم القنوات الفضائية حالياً لا يليق بأي سن لا +18 أو +21 أو حتى +60.