د.محمود الضبع يكتب : الثقافة في المواجهة ختام للبدء

لم يكن الشعار الذي تم تبنيه هذا العام “الثقافة في المواجهة” مجرد شعار لدورة من دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب ، ينتهي بانتهاء فعاليات المعرض ، ونغلق عليه الستار عقب الختام ، ولكنه بالنسبة إلينا بداية لمرحلة من العمل تم اختبارها في الواقع طوال أيام المعرض وعبر فعالياته الثقافية وعبر مشاركات الجماهير التي أثبتت بالفعل علاقتها الوطيدة بالثقافة وإقبالها على الحدث الثقافي ، وإيمانها بأهمية الوعي والتنوير والتثقيف . والأهم من ذلك كله توافق الجميع على أهمية وضع الثقافة في مواجهة السلبيات والأخطار التي تهدد أمتنا نتيجة غياب الوعي مثل التطرف بأشكاله ، والإرهاب بأنواعه ، والفساد بصنوفه ، واختلال منظومة القيم الأصيلة الممثلة لهويتنا ، وغيرها مما يتهدد حاضرنا ومستقبلنا .

كان أحد المنطلقات المهمة في التخطيط لهذه الدورة هو التنويع ، التنويع في تمثيل الأقاليم الجغرافية بثقافاتها ، والتنويع في تمثيل الأجيال دون إقصاء أو تمييز ، والتنويع في الأنشطة لتشمل آليات الثقافة المتعددة ( الكتب والمناقشات والندوات والموائد الشبابية المستديرة ، والميديا، والمسرح ، والسينما ، والفنون كافة ، وغيرها من أشكال الثقافة التي طرحها التطور التكنولوجي) ، وكان نتاج ذلك أن شاركت كل شرائح وطوائف المجتمع والمثقفين في دعم الخطاب الثقافي المعتدل الذي يسعى لبحث آليات الأزمات الراهنة وصولا إلى وضع التصورات القابلة للتطبيق على أرض الواقع .

أكدت الدورة على قيم عديدة ، منها :

الرغبة المجتمعية في التثقيف والتعايش السلمي والمشاركة في بناء الوطن وهو ما يؤكده الإقبال الجماهيري ، إذ تجاوز عدد الزائرين حتى اليوم قبل الأخير ما يزيد عن اثنين ونصف مليون زائر ومشارك ، وزادت نسب مبيعات الكتب عن الأعوام الخمسة الماضية بشكل ملحوظ .

المحبة الضافية التي يتمتع بها أبناء الوطن العربي ، مما جعل الجميع يتخطى الصعوبات ، ويغتفر للسلبيات والمعوقات التي قابلته .

الرغبة الواضحة في التعاون والعمل من أجل تقديم صورة جيدة للهوية بما يؤكد امتلاك أبناء الوطن لقيمة المواطنة وإمكانية استثمارها للمستقبل .

التواصل الفعال بين شرائح المثقفين والمهتمين بالثقافة ، بما يشير إلى إمكانات عدة، منها : إمكانية الاستثمار في العقول البشرية العربية للحاق بمسيرة التطور الحضاري ، إمكانية التفكير بمنطق مجتمع المعرفة الذي تتحول فيه الأفكار إلى ثروات ، وغيرها من متطلبات راهن العصر ومستقبله .

وكانت الرسالة واضحة : أن الثقافة قادرة ومؤهلة لمواجهة السلبيات التي طرأت على مجتمعاتنا العربية ، وغيرت من مساراتها ، وقادرة أيضا على الدخول بنا إلى مستقبل التطور البشري الذي نحلم به جميعا ونسعى إليه .

الثقافة في المواجهة شعار لمرحلة وليس شعارا لدورة واحدة من دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب السابع والأربعين .

اقـرأ أيـضـًا:

حمدي عبد الرحيم يرشح 10 كتب لزوار معرض الكتاب

مؤمن المحمدي يُرشح 14 كتابًا لزوار معرض الكتاب

سامح فايز يرشح 14 كتابا لزوار معرض القاهرة الدولي 2016

أشرف توفيق يرشح 10 كتب لزوار معرض الكتاب

محمد توفيق يرشح 16 كتابا لزوار معرض الكتاب

أحمد شبكة يرشح 10 كتب لزوار معرض الكتاب

هالة منير بدير ترشح 10 كتب لزوار معرض الكتاب

أحمد عصمت يُرشح 9 كتب لزوار معرض الكتاب

د.محمد فياض يرشح 9 كتب لزوار معرض الكتاب

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا