أثار حبس الشاب إسلام صلاح بشارة، لمدة عام مع الشغل والنفاذ، كثير من الاستياء ليس لأنه بريء أو لأن تهمته ملفقة، لكن لأنه محبوس بتهمة النصب والتزوير باسم جامعة مونتيريال الكندية، والاستياء أيضاً ليس لأنه نصاباً لكن لأن هذا النصاب قد كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في عيد العلم باعتباره أصغر شاب حاصل على الدكتوراه في يونيو الماضي.
تكررت مؤخراً حوادث النصب باسم “العلم”، سواء تزوير شهادات لاقتناء مركز معين، أو من أجل الحصول على أموال، وأخرها واقعة “الدكتور إسلام صلاح بشارة، الحاصل على الدكتوراه من جامعة مونتيريال بكندا، ومفوض من الجامعة في إدارة مشروعات وتطوير المهارات في إدارة الأعمال في مصر”- هذا منصبه/ طريقة نصبه.
بدأت الواقعة بعد أن تلقت أجهزة الأمن بلاغات من مجموعة شباب تفيد بأنهم تعرضوا لعملية نصب من شاب مصري، وأضافوا في بلاغاتهم أنهم عثروا على صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” باسم الدكتور إسلام صلاح بشارة حاصل على الدكتوراه من جامعة مونتيريال بكندا، وأنه مفوض من الجامعة في إدارة مشروعات وتطوير المهارات في إدارة الأعمال في مصر، وبالتواصل معه أخبرهم بإمكانية منحهم شهادة معتمدة من الجامعة ومختومة بختم سفارة كندا في القاهرة، وحصل من كل شاب منهم على 2500 جنيه.
وتبين من التحقيقات التي باشرتها أجهزة الأمن أن 40 شابًّا تقدموا للحصول على الدورات، وسددوا المبالغ في مقر الجامعة الأمريكية، ولدى موظف تبين فيما بعد أنه شريك للمتهم، وعقب انتهاء الدورة طالبوا بالحصول على الشهادات فماطلهم المتهم وتهرب منهم، ثم توجهوا إلى السفارة الكندية للسؤال عن شهاداتهم، فأبلغتهم السفارة أن جامعة مونتريال لا تعلم شيئا عن هذه الشهادات، ولا يوجد لديها برامج إدارة أعمال، وأن المتهم إسلام صلاح بشارة لم يحصل على أي دكتوراه من الجامعة، ليكتشفوا بذلك تعرضهم للنصب.
أما عن الاستياء الذي أصاب البعض جاء بسبب عدم دراية، أو استسهال، أو تزييف (مقصود)، أو خطأ (غير مقصود) وقع فيه مستشاري الرئيس عندما قدموا له الشاب دون التأكد من صفته وشهادته الحقيقية.
كذلك استسهال بعض وسائل الإعلام -خاصة التلفزيون المصري- واستضافته وتمجيده بعدما كرمه الرئيس السيسي دون التأكد من حقيقة شهادته، وإتاحة الفرصة له ليمارس نصبه باسم العلم، فلم تكن تلك المرة الأولى التي يفتح مبنى ماسبيرو ذراعيه لأحد النصابين، ففي أكتوبر الماضي تم الإعلان عن القبض على المتحدث باسم الغرفة التجارية بالجيزة، محمد حمزة الحسيني بتهمة تزوير 11 شهادة دكتوراة، والذي كان ضيفاً دائماً على شاشة القاهرة التابعة للتلفزيون المصري دون التأكد أيضاً من مكانته العلمية.
لقاءه في برنامج “صباح الخير يا مصر”